kayhan.ir

رمز الخبر: 186815
تأريخ النشر : 2024April27 - 20:22

زيف الديمقراطية الغربية!

ثورة شبابية بدأت من جامعة كولومبيا عبر مخيمات طلابية مماهاة لمخيمات الشعب الفلسطيني، هي في ظاهرها تطالب بوقف دعم الكيان الصهيوني بتزويده بالسلاح. وفي حرم جامعة جورج واشنطن وهو الاول في قلب العاصمة الاميركية بدأ طلبة مؤيدون للقضية الفلسطينية اعتصاماً تضامنياً مفتوحاً مع سكان غزة. فاعتقلت السلطات مئات المحتجين وصفتهم بانهم منظمو حركة عنيفة معادية للسامية وهي تشكل خطراً على السلم الاهلي وتهدد بتطهير عنصري يستهدف اليهود، فيما افادت "وول ستريت جورنال" بان حركة حماس وحزب الله والحوثيين هم وراء حراك طلاب جامعة كولومبيا.

وهكذا تفشل اميركا رغم كل جهودها سنين متطاولة لجعل اسرائيل كواحة سلام وديمقراطية وتحضر في صحراء الشرق. فيما بذلت اميركا والغرب مساعيها بصناعة الاسلاموفوبيا  وذلك بتاسيس  الحركات التكفيرية الارهابية لتستخدمها كأداة لاستهداف عقيدتنا وقتلنا وترويعنا، فيما يلعلع الاعلام الغربي  في خطابه لشعبه بان هذا هو حال المسلمين.

ان الملفت في هذه الاحتجاجات الطلابية في اميركا انها اطلقت رؤية للقضية الفلسطينية تجاوزت رؤية الكثير من النخب العربية التي تبنت الدفاع عن الحق الفلسطيني بحل الدولتين.

واذا ما نظرنا الى القضية هذه من زاوية السنن الالهية وكيف افتضحت كيانات كبرى تمرست في التضليل سواء على شعوبها ام على شعوب المنطقة، وهي اشبه بترعرع النبي موسى عليه السلام في بيت فرعون ليكون السبب في انهاء عمره وتخليص الامة منه.

والذي نريد التأكيد عليه هو ان السياسة الغربية المبتنية على فلسفات يتشدقون انها الحل لادارة المجتمعات وقيادة العالم والتبشير بالمدينة الفاضلة، قد بدأت تتصدع من نفس المدارس  التي تخرج منها هؤلاء  الفلاسفة وهي الجامعات الاميركية، مما يجعلنا نشكك حتى في الطروحات العلمية التي تباروا في اغداق الاوسمة عليها، والسخرية من المجتمعات الاسلامية ووصفها بالجهل والمستطعمة على موائد كتب فلاسفة الغرب وجامعاتها.

وبذلك  انحصر السياسي الغربي وقادته في زاوية ضيقة، فان أمروا سائسهم بوقف القتال في غزة  وانهاء الوحشية والهمجية بحق الاطفال والنساء  والعجزة، لكان النصر حليف المقاومة الاسلامية الفلسطينية والمقاومة بشكل عام في اليمن والعراق ولبنان وسورية.

اما اذا راهنوا على استمرار القتال وتصفية كل ما يبقى في غزة ـ وهي لا تنتهي بحدودها وانما سيطال الجشع الصهيوني الضفة الغربية كذلك ـ، فان الشعوب ستصحوا بكافة طبقاتها مادام الحركة الطلابية هي الرائدة في ايقاظ الآخرين بعد ان تم رفع شعارات شارك فيها حتى الجالية اليهودية في اميركا، ومن بينها رفع اعلام لحزب الله وحماس. انها ستكون بحق القشة التي قصمت ظهر البعير.