kayhan.ir

رمز الخبر: 57517
تأريخ النشر : 2017May26 - 20:56

الصحف الأجنبية: كلام ترامب دفع النظام البحريني الى تكثيف حملة القمع


دعت منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى إدانة القوات الأمنية البحرينية على ما قامت به في الدراز، معتبرةً أنّ "ما قاله ترامب للملك البحريني عن زوال توتر العلاقات الثنائية، دفع بسلطات البحرين الى تكثيف حملة القمع التي تمارسها في الداخل".

من جهة أخرى، حذر باحثون غربيون من أنّ" التصعيد الاميركي ضد ايران من شأنه أن يخلق انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين، علاوة على تقويض أهداف اميركية مثل محاربة "داعش".

كما اعتبر باحثون آخرون أنّ "ترامب ومن خلال اللهجة التصعيدية ضد ايران إنما يستجيب للمطالب السعودية و"الاسرائيلية"، دون أن يأخذ في الاعتبار المصالح الحقيقية للولايات المتحدة".

بدورها، أصدرت منظمة "Human Rights First" الأميركية بياناً دعت فيه ادارة ترامب الى ادانة افعال القوات الامنية البحرينية بعد الاعتداء على المتظاهرين السلميين في قرية الدراز البحرينية".

وتضمن البيان كلامًا لأحد كبار المستشارين في المنظمة يدعى "Brian Dooley" وصف فيه ما قامت به القوات الامنية البحرينية "بالامر المقلق جداً"، وحث على عدم مهاجمة المتظاهرين السلميين.

كما اعتبر "Dooley" أنّ "من المقلق جداً أن يأتي الاعتداء على المتظاهرين البحرينيين بعد يومين فقط من لقاء ترامب-ملك البحرين وتأكيده له بأنه لم يعد هناك أي توتر في العلاقات الاميركية البحرينية"، وحث ترامب على التعبير عن رفضه لما قامت به قوات الامن البحرينية على الفور، وعلى توجيه رسالة واضحة بأن ممارسة القمع ضد مجتمع سلمي مدني ستضر بالعلاقات الثنائية بين اميركا والبحرين.

وذكّر البيان بأن ترامب قد التقى الملك البحريني يوم الاحد الفائت في السعودية وأبلغه بأن العلاقات بين البلدين ستكون طويلة الامد "جداً جداً"، وانه يتطلع الى هذه العلاقات.

كما اشار الى أن ادارة ترامب رفعت القيود التي كانت وضعتها ادارة باراك اوباما على بيع طائرات حربية من طراز اف-16 الى البحرين بسبب الانتهاكات في مجال حقوق الانسان، وذلك على الرغم من مواصلة استهداف المدافعين عن حقوق الانسان وقادة المعارضة السلميين في البحرين.

وختم البيان بالاشارة الى ما قاله "Dooley" -احد كبار المستشارين بمنظمة "Human Rights First"_، بأن "الاعتداء الاخير على المتظاهرين السلميين يبيّن بأن النظام البحريني اعتبر ان كلام ترامب يسمح لها بتكثيف حملة القمع دون ان تخشى نتائج ذلك".

مخاطر التصعيد الأميركي ضد إيران

من جهتها، كتبت الباحة "Emily Ashford" مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان" قالت فيها "إن خطاب ترامب في الرياض وما تضمنه من انتقادات لاذعة لإيران قد يكون موضع ترحيب لقادة دول الخليج الفارسي، الا انه يجب أن يقلق الاميركيين".

وبينما أشارت الكاتبة الى أنّ" التصعيد ضد ايران يسمح لترامب بتغيير سياسات اوباما وكذلك بإكسابه شعبية لدى الجمهوريين في الكونغرس، الا أنها اعتبرت ان هذا الأمر خطير قد يقوض الاتفاق النووي ويبطئ الحرب ضد "داعش" ويورّط الولايات المتحدة بصراعات اقليمية".

الكاتبة لفتت كذلك الى أن" اغلب المسؤولين في ادارة ترامب يؤيدون سياسة تصعيدية تجاه ايران، بمن فيهم وزير الحرب "James Mattis" الذي وصف ايران بانها "القوة المزعزعة الاستقرار الاكبر في الشرق الاوسط".

كما نبهت الكاتبة الى "انه وعلى الرغم من مغادرة مستشار الامن القومي السابق "Mike Flynn"، فإن خطاب ترامب بالرياض يبدو نه تضمن الكثير من الافكار التي طرحها "Flynn" بكتابه، وخاصة لجهة الخلط ما بين ايران من جهة و"داعش" و"القاعدة" من جهة أخرى.

