kayhan.ir

رمز الخبر: 187218
تأريخ النشر : 2024May05 - 20:46

الكيان الصهيوني في دائرة الخنق الاستراتيجي

 

الحدث الابرز ليوم امس (الاحد) هو ما ارتكبه العدو الصهيوني في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان من مجزرة مروعة على غرار ما يفعله في غزة المظلومة حيث استشهد في هذه المجزرة  اربعة شهداء من عائلة واحدة بينهم طفل وهذا ما دفع بالمقاومة الاسلامية في لبنان للرد على هذه الجريمة باستهداف "كريات شهونة" بعشرات الصواريخ حيث وصفت بانها اثقل صلية توجهها لـ المقاومة الاسلامية في لبنان الى "كريات شمونه" في السبعة الاشهر الاخيرة من انطلاقة "طوفان الاقصى".

واليوم فان معركة "طوفان الاقصى" تدخل شهرها الثامن وان محور المقاومة بشتى جبهاتها من اسناد وغير اسناد بخير وتنتقل من  مرحلة الى مرحلة اقوى وتوجه ضرباتها القاتلة للكيان وقواته ومواقعه الحيوية وعمقه في عموم الاراضي المحتلة.

وما يواجه العدو الصهيوني من انسداء وفشل في ربوع غزة حاول بالامس ان يوجه ضربة ايذائية الى منطقة سكنية في ميس الجبل لحرف الانظار  عن انكساره في غزة لانه كلما واجه عجزا في الميدان لجأ الى ضرب الاهداف السكنية للتوغل في الجريمة والقتل ليغطى بذلك علق انهياره وهزيمته خاصة وان مفاوضات القاهرة باتت تراوح في مكانها وليس هناك مجالا للهروب منها سوى ان يلجأ الى الجبهة الشمالية التي عسى ان يخفف الضغط عليه في غزة وان يستدرج اميركا للمعركة في هذه الجبهة ليتنفس الصعداء الا انه سبق وان صرح الرئيس بايدن عقب زيارته لفلسطين المحتلة بعد "طوفان الاقصى" بانه لا ينجر الى الحرب في لبنان.

وعلى اية حال فان الجبهة الشمالية ومضاعفاتها خلال الاشهر السبعة الماضية اصبحت كابوسا ثقيلا على الكيان الصهيوني لان اعبائها باتت فوق طاقته سواء المادية منها والاقتصادية والاجتماعية لان نازحي المستوطنات قد فقدوا الثقة بالكيان ككل خاصة ان الجيش الصهيوني الذي هو العمود الفقري لاقتدار حفظ هذا الكيان بات مهزوزا وفاشلا  في اداء مهامه.

وهذه اول مرة في تاريخ الكيان اي بعد معركة "طوفان الاقصى" يفقد المجتمع الاسرائيلي بجيشه وهذا معناه هو بداية انهيار الكيان الذي اسس على اساس القوة والبطش والقتل.

فمحاولة نتنياهو اليائسة لاستهداف المدنيين في الجنوب اللبناني يثبت عجزه في الميدان العسكري ليعوضه في الميدان المدني، يبرهن على افلاسه وفشله في تحقيق اي من اهدافه في القضاء على حماس او اطلاق سراح الاسرى والحرب تدخل شهدها الثامن وهو ينتقل من اخفاق الى اخفاق اخر دون ان يسجل اية نقطة نصر على الارض سوى الايغال في القتل والجريمة ومزيد من الخراب والدمار.

فالمقاومة الاسلامية في لبنان اكثر فراسة ودقة وحصافة للانجرار الى فتح الجبهة الشمالية على مصراعيها لانها لازالت تعتقد بان جيش الاحتلال لابد ان يقهر ويهزم اولا في غزة الصامدة وان دوره لازال هو استنزاف العدو ومشاغلته وهو يقترب من الانهيار والانهيار الحتمي حتى ينفرط فجاة ويقض اركانه دون اللجوء الى الضربة القاضية.