الشيخ ماهر حمود: الاختلاف في المذهب لم يقلل من شأن السنة عند الامام الخميني
بيروت - كيهان العربي:- أكد العالم السني البارز في لبنان الشيخ ماهر حمود إمام مسجد القدس في مدينة صيدا بجنوب لبنان، أن الاختلاف في المذهب لم يكن يقلل من شأن أهل السنة عند الإمام الخميني /قدس سره/، والخلاف داخل صفوف القيادة أمر طبيعي عنده.
وأعرب الشيخ ماهر حمود عن اعتزازه بلقاء الامام الخميني /قدس سره/ خمس مرات، أربع منها كانت مع جمهور في حسينية جمران، يقول: هذا الرجل أنا أحبه كثيرًا وأعلن في كل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقليدي له في المذهب لا يقلل من شأني عنده.
وحول وصاياه وتعليماته للبنانيين وخاصة لعلماء لبنان يقول الشيخ حمود لوكالة "ارنا": كانت كلمات عامة، أما الكلمات الخاصة فقد تكلمت عنها سابقا.. لا وقته كان يسمح ولا موقعنا كان يسمح للحوار الخاص.. بدون شك كلماته العامة كانت كافية حقيقة والحمد لله اننا فهمناها ووعيناها ونقلناها الى جمهورنا المتواضع، ونحب ان نكون على الطريق.
وحول فكر الامام الراحل وحركته الثورية يقول الشيخ ماهر حمود: لا شك ان الامام الخميني يشكل قفزة نحو الأمام لم نكن نتوقعها في زماننا.. نحن ابناء حركة اسلامية واسعة كانت تطمح الى الحياة السياسية ونعيش وقتها في عقدة نقص امام تيارات اليسارية التي حققت على الصعيد الوطني اكثر من الاسلاميين الذين كانوا منبوذين الى حد ما ومتهمين في دينهم وغير ذلك. الذي حصل انه فجأة عندما خرجت ثورة الامام الخميني قضت عمليا على الكثير من الاوهام التي نشرت في حق الاسلام وأهم هذه الاوهام الشعار الذي كان يرفعه اليساريون، "الدين أفيون الشعوب"، جاءت هذه الثورة المتجددة والعظيمة وأظهرت ان الدين ليس أفيونًا للشعوب بل محرك للثورات وللشعوب بالاتجاه الصحيح.
واضاف: الأمر الثاني كان تشكيك من العلمانيين والمستشرقين وغيرهم بان الاسلام غير قادر على ان يبني دولة في العصر الحديث وهذا ايضا بسرعة ظهر انه ليس صحيحا.. الأمر الثالث لعله الأهم كانت التيارات والحركات الاسلامية او الدول التي تدعي انها اسلامية، كانت تعتبر في الصف الاميركي ضد الصف اليساري المعسكر الشيوعي معتقدين ان الخطر الالحادي اكبر من الخطر الامبريالي والاميركي، وفجأة ايضا ظهر الامام الخميني بموقف واضح ضد الاميركي والاسرائيلي لم يكن احد يستطيع ان يسابقه اليه.
وقال: بالتالي اشعرنا الامام الخميني /قدس سره/ والثورة الاسلامية اننا دخلنا في صلب الحياة السياسية ومن بابها الواسع انما وبكل صراحة كنا ايضا نخشى من الالتباس الديني في بعض المفاهيم التي يختلف عليها السنة والشيعة وكنا نخشى من الفتنة المذهبية ومن التحريض المذهبي منذ اليوم الاول.
وللاسف صدقت توقعاتنا وحُركت في وجه الثورة الاسلامية المشاعر المذهبية البغيضة بل وحركت الحرب المفروضة - حرب صدام التي دًعمت أميركيًا وعربيًا رجعيًا في وجه الثورة الاسلامية التي لم تكن مستعدة لخوض معارك ولكنها استطاعت ان تقف وان تصد وان تحرك.
وختم الشيخ ماهر حمود بالقول: لكن انا بالتأكيد أرفع شعارًا وأدعو الاسلاميين والوطنيين بعد فشل التجارب الاسلامية الاخرى والوطنية الى اعتماد ايران وقيادة الامام الخامنئي في خط يصطف خلفه كل من يريد ان يحقق شيئا على طريق فلسطين ولو اختلفنا على بعض التفاصيل يعني كل يستطيع الاحتفاظ بطريقته وباجتهاداته السياسية والفقهية لكن هذا هو الثابت الوحيد منذ ۳۵ عاما على طريق فلسطين.