عقب هذا السرد، وصفت الكاتبة مقاربة ادارة ترامب تجاه ايران بالمخطئة تماماً، وحذرت في الوقت نفسه من فرض المزيد من العقوبات على ايران، حيث أشارت الى ان أي عقوبات جديدة قد تؤدي الى خلافات بين الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين الذين قالت انهم راضون عموماً بالتزام ايران بالاتفاق.

وبالتالي، نبهت الكاتبة من انه وفيما لو تسببت اي عقوبات جديدة بإفشال الاتفاق، فإنّ" المجتمع الدولي سيعتبر أنّ الولايات المتحدة هي المسؤولة".

أما على الصعيد الاقليمي، فقالت الكاتبة "إنّ ادارة ترامب هنا أيضاً تسعى الى التصعيد ضد ايران"، مشيرة الى ما يقوله المسؤولون العسكريون الأميركيون بالجلسات الخاصة عن النظر جدياً بتقديم المزيد من الدعم العسكري والسلاح للعدوان على اليمن".

ورأت كذلك، أن" ادارة ترامب بيّنت دعمها لسياسة السعودية الخارجية المعادية لإيران بطرق اخرى، مثل الاعلان عن صفقات بيع سلاح بقيمة مليارات الدولارات تتضمن نظام "THAAD" المضاد للصواريخ"، غير أنّ" الكاتبة وصفت هذه الخطوات بأنها رمزية بشكل اساس وتحمل معها المخاطر"، مضيفة "إن توريط الجيش الاميركي بشكل أكبر في اليمن ومساعدة السعوديين للإمساك بميناء الحديدة لن يؤدي سوى الى تدهور الوضع الانساني في اليمن دون ان يحمل معه اي تكلفة تذكر لإيران".

كما حذرت الكاتبة من أنّ" رفع حدة التوتر مع ايران في اليمن وغيرها من الاماكن يحمل معه خطر إبطاء وتيرة محاربة "داعش" في سوريا، وقد يؤدي أيضاً حتى الى وضع القوات الاميركية الموجودة في العراق في خطر ممن أسمتهم "الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران" وفق تعبيرها.

الكاتبة اعتبرت أنّ" ترامب ورغم ما قاله في الرياض، الا انه لا يبدو بأنّ هناك استراتيجية محكمة لديه او لدى الجمهوريين في الكونغرس تجاه ايران"، محذرةً من أنّ" مقاربة ادارة ترامب قد تؤدي الى انهيار الاتفاق النووي مع ايران والى تقويض المصالح الأميركية في المنطقة".

ترامب يستجيب للمطالب السعودية و"الاسرائيلية" بالتصعيد ضد ايران

الباحث الايراني الاميركي المعروف "Trita Parsi" كتب مقالة نشرها موقع "Middle East Eye" أشار فيها الى رغبة كل من "إسرائيل" والسعودية بالعودة الى الهيمنة الاميركية "الصلبة" الى الشرق الاوسط، موضحاً أنّ "ذلك يعني بأن تتبع واشنطن سياسة اقليمية تستند على قاعدة "السعودية و"إسرائيل" اولاً"".

وعاد الكاتب الى حقبة التسعينيات، حيث أشار الى أنّ" واشنطن آنذاك بدأت بتصوير ايران على أنها التهديد الأول للأمن الاقليمي وصنفتها بالتالي بالدولة الفاسدة" وفق تعبيرها، كما لفت الى أنّ" كلام وزير الحرب الاميركي "James Mattis" يشبه الى حد كبير ما كان يقوله وزير الخارجية الاميركي في حقبة التسعينيات "Warren Christopher"، وأشار الى ما قاله "Mattis" أمام الصحفيين في الرياض الأسبوع الفائت بأنّ "إيران هي سبب كل المشاكل في المنطقة".

واعتبر الكاتب أنه" وكما أنّ "إسرائيل" كان لها تأثير كبير على مقاربة "Christopher" والرئيس الأميركي الأسبق "Bill Clinton" تجاه ايران، يبدو أنّ" السعودية تؤثر بشكل كبير على "Mattis" وادارة ترامب (فيما يخص السياسة المتبعة حيال ايران)".

وأضاف الكاتب بأنّ" ما تقوله واشنطن عن اليمن أصبح يعكس تماماً ما تقوله الرياض، مثل القول "إنّ "أنصار الله" في اليمن هم وكلاء لإيران وليسوا لاعبين يمنيين مستقلين".

كذلك أشار الكاتب الى" ما قاله "Mattis" في عام 2015 عندما اعتبر ان "داعش" ليست سوى ذريعة كي تواصل ايران "سلوكها السيء" وفق زعمه، وإن ايران ليست عدواً لداعش بل تستفيد من الاضطراب الذي تتسبب به "داعش"، لافتاً أيضاً الى ما قاله "Mattis" آنذاك بأنّ" ايران هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي لم تتعرض لهجوم من قبل "داعش"، وان هذه ليست مصادفة"، بحسب زعمه.

