kayhan.ir

رمز الخبر: 5518
تأريخ النشر : 2014August19 - 21:39

الثورة اليمنية الى السطح!!

مهدي منصوري

لايمكن ان تمحى من الذاكرة تلك المواقف البطولية التي وقفها الشعب اليمني من خلال تظاهراته واعتصاماته قبل اكثر من ثلاثة اعوام والتي افضت الى اسقاط نظام علي عبد

الله صالح من اجل ان تكون له وخلال فترة محددة الرأي في ادارة شؤونه من خلال انتخابات حرة ديمقراطية، وقد جيئ بالرئيس اليمني هادي ومن خلال المبادرة الخليجية لادارة دفة الاوضاع لفترة انتقالية تصل فيها الى الدعوة الى الانتخابات التشريعية والرئاسية.

ولكن وبعد مضي فترة تقارب الثلاث السنوات لم نجد أي مسعى في هذا الطريق بل ان حالة المماطلة وعرقلة اجتماعات الجمعية الوطنية للحوار والتي يعهد اليها مناقشة كل ما يتعلق بمستقبل اليمن السياسي بحيث اصبح عاجزا عن تحقيقها بسبب تدخلات فلول حزب صالح الحاكم والتدخلات الاقليمية المتمثلة بالسعودية على الخصوص. بحيث ادرك الشعب اليمني ان المستقبل امامه اصبح مجهولا، وكذلك فان ثورته التي نالت اعجاب العالم آنذاك بسبب الحضور الجماهيري الواسع والاصرار على الانتصار بدت تسرق وبصورة وصل فيها الامر الى المحاولات السياسية التي تهدف الى اعادة علي عبدالله صالح للحكم من جديد.

لذلك وحفاظا على هذه الثورة وديموميتها فقد هب الشعب اليمني وخلال الايام الماضية من خلال تظاهراته الصارمة التي انطلقت في مدن مختلفة والتي شاركت فيها كل القوى السياسية الحرة في اليمن خاصة الحوثيين وابناء الحراك الشعبي مطالبين الحكومة وبالدرجة الاولى ان تكف عن اصدار التشريعات والقوانين التي تثقل كاهل ابناء اليمن والذي كان اخرها ارتفاع اسعار الوقود لذلك فانهم اليوم وبحضورهم الفاعل في الشارع قد طالبوا وبالاضافة الى ما تقدم من حكومة هادي ان تعلن استقاليتها لانها اثبتت عجزها عن ادارة الاوضاع وبالصورة التي تضمن للشعب اليمني حياة ديمقراطية حرة.

وبنفس الوقت فان هذا التحرك السياسي المدعوم شعبيا قد اثار حفيظة السعودية التي تريد ان تحافظ على بقاء الحكم الحالي والذي جاء برغبة منها، لذلك ذكرت بعض التسريبات عن ان الرياض قد حشدت بعض قواتها على الحدود السعودية اليمنية استعدادا للتدخل بذريعة الدفاع عن الحكومة اليمنية ولكن الواقع يبرز غير ذلك فانها وكما تمكنت من قبل ومن خلال فذلكة وخدعة سياسية ان تجهض التحرك الشعبي السابق من خلال مبادرتها التي غيرت الصورة ولم تذهب الى الجوهر. فهي اذن تريد ان تحافظ على هذه الصورة التي جاءت بها. لانها تدرك جيدا ان أي تغيير سياسي على الساحة السياسية اليمنية سيضع هذا البلد ضمن البلدان التي تخرج عن اطار الاملاءات الخارجية وانه سيدير شؤونه بذاته وحسب ما يفرزه صندوق الانتخابات وهو الذي لا ترغب به الرياض.

وكذلك ومن الملاحظ ان تزريق الارهابيين من مختلف دول العالم الى هذا البلد ودعمهم من قبل الحكومة الحالية لكي يقف بوجه التحرك الشعبي الذي يقوده الحوثيون وابناء الحراك اليمني هي احدى الوسائل التي استخدمتها بعض الدول الخليجية للابقاء على الاوضاع في اليمن على ما هي عليه.

الا ان ابناء الشعب اليمني الذين تصدوا للارهاب الاعمى وتمكنوا من ردعه والاستيلاء على بعض مواقعه خاصة في صعدة وغيرها من مدن الشمال، وكذلك المواجهات الاخيرة التي اثارها الجيش اليمني وبمساعدة بعض القبائل التي تحتضن الارهاب وتدعمه ضد ابناء الشعب اليمني من الحوثيين والذين تصدوا بقوة وتمكنوا من دحره وايقافه عند حده مما فتح الافاق امام ابناء الشعب ان بأخذ زمام المبادرة في المواجهة وعودة قطار الثورة الذي اريد له ان يقف الى سكته الاصلية على امل تحقيق الاهداف التي ثاروا من اجلها واهمها هي تحقيق ارادة الشعب اليمني في ادارة شؤون بلاده من خلال الاسلوب الديمقراطي الذي تسالمت عليه جميع القوى السياسية اليمنية.

ولذلك فان يوم الجمعة القادم والذي كان المهلة الاخيرة من قبل ثوار الشعب اليمني للحكومة اليمنية من ان تستجيب لمطالب هذا الشعب والا فانهم سيسيرون في نهجهم السلمي حتى اسقاط هذه الحكومة التي لم تحقق اهداف الثورة.