kayhan.ir

رمز الخبر: 2827
تأريخ النشر : 2014June27 - 21:44

فلتستقبل الرياض وعمان "داعش" !!

مهدي منصوري

عندما منيت الرياض بالفشل الذريع في تحقيق اهدافها من ان تجعل من سوريا محط رحال الارهابيين الذين جندتهم ومن مختلف دول العالم من اجل ان تدفع شرور هؤلاء المجرمين عنها وعن الدول الاخرى، الا ان النتائج جاءت عكس الخريطة التي اعدت لذلك بحيث ان الارهابيين قد ذاقوا الامرين في سوريا من خلال الضربات الماحقة للجيش السوري وبذلك ضاقت عليهم الارض بما رحبت بحيث وصلت استغاثاتهم الى الدول الداعمة وخاصة الرياض من اجل ايجاد البديل، ولذلك تفتق ذهن الرياض ان يكون البديل هو العراق خاصة وانها وجدت ان الارضية مناسبة من اجل اشعال فتنة طائفية في هذا البلد لكي يتمدد هؤلاء الارهابيين وبصورة تضمن لهم البقاء، ولكن لم يدركوا هؤلاء الحمقى ومن خطط لهم ان العراق مهبط الانبياء وبلد الائمة الاطهار (ع) لايمكن ان يكون لقمة سهلة وسائغة لاطماع ورغبات هؤلاء بل ان فتوى المرجعية العليا والتي جاءت في الوقت المناسب قد شكلت ضربة قاصمة وتهديم كامل لهذا المشروع وواجه الارهابيون وضعا ليس فقط غير مناسب، بل ان الضربات التي يتلقونها من قبل الجيش العراقي وابناء العشائر والقوات الشعبية قد اثقلت كاهلهم واضعفت قدراتهم بحيث وصل بهم الامر لان يبحثوا عن ملجأ اكثر أمنا ومن هنا صدر القرار من قبل قيادة داعش وقبل عدة ايام ان يفكروا بالبديل ومغادرة الاراضي العراقية لانهم لا يحصدون من بقائهم سوى الموت.

ولذلك فلم يكن هناك مكان يمكن ان يسعهم او يستقبلهم سوى الدول الداعمة لهم والتي خسرت عليهم الاموال الطائلة من اجل ان يقفوا على اقدامهم وهذا الامر قد يكون طبيعيا لان الطفل لابد ان يعود الى حضن امه ليجد الامان والاستقرار.

ومن نافلة القول ان هؤلاء المجرمين والقتلة وجدوا انفسهم اليوم بين كماشتي الجيش السوري والعراقي فان ذهبوا لسوريا تنالهم الطائرات السورية واذاقتهم مرارة الهلاك، ومما حدث في معبر الوليد خير دليل على ذلك. وكذلك ان كانوا ينوون البقاء على الارض العراقية فان الجيش العراقي وكل العشائر الوطنية وابناء الشعب العراقي المتفاوم سيذيقونهم مرارة الموت.

اذن ماذا يمكن ان يفعلوه وهم امام هذه الصورة المأساوية التي لم يمروا بها خاصة وان السعودية بالخصوص قد اخلت ظهرهم وتركتهم يلاقون حتفهم وبصورة لايمكن تصورها .

اذن فان الخطر الحقيقي لهؤلاء الارهابيين بدأ يتجه نحو الرياض بالدرجة الاولى خاصة وان الصحراء الغربية في العراق مفتوحة ابوابها عليهم، وان هؤلاء الارهابيين قد وجدوا طريقهم الى هناكسهلا يسيرا ، ولذلك جاء نداء الملك السعودي بالامس يلفه الخوف والقلق داعيا قوات الجيش السعودي ان تقف على اهمية الاستعداد لمواجهة خطر الارهابيين ولا تغفل زيارة كيري المفاجئة بالامس للسعودية لتحذيرها من ان لا تذهب بعيدا في التدخل في الشأن السوري والعراقي لان الخطر سيداهمها يوما ما شاءت أم أبت، ولكن رسالة كيري هذه قد لايمكن ان تؤدي غرضها لان الايام القادمة ستكشف عن قضايا وحقائق على الارض لا تستطيع حتى الولايات المتحدة ان تطمس معالمها او تخفيها او ان تقف بوجهها.

ومن المناسب ان نذكر ان الرياض ليست وحدها التي ستنالها نيران ارهاب الابن المدلل لها (داعش ) بل عمان الاردنية، هي كذلك تعيش اليوم حالة من القلق الكبير من ان ينهال هؤلاء الارهابيين على ارضها خاصة وان بعض المحافظات الاردنية كمعان وغيرها اصبحت اليوم الحاضنة الاساسية للتكفيريين وقد دعت داعش من قبل وفي بيان لها عناصرها وفي حالة مواجهة خطر ما ان تلجأ الى مدينة معان.

اذن وفي نهاية المطاف ان المكر السيء قد أحاط بأهله اليوم، وان النار التي اشعلتها الرياض وبعض الدول الداعمة اخذ يصل لهيبها اليها، ولابد ان تصل الشرارة اليهم خاصة وانهم يعيشون اوضاعا سياسية قلقة ومربكة، وقد تكون نعم العون لان يؤسس داعش دولته الاسلامية المرتقبة على ارض الرياض وعمان وقد يكون من الطبيعي جدا ان يحصل ذلك لان الذي يشعل النار لابد ان يكتوي بنارها يوما ما وكما قيل " ان من سن سيف البغي قتل به " و "ان البادئ اظلم".