عن الجنس كمحرك ثوري بل وجهادي !
بلال الحكيم
يحدث ان تلتبس علينا او على اي انسان آخر بعض المفاهيم الاكثر تعقيدا , ويحدث ان نشك بصدقية نظرية معينة اخلاقية او سياسية .
ثم لا نستغرب كثيرا لو سمعنا عن قصة انتهاك جديدة لاحدى تلك النظريات البديهية كحالة شخصية شاذة او مريضة .
ولكن الغير مفهوم فعلا هو كيف وصل الامر بجماعات كبيرة يبلغ عدد افرادها عشرات الالاف الى تشريع نظريات جديدة تبيح لهم ممارسة اختراقات كبيرة ( غير اخلاقية ) وغير طبيعية ومن ثم المفاخرة بها علنا , ماذا يعني ذلك غير ان نصبح امام عدد مهول جدا من الضحايا .
بالطبع ليس جهاد النكاح سوى نظرية واحدة من عدة نظريات غرائزية جديدة وغريبة :
بالامس نشرت منظمة اليونيسيف اتهاما لتنظيم القاعدة في اليمن باستغلال الاطفال جنسيا , وحسب المنظمة الدولية المهتمة بالطفولة , فان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب قد اجبر في عام 2012 نحو مئة يمنية لا يتجاوز اعمارهن 13 سنه على الزواج من مقاتليه .
الجنس ثم الجنس ثم الجهاد !
في نينوى العراقية طالب المجاهدون الغازون اهالي المنطقة وقبل كل شيء بتوفير النساء غير المتزوجات للمجاهدين لتأدية دورهن في زواج النكاح مع المجاهدين !
قناة فرنسية تبث تقرير ومقابلات مع نسوة دربين في دير الزور السورية , ثم طلب منهن ان يمارسن زواج النكاح ايضا مع المجاهدين .
ماذا لو اجرينا تحليل سيكلوجي دقيق على المقاتلين ( الثوار ) وخاصة من ذوي الميول ( الدينية او الجهادية ) الذين يقاتلون اليوم في صفوف الجماعات المسلحة المدعية للثورة او سواها من التنظيمات الداعية للخلافة الاسلامية في كل من العراق وسوريا واليمن على سبيل المثال لا الحصر .
ماذا سنجد اكثر حضورا في ادمغتهم كهدف عام ونهائي اكثر من الجنس , لا شيء , وهذا ليس افتراء عليهم فهو امر ملاحظ بوضوح في ادبياتهم التي يصرحون بها ليل نهار ويترجمونها واقعيا على ضحاياهم الكثر .
يقولون ان هدفهم الجنة , لا يقصدون من وراء ذلك سوى تلك الجنة المليئة بحور العين الحسناوات , اذن الجنس ايضا هو الهدف .
يا له من حافز قوي وحثيث وملح , نحو مزيد من الغزوات المقدسة !
عند مراقبة التسجيلات التي تنشرها التنظيمات الارهابية ولا سيما تلك التي ترافق الانتحاريين الذي يفجرون انفسهم والتي تسجل توصياتهم وتعليقات الرفاق المودعين للشخص الذاهب لتفجير نفسه , يقولون اذهب الى حور العين , فيقول نعم سوف اصل اليهن بعد دقائق ! هكذا , يفعلون ولهذا يقاتلون , يريدون ان يموتوا باسرع وقت ولا يهم بعدها اقيمت الدولة الاسلامية ام لا فاليقتل حتى جميع الرفاق المهم هو الذهاب بسرعة الى حيث يحلمون .
ماذا عن الاغتصابات , هل لديها تبرير ايضا ؟؟
نعم لديهم الكثير من التبريرات , سيقولون سبايا , او يقولون صفويات , او يقولون روافض , او يقولون علمانيون , او مجوس
او عملاء , او شبيحة , او مسيحيون , وان لم يجدوا اي صفة تليق بضحيتهم المقبلة سيقولون عنها كافرة او زنديقة وانتهي الامر , المهم ان لا يترددوا كثيرا في اغتصاب الفتيات بغض النظر عن السن او الحالة , صغيرة جدا او كبيرة جدا كلاهما مبااااااح .
كم قصة سمعنا عنها في حلب او في حمص او في ادلب السورية كم قصص حصلت في العراق وفي ليبيا
لا احدثكم هنا عن عدد حالات الاغتصاب الفردية في الوطن العربي او الاسلامي او العالمي لست معني بذلك على الاطلاق فهي حالات فردية وجنائية ولها علاقة شخصية بمرتكب الجرم نفسه مع الاخذ بعين الاعتبار البيئة الثقافية او المعيشية لهؤلا ,
الحديث هنا عن الحالات العامه وعن تشريعات جديدة تسن بشكل طارئ لارتكاب جرائم بشعة بحيث لا يعود هناك مجالا لتأنيب الضمير او الخجل وان ترتكب ضد فئات بعينها وهنا يصبح الحديث عن مجتمعات كاملة تصبح في يوم وليلة معرضة لانتهاكات واسعة لنسائها وفتياتها واطفالها .
ثم يقول هؤلا المجرمون انهم ثوار ومجاهدون , اليس هذا تعبير صارخ عن مستوى البجاحة في تزوير المفاهيم والشعارات والقيم بسهولة وببساطة , وان تتورط في جرائم التزييف هذه دول كبيرة وجماعات ومشائخ وسياسيون واعلاميون ودكاترة ومفكرين كبار .