وهنا نبه الكاتب الى عدم صحة كلام "Mattis" هذا، مشيراً الى أنّ" "داعش" بالواقع حاول أن يستهدف ايران، والى ان طهران وبحسب المسؤولين العراقيين انفسهم لعبت دورا محوريا بمنع "داعش" من السيطرة على بغداد عام 2014".

وفي الوقت عينه، قال الكاتب "إنّ خطاب ادارة ترامب وبشكل متزايد يصور ايران على انها التهديد الاساس للمنطقة وليس "داعش""، مشيراً الى أنّ" المقاربة هذه تعكس مقاربة "إسرائيل" منذ أن نشأ تنظيم "داعش"،

الا أن الكاتب نبه الى "انه وكما بالغت واشنطن "بشيطنة" ايران في التسعينيات بسبب اسيتاء أميركا من رفض ايران للنظام الاقليمي الذي كانت تفضله واشنطن، فإن رغبة ترامب بالقاء اللوم على ايران بسبب عدم استقرار المنطقة والحديث عن تحالف ضمني بين ايران و"داعش"هو ايضاً موضع شك كبيرة".

غير أنّ الكاتب أشار في الوقت نفسه الى أنّ" هذا هو الكلام الذي تريده كل من السعودية و"إسرائيل" أن تسمعه، واعتبر أنّ ترامب يستجيب للمطالب السعودية و"الاسرائيلية" لإعادة الهيمنة الأميركية الى المنطقة و عزل إيران".

كما رأى الكاتب "انه وبالنسبة للسعوديين، فإنّ "عزل ايران" أهم من تمزيق الاتفاق النووي، وذلك لأن "عزل ايران" يستهدف جوهر الاتفاق النووي"، وهنا أوضح بأنّ" الاتفاق النووي كان يهدف الى حل الملف النووي مع ايران من اجل التمهيد لنظام امني اقليمي جديد يشمل ايران، ما يعني انهاء "الهيمنة الاميركية الصلبة" وكذلك انهاء سياسة عزل ايران، لافتاً الى أنّ" السيناريو هذا هو كابوس بالنسبة للسعوديين".

وأشار الكاتب في الوقت عينه الى أن "قيمة" الهيمنة الاقليمية أصبحت مسألة قابلة للنقاش، اذ إن موارد الطاقة هي أقل قيمة، بينما تكلفة الامن قد ارتفعت بشكل كبير نتيجة انهيار الدول، وأوضح بأنّ ذلك يعني أن تكلفة استمرار الهيمنة في الشرق الاوسط أصبحت تفوق مكاسب هذه الهيمنة، غير انه أشار في الوقت نفسه الى أن ترامب لا يبدو انه يأبه بذلك، والى أن ترامب لا يبالي بتكلفة التحالف مع السعودية طالما ابرم صفقات بيع الاسلحة".

باحث سعودي معروف يصف العمليات الاستشهادية بفلسطين المحتلة بأنها "انتحارية"

من ناحيته، كتب الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي مقالة نشرت على موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى"، وهو من أبرز المعاهد الصهيونية في الولايات المتحدة.

وزعم عشقي أنّ "العالم العربي" في أزمة وجودية مع ايران، وأن طهران سعت الى "تطويق" العالم العربي "بوكلائها من الشيعة"، كما ادعى بأن من وصفهم "الشيعة العرب" في العراق يواجهون ما "اسماه استعمار ايراني"، وتحدث في الوقت نفسه عن اختلافات بين "الشيعة العرب والشيعة الفرس"، بحسب تعبيره.

وقال عشقي "إنّ الولايات المتحدة أصبحت تدرك الآن بأنّ ايران تريد أن تهيمن على العالم العربي، وفقاً لتعبيره"، وفي الوقت عينه زعم بأنّ" الولايات المتحدة تعمل من أجل الاستقرار في الشرق الاوسط وتوحيد الفصائل العراقية ضد "داعش"".

كذلك قال "إنّ الايرانيين (ومن باب الهجوم على ايران) هم الذين درّبوا الفلسطينيين في لبنان وان الفلسطينيين عادوا بعد ما تلقوا هذا التدريب وقاموا بما وصفه "عمليات انتحارية ضد "إسرائيل""، وفقاً لكلامه".

كذلك أضاف بأنّ" "داعش" و"القاعدة" لم تقوم بأي هجوم داخل ايران، بل ركزت هجماتها على اوروبا والعالم العربي".

وتحدث عشقي عن كيفية مواجهة ما تقوم به ايران على صعيد المنطقة، قائلاً "إنّ "قطع رأس الاخطبوط" (اي ايران) سيؤدي الى قطع يديه"، بحسب تعبيره.