kayhan.ir

رمز الخبر: 7827
تأريخ النشر : 2014September29 - 21:41

اين كانت الرياض وواشنطن!!

مهدي منصوري

الذي يصغي ويستمع للتصريحات التي تنطلق من البيت الابيض والبنتاغون والسي آي ايه وكذلك من الرياض تنتابه الحيرة والذهول وكأن الذين يصرحون ليسوا هم اساس المشكلة التي يعاني منها العالم اليوم.

والا كيف تفسر تصريح اوباما والذي تملك ادارته الكثير من اجهزة الاستخبارات وكذلك المعدات الاستخبارية والاقمار الصناعية التجسسية بالاضافة الى التعاون الكبير مع مختلف اجهزة الاستخبارات في المنطقة والعالم عندما يطلق تصريحات ليست مثير للدهشة فقط بل تدعو للسخرية من ان اميركا لم تدرك خطورة وحجم تنظيم داعش وكأن هذا التنظيم كان مخفيا في قمقم وظهر فجأة ومن دون سابق انذار والمبكي المضحك في الامر عندما يترادف تصريح اوباما مع تصريح وزير خارجية السعودية سعود الفيصل من ان داعش اصبح يشكل خطرا كبيرا ليس فقط للمنطقة بل للعالم ويفصح وبصورة مثيرة للعجب ان هذا التنظيم كان خلايا صغيرة ثم نما وكبر بحيث اصبح يشكل وجوده خطرا.

كل الحديثين سواء كان لاوباما او لفيصل هو نتيجة طبيعة لما اقترفوه وارتكبوه وهو يعتبر بحد ذاته اعترافا خطيرا ينبغي ان يحاسبا عليه لان المستمع للتصريحات يدرك ان الادارتين الاميركية والسعودية كانتا على علم ويقين بهذا التنظيم وقدراته وامكانياته وهم الذين ضخوا له الاموال والافراد والمعدات والاسلحة وكل ما يمكن من ان يجعله قوة كبيرة من اجل هدف رسموه في اذهانهم ولما لم يتمكن التنظيم وبعد هذا الانتفاخ الكبير من يحقق لهم ما كانوا يتمونه او ما رسموه في اذهانهم بحيث وصل خطره اليهم لذلك فانهم اليوم بدأوا يصدرون هذه التصريحات المضحكة.

والا فان الازمة السورية قد دخلت عامها الرابع والحرب الدائرة بين الجيش السوري والمجموعات الارهابية المتعددة اشكالها وصورها والواحدة اهدافها كانت واضحة للقاصي والداني فهل كانت واشنطن او الرياض يعقد كان عن هذه الارض ام انهما كان يعيشان في القمر ونزلوا الى الارض فوجدوا ان داعشا قد كبر حجمه وتضخم ويشكل خطرا عليهم. واللاقت في الامر والذي لايمكن لاي عاقل ان يصدقه هي التصريحات التي تنطلق بين الفينة والاخرى وعلى لسان مسؤولين عسكريين اميركيين كبار من ان مواجهة هذا التنظيم تحتاج إلى سنوات مما يعكس ان خططهم التي اعدوها لمكافحته والتي اثاروا بها الرأي العام العالمي لم تكن سوى قشة ورق ولاغير.

والا فهل يمكن ان نعقل ان اميركا والدول التي تحالفت معها والذي بلغ عددها كما يدعون اربعين دولة مع كل الامكانيات التسليحية والتجسسية والاستخبارية الهائلة التي يمتلكونها لا يستطيعون ان يقضوا على تنظيم ارهابي محصور في مناطق محددة؟.

اذن فان الامر يخفي وراءه الكثير من الاشياء التي لم يفصحوا عنها الان. رغم ان بوادرها باتت واضحة للعيان ولا تحتاج الى مزيد من التفكير او الجهد في التفسير الا وهي ان اميركا التي دخلت في دائرة الافول والانزواء بحيث لم تعد تلك الدولة القادرة على تنفيذ برامجها وخططها لوحدها وهو العجز الكبير بعينه لانها ولو كانت تتمكن لفعلت ما ارادت. لذلك نجدها لجأت الى تشكيل تحالف مع دول اخرى مما يعكس حالة الضعف التي تعيشه وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات الصعبة لوحدها. وهذه هي بوادر الانهيار التي سيطالها في القريب العاجل وستجد ان الولايات المتحدة الاميركية ستصبح الدويلات الاميركية المتفرقة كما حدث للاتحاد السوفيتي من قبل.