kayhan.ir

رمز الخبر: 86769
تأريخ النشر : 2018December09 - 20:44

العراقيون و عيد الانتصار على "داعش"


مهيد منصوري

يحتفل العراقيون اليوم ويحتفل معهم كل الاحرار في العالم بمناسبة ازالة الغيمة السوداء الحاقدة عن سماء وارض العراق، لتشرق شمس الامل والحرية والاستقلال.

وفي الواقع ان الانتصار على داعش الارهابي له من الاهمية بمكان بحيث ان الذين خططوا وفي غرفهم المظلمة وعلى راسهم اميركا المجرمة ومن سايرها من بعض دول المنطقة خاصة السعودية من اجل تغيير اسلوب الاستخدام العسكري للسيطرة على الشعوب الى اسلوب آخر يقوم على اقلاق وارباك الامن في داخل الدول ليتسنى لهم السيطرة والهيمنة على هذه الدول، وكان البديل فكرة انشاء القاعدة وداعش وغيرها من المجاميع الاجرامية الارهابية الاخرى.

وفعلا ومن خلال الدعم السياسي والاعلامي والمالي اللامحدود لهؤلاء القتلة بحيث تعملقت هذه المجاميع واخذت تشكل خطرا كبيرا ليس فقط للبلدان التي عشعشت فيها، بل للعالم اجمع لما اتضح من ان هؤلاء لا يفهمون اي لغة كانت سوى القتل والتدمير ومن دون التفات لاي اعتبار انساني او اخلاقي. ووصلت فيه القناعات ان دحر وانهيار هؤلاء القتلة قد يدخل في دائرة الاستحالة.

ولكن ولما شمر العراقيون عن سواعدهم مدفوعين بفتوى الجهاد الكفائي للمرجعية العليا من خلال تشكيل قوات الحشد الشعبي قد حطمت كل الامال المعقودة من قبل اميركا وحلفائها الذين وجدوا في وليدهم الجديد الذي ارادوا له ان يستلم زمام الامور بتحقيق اهدافهم الاجرامية ضد حرية واستقلال الشعوب قد اخذت تتهاوى تحت الضربات القوية لابناء المرجعية وبصورة غير متوقعة ، بحيث ثبت وكما عبّر عن ذلك الكثير من المحللين والخبراء انهم لم يكونوا سوى "نمر من ورق" او بعبارة ادق ان "داعش والمجموعات الارهابية كان ينظر لها بانها كالجبل الشاهق الذي لايمكن ارتقاؤه والصعود اليه لكنه تبين انه خاو من الداخل بحيث انها انهارت امام اقل هبة ريح عاصفة والتي شكلت ضربة قاصمة لكل الامال الاميركية السعودية الصهيونية لفقدانها ذلك الغطاء الذي كان يمكن ان يمرروا مؤامراتهم واحقادهم من خلالهم ضد الشعوب، ولذا فانه يحق اليوم للعراقيين ان يحتفلوا تملؤهم روح التفاؤل الكبير بانتصارهم على اعتى قوة ظلامية حاقدة على البشرية وبذلك لم يتخلصوا هم وحدهم فقط، بل انهم خلصوا العالم من خطر داهم كبير كان يقلقهم.

وفي الوقت الذي نبارك للعراقيين انتصارهم الكبير على الارهاب المدعوم اميركيا وسعوديا فاننا نشد على ايديهم على ان يكونوا في حالة من الوعي الكبير من اجل الابقاء على هذا الانتصار وعدم التفريط به، وذلك بالحذر من الخلايا النائمة التي اختفت في بعض المدن العراقية والتي تعد قنابل موقوته سرعان ما تنفجر امام اي حالة ارتخاء او غفلة ، لان الاميركان المجرمين الذين بذلوا الاموال والجهود من اجل بناء هذا الكيان الاجرامي لايمكن ان يتركوه بل يحاولون احياءه وباي طريقة كانت، وما الاحداث الاخيرة على الحدود العراقية السورية والذي يحاول فيه الاميركان وبعد انهيار الارهاب في سوريا ايجاد ملاذ امن لهؤلاء القتلة وعلى الارض العراقية من جديدالا دليل قاطع لما ذهبنا اليه، ولكن وليعلم الاميركان من ان يد ابناء المرجعية من قوات الحشد الشعبي هي على الزناد وانها ستكون لهم بالمرصاد ولايمكن في يوم من الايام ان تسمح لهم او لغيرهم من التجاوز على سيادة واستقلال اراضيهم وحتى لو كلفهم ذلك المواجهة المباشرة كما عبرت ذلك فصائل المقاومة الاسلامية العراقية أخيرا.