kayhan.ir

رمز الخبر: 81043
تأريخ النشر : 2018August20 - 20:53

ماذا حقق لبنان بعد عام على التحرير الثاني؟


شارل أبي نادر

يحتفل لبنان في هذه الأيام - جيشًا وشعبًا ومقاومة - بالذكرى السنوية الأولى لتحرير أراضيه من الارهاب بكافة أشكاله أو فصائله، وحيث يُقدّر أغلب اللبنايين قيمة وأهمية ومضمون هذا الانتصار، لا بد من تذكير البعض (القليل) من الذين نسوا او تناسوا، بأهمية ما تحقق، وذلك، أولا: وفاء لدماء شهداء الجيش والمقاومة، وثانياً: احتراما للتاريخ وللحقيقة وللعدالة.

بداية، قد تكون بصدارة تلك الأهمية هي تزامُن ذكرى الانتصار على الارهاب مع ذكرى الانتصار على العدو الاسرائيلي في حرب تموز عام 2006، وما يعنيه ذلك من ارتباط شبه كامل بين الاهداف المشتركة لكل من العدوين ضد لبنان وشعبه واستقراره ومناعته.

- لقد جاء الانتصار على الارهاب منذ عام، ليؤكد ويثبت معادلة الجيش والشعب والمقاومة قولا وفعلا، وجميع المعطيات الميدانية والعسكرية عن سير المعركة ضد المجموعات الارهابية تدل على ذلك، منذ بداية مواجهتها دفاعيا على كامل خط السلسة الشرقية والشمالية الشرقية في المرحلة الاولى بطريقة عفوية من قبل المواطنين، الى مرحلة احتوائها وحصر خطرها بعد تنفيذ انتشار وحدات الجيش وعناصر المقاومة بطريقة منظمة ومدروسة ومُنسّقة، والى المرحلة النهائية التي تمثلت بالعملية المشتركة المركبة بين عمليتي " فجر الجرود" و"إن عدتم عدنا".

- يستطيع لبنان بعد التحرير الثاني أن يفتخر بأنه في المحيط القريب، أول من استطاع الانتصار على الارهاب وتحرير كامل جغرافيته منه، وإبعاد تأثيراته السلبية عن داخله، في الوقت الذي لا مجال لمقارنة امكانياته وقدراته المتواضعة بالنسبة للاخرين.

- مع وجود بعض التحفظات والاستثناءات في الوضع الامني، والتي لا تعتبر ذات قيمة جدية، يمكن القول ان الاستقرار الأمني يسود كامل الارض اللبنانية بشكل واضح ، وخاصة في المناطق الشرقية والشمالية، والتي كانت على تواصل مباشر مع اماكن تواجد الارهابيين سابقا، ويتابع المواطنون هناك حياتهم ويمارسون اعمالهم الزراعية والصناعية بشكل طبيعي وآمن.

- أثبت لبنان ايضا، ان وحداته العسكرية والامنية تتمتع بقدرات وامكانيات مهمة، وهي قادرة مع المقاومة على حماية أراضيه ومواطنيه بمواجهة أي مجموعة ارهابية مهما كبرت قدراتها وامكانياتها وأخطارها، ولا تحتاج الاّ الى القرار الرسمي، الذي من واجب السلطة السياسية ان تؤمنه عند أي خطر يهدد الاستقرار والسيادة، بمعزل عن أي تقييدات أو املاءات خارجية.

- أقفل لبنان من خلال التحرير الثاني ثغرة حساسة، كان العدو الاسرائيلي يراهن عليها كثيرا، بهدف إضعاف مناعته ووحدته وضرب المقاومة، من خلال إشغالها واستنزافها بمواجهة جحافل الارهابيين.

- بعد التحرير الثاني، والذي من خلاله تم مسك كامل الحدود اللبنانية السورية من جنوبها الى شمالها، ربحت المقاومة عمقا استراتيجيا، ستستفيد منه حكما عند اية مواجهة واسعة ضد العدو، في الانتشار والتمركز البعيد الآمن، وفي توزيع ونشر القدرات الاستراتيجية والاسلحة النوعية التي تمتلكها.

واخيرا.. من الطبيعي انه مع مرور الوقت، سوف تظهر أكثر أهمية التحرير الثاني، وخاصة بعد أن تعمل الدولة اللبنانية على تحصين نفسها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبعد أن تبرهن السلطة السياسية (إذا استطاعت)، أنها جديرة بهذا الانتصار الذي كلف الكثير من التضحيات، والتي هي كدولة، بانكفائها عن واجباتها في مرحلة ما، مسؤولة عن قسم كبير من هذه التضحيات.