kayhan.ir

رمز الخبر: 96461
تأريخ النشر : 2019June24 - 21:01

فلسطين ليست للبيع


من مهازل الدهر ان يرينا بعض الامور التي لايمكن تصديقها او القبول بها، فمن المقرر اليوم ستتحرك ورشة المنامة لمناقشة مقترح اميركي بشأن القضية الفلسطينية، والمهزلة هنا هو ان هذا المؤتمر لم يحضره اصحاب الشأن لا الفلسطينيين ولا الاسرائيليين الذين يتعلق بهم الامر بالدرجة الاولى، وليس فقط لم يحضروا بل انهم لم يدفعوا للمؤتمر من ينوب عنهم ولو كان حضوره بصفة مراقب.

وقد اكدت المؤشرات ان هذه الورشة ستبدأ ميتة لان لم تجد هناك ولهذه اللحظة من يتحمس لها، وبنفس الوقت فانها واجهت معارضة ورفض شديدين من قبل الاطراف الفلسطينية بمختلف توجهاتها بحيث يمكن القول ان ما سيصدر عنها من قرارات ستكون حبرا على ورق ولم تلتزم اي من الاطراف بتنفيذها.

وواضح وكما اشارت اوساط فلسطينية ان ورشة المنامة تريد ان تعيد الامور الى عام 48 عندما جاءت بريطانيا العجوز واقرت وعد بلفور المشؤوم بحيث وزعت الفلسطينيين بين المخيمات ودول الشتات لتفسح المجال امام المغتصبين الصهاينة لان يدنسوا بارجلهم هذه الارض المقدسة، ولكن ليعلم بيادق الشطرنج التي تجتمع اليوم في المنامة ان الاوضاع اليوم في فلسطين قد اختلفت عماكانت علية جملة وتفصيلا وان الشعب الفلسطيني لايمكن ان يخدع او يسيل لعابه للوعود الكاذبة والمزيفة، والتي تريد ان تسلبه كرامته وحريته وارضه، ولايمكن ان يخضع للضغوط التي تريد منه ان يبيع قضيته وارضه بثمن بخس، بينما هو في المقابل قد بذل الغالي والنفيس وقدم القرابين من ابنائه الابطال على مذبح الحرية والانعتاق.

ان الشعب الفلسطيني اليوم الذي استطاع ان يغير في معادلة الردع والمواجهة مع الكيان الغاصب بحيث كشف للعالم هشاشة وضعف هذا الكيان الذي لا يقوى على الصمود لساعات امام اصرار وقدرة قوته القاهرة، لا يمكن ان يستمع او يقبل ان ينفذ المشاريع المعلبة ومن خارج الحدود والتي لاتنسجم مع ارادته والتي تريد ان تعيده الى العيش في مخيمات تطلق عليها اسم الدولة الفلسطينية.

ومن هنا فعلى حكام بني خليفة الاذلاء الذين باعوا انفسهم للسيد الاميركي واصبحوا خدما طائعين له ان يدركوا ان ورشتهم الخيانية هذه لايمكن ان يغفرها لهم احد، وان الشعب البحريني مدعوما بالشعوب الاخرى في المنطقة والاحرار في العالم لايمكن ان يسكت على هذه الجريمة النكراء التي تجعل من الصهاينة اصدقاء، وابناء فلسطين اعداء، وان التامر على القضية الفلسطينية والذي اخذ صور وابعاد مختلفة منذ اكثر من عقدين من الزمن لن ولم ينجح بعد اليوم، لان زمام المبادرة اليوم هي بيدهم وهم الذين يعرفون كيف يحركون البوصلة وبما يعيد اليهم حقوقهم المغتصبة، وواضح ان ورشة المنامة لم يكن دافعها هو احقاق حقوق الشعب الفلسطيني، بل هي تريد تحقيق الامن المستديم للكيان الغاصب وتصفية القضية الفلسطينية وهذا لا يتحقق ابدا، لان هذه الغدة السرطانية التي هي سبب كل المشاكل والازمات في المنطقة لابد ان تستأصل وتزول في القريب العاجل ان شاء الله وقد فات الاوان على اولئك الذين يلهثون لترضى عنهم اليهود والنصارى.