kayhan.ir

رمز الخبر: 6168
تأريخ النشر : 2014August31 - 23:03

"داعش" يشب عن الطوق!!

مهدی منصوري

"داعش" الصناعة الاميركية الاقليمية التي أريد لها ان تحقق هدفا محددا يضمن مصالح الدول الداعمة له خاصة في سوريا والعراق« وقد حظيت بالدعم السياسي والاعلامي واللوجستي والبشري بحيث لم تكن تتوقعه أية منظمة اخرى مما وجدت نفسها وفي لحظة انها تملك من الامكانيات والقدرات تستطيع فيه ان تتربع على مساحة من الارض لتكون دولة وهو ما اعلنه البغدادي بتشكيل دولة الخلافة مطالبا الجميع بمبايعتة كخليفة.

وطبيعي جدا ان هذا الامر بحد ذاته قد اقلق كل الذين اوجدوا هذا الوليد الجديد الذي خرج عما حدد له من اهداف وشب عن الطوق بحيث اخذ خطره يتهددهم جميعا.

وهذا ما دعا مؤخرا الملك السعودي عند لقائه سفراء الدول الغربية في الرياض ان يرسل لهم رسالة تحذيرية ممزوجة بحالة من القلق والارباك داعيا اياهم بالعمل على ضرب الارهابيين "بالقوة والعقل وبسرعة" لانهم سيتمددون قريبا الى اوروبا والولايات المتحدة، والواقع ان هذا التحذير يخفي وراءه قلقا سعوديا كبيرا من ان الوليد الذي اصطنعته وغذته وبذلت الاموال من اجل استمرار وجوده قد أخذ يهددهم وبصورة مباشرة. وهذا ما حذرت منه وفي وقت سابق كثير من الاوساط السياسية في البلدان التي طالها نيران داعش من انه وفيما اذا تمكن هذا من السيطرة على الارض فانه سوف يتمدد الى خارج حدود الدول التي انشىء فيها وهي العراق وسوريا.

ومن الطبيعي جدا ان الضربات المتلاحقة والقوية التي نادها تنظيم داعش من القوات العراقية والسورية والتي وضعته في موقف يفتش فيه عن البدائل التي تضمن له البقاء والاستمرار، فلذلك فلن يجد سوى ان يذهب ا لى البلدان التي قدمت له هذا الدعم خاصة اميركا التي لم تقف لحظة واحدة من الوقوف الى جانبه سواء كان بصورة مباشرة او غير مباشرة وكذلك السعودية التي لم تكن تتوقع يوما ما سيرتد اليها وبهذه الصورة المرعبة والمخيفة.

ولذلك فان تحذير الملك السعودي ولو جاء متأخرا وبعد فوات الاوان الا انه يمكن دفع خطر داعش من ان يطال بلدان اخرى من خلال بذل الجهود الجدية المشتركة دوليا واقليميا في دحره وانهاء وجوده وبصورة لايمكن ان تقوم له قائمة بعد اليوم وذلك بوضع خطة استراتيجية جدية ومحكمة تتظافر فيها كل الجهود وبالدرجة الاولى الى تجفيف منابعه البشرية والمادية واللوجستية وغلق الابواب امامه من فتح اية ثغرات يستطيع من خلالها ان يثبت وجوده.

وبنفس الوقت القيام بجهد اعلامي كبير في كشف جرائمه التي ارتكبها بحق الشعبين العراقي والسوري لتكون حالة ردع لكل المنخدعين بهذا التنظيم وافكاره من اجل قطع الامداد البشري الذي يعتبر رافدا كبيرا لديمومة بقائه.

ولكن وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة الى ان الارهاب الاعمى والذي لادين له والذي تمت صناعته باتقان قد فشل في فشلا ذريعا في تحقيق اهداف الدول التي ارادت منه ان يكون البديل للحرب كاميركا وغيرها. ولذلك فهي اليوم وبعد ان اعلنت خسارتها في هذا المجال فلذلك لابد ان يطالها كنوع من الانتقام الذي يلف هذه المجاميع التي وجدت نفسها انها وقعت في فخ لم تكن تتوقعه من قبل وانهم وفي نهاية المطاف لم يكونوا سوى لعبة بيد الداعمين لهم.

ان تنظيم داعش يعيش اليوم مأزقا كبيرا خاصة بعد الحصار الذي يعيشه خاصة في سوريا والعراق وانه لم يبق امامه سوى مصير واحد الا وهو ان يتلقى الضربات المهلكة الواحدة تلو الاخرى حتى يقرأ الفاتحة على نفسه وعلى داعميه.