نيويورك تايمز: الانتخابات السورية نصر لايران وفشل لاميركا
طهران/كيهان العربي: اعتبرت وسائل الاعلام الاميركية الانتخابات السورية، وفوز بشار الاسد، بانه نصر لايران قبال الفشل الاميركي.
وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) بهذا الخصوص؛ ان موجات الفرح والاحتفال بعد اعلان نتائج الانتخابات السورية يوم الاربعاء الماضين قد تسببت في حيرة السياسة الاميركية قبال سورية والشرق الاوسط. فقد احتفل بشار الاسد الاربعاء الماضي نصره القاطع وسط حشود من مؤيديه. فالانتخابات كانت بالدرجة الاولى استعراض لاستمرار سيطرة الاسد على مدن سورية مهمة، كما واحتفلت لبنان بهذا النصر، في الوقت الذي وصل جون كيري لزيارتها.
وشددت الصحيفة، على انه قبل ليلة من الفوز اعلن (روبرت فورد) الدبلوماسي الاميركي الرفيع المستوى، والذي كان سفيرا لاميركا بشكلرمزي في شؤون سوريا والمنفذ الاساسي لسياسات اميركا في هذا البلد، اعلن لبرنامج (ساعة خبرية) في قناة PBS، انه وبسبب فشل سياسة اميركا قبال سوريا، وعدم امكانية الدفاع عن هذه السياسة قبال الافكار العامة، قد قدم استقالته من منصبه. مؤكدا ان ايران هي التي تقود الحرب في سوريا، فيما كان المسؤولون الاميركيون يتوقعون سقوط الاسد منذ عامين ماضيين.
وفي اشارة الى تراجع جون كيري عن مواقفه السابقة، فقد نوهت الصحيفة الى انه في حديثه قد خاطب حلفاء اسد بلهجة مختلفة هذه المرة. ووجه كيري لهؤلاء اللوم لاستمرار الحرب المقزز، الا انه في نفس الوقت اضاف: اطالبهم؛ ايران وروسية وحزب الله التي تستقر هنا في لبنان، ان ينضموا الى المساعي المشروعة والقانونية لانهاء هذه الحرب. فيما فسر بعض المحللين بانه اعتراف رسمي بدور جميع الاطراف المتخاصمة في ايجاد صورة حل لانهاء الحرب، وكانت اميركا قد حالت دون مشاركة ايران في مفاوضات السلام السورية.
هذا ولم يوفق الصحافيين ليسألوا (كيري) هل هو مثل (فورد) يرى ان سياسة اميركا قد فشلت في سورية، وانه رغم ارشادات وزارة الخارجية، هل ان اميركا قد خسرت فرصة تسليح المتمردين الغير متشددين؟ وقالت (ماري هارف) المتحدثة باسم الخارجية الاميركية؛ ان (فورد) كمواطن عادي حر في الادلاء برأيه الشخصي، وبالطبع هو معترف بان الجميع ممتضين لما يحصل في سوريا.
واستطردت نيويورك تايمز: في فترة بداية الاعتراضات عام 2011، كان فورد سفيرا لاميركا في سوريا، وكان دوره واضحا في بداية الاعتراضات حين خاطب المعترضين في مدينة حماه، وشجعهم على الخروج على حكومة الاسد، وكيف كان يسعى لايجاد قنوات الاتصال لاميركا مع المجاميع المسلحة.
في نفس الوقت كتبت لجنة العلاقات الخارجية الاميركية في تحليل نقلا عن (مايكل يونغ) المحلل السياسي لشؤون الشرق الاوسط؛ ان سياسات ايران في سورية قد آتت اكلها.
فقد كان بشار الاسد قبل عامين في موقع الدفاع، الا انه تمكن بدعم من ايران وحزب الله وشيعة العراق، ان يجدد قدراته، ويحمل على المجاميع المسلحة ان رؤية حزب الله هي تقوية قدرات بشار الاسد وتحكيم موقعها كذلك. بالطبع ان جميع هذه الامور ستفضي الى نتيجة واضحة وهي زيادة قدرة ايران في المنطقة. ان ستراتيجية ايران معقدة ومتداخلة.