kayhan.ir

رمز الخبر: 2076
تأريخ النشر : 2014June14 - 21:30

اميركا واللحظات الحرجة

ايران الاسلامية ومنذ ان فتح ملفها النووي السلمي 100٪ قالت كلمتها الفصل والتاريخية بانها تحترم قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتلتزم بمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي ايمانا بمبادئها وعقيدتها الاسلامية التي تحرم مثل هذا السلاح وليس ارضاء لاحد وان هدفها الاساسي من البرنامج النووي للاستخدام السلمي هو تطوير البحوث الطبية والعلمية والزراعية وغيرها لخدمة البشرية وانه لا حل لهذا الملف الذي سيس حقدا ومكابرة من قبل الدول الغربية وعلى رأسها اميركا، سوى الحوار والمفاوضات، لكن الطرف الغربي اصر على السير في الطريق الخطأ عبر مواصلته لفرض سلسلة من العقوبات الظالمة التي تتعارض اساسا مع حقوق الانسان وتطلعات الشعوب وهي بالتالي لاتفضي الى أي شيء سوى المزيد من الضرر على الطرفين ولايمكن ان يركع شعب آمن بطريقه وحقوقه النووية المشروعة التي اصبحت جزءا من كرامته الوطنية، لذلك من المستحيل ان يتراجع الشعب الايراني عن حقوقه القانونية والمشروعة مهما بلغت الضغوط والظروف وهذا ما ثبت لحد الان على ارض الواقع.

فتجربة السنوات العشرة الماضية من التفاوض مع دول (5+1) اثبتت ان ايران لم ولن تنسحب او تترك معركة التفاوض، بل كان الجانب الغربي على الدوام هو من يتنصل او ينسحب لضعف منطقه واستدلاله حتى استطاعت طهران في عهد الرئيس روحاني حشر الجانب الغربي في زاوية وغلق باب المناورة عليه عندما فتحت الملف النووي على مصراعيه للنقاش الموضوعي وقد استطاع الجانبان الايراني ودول (5+1) خلال الاشهر الماضي تسجيل بعض التقدم في المرحلة التمهيدية للاتفاق النهائي الذي من المتوقع ان يأتي اكله في الوقت المقرر (20 تموز) القادم فيما اذا توفرت النوايا الصادقة والارادة المطلوبة من الجانب الغربي الذي اذا ما حاول التملص وتبرير مواقفه بالتشبث بقضايا ظنية لا اعتبار ولا سند لها وهذا ما يضعف موقفه ويضعه في الزاوية الحرجة ويحمله تبعات فشل المفاوضات وعندها سيقف المجتمع الدولي والرأي العام العالمي على حقائق الامور ومواقف ايران ونواياها الصادقة لحل الملف النووي وبرنامجها السلمي واذا ما حصل ذلك فان الخاسر الاكبر هو الطرف الغربي بعد ان تصدع جدار العقوبات ومن غير الممكن ان تعود الامور الى الوراء.

وهذا ما بات يدركه الاميركان خاصة بعد ان شهد العالم ومنطقتنا مؤخرا سلسلة تطورات لافتة لايمكن التغاضي عنها اضافة الى ان اميركا هي الاحوج لايران في حل مشاكلها في المنطقة ناهيك عن ان المتضرر الاكبر من استمرار العقوبات هو الجانب الغربي اذا ما اخل بمسيرة المفاوضات اما ايران فهي ماضية في مشاريعها وبرنامجها النووي السلمي وسرعان ما تعود الى التخصيب بنسبة 20٪ دون ان تخسر شيئا لانها ومنذ سنين قد تكيفت مع هذه العقوبات وهي اليوم اكثر خبرة واطلاعا للالتفاف عليها وان كسرت بعضها. فعلى الغرب وخاصة واشنطن انتهاز هذه الفرصة التي قد لا تتكرر لحل هذا الملف الذي يوفر الربح للطرفين اما اذا حدث العكس فان الخسارة لم تكن متساوية للطرفين!!