kayhan.ir

رمز الخبر: 187401
تأريخ النشر : 2024May08 - 22:16

نتنياهو وانسداد الخيارات امامه

نتنياهو لا يخرج من مازق حتى يقع في مازق اكبر منه ففي الوقت الذي راهن هذا الخائب على ان حماس سترفض الاتفاق الذي وضع وليام بيريزاللمسات الاخيرة عليه وهو معدل من الوسيطين المصري والقطري واذا به يتفاجا بقبول حماس وهذا ما حشره في الزاوية الحرجة وبان عليه ان يستسلم  للامر الواقع الذي اوصله الى طريق مسدود . فبعد اكثر من سبعة اشهر من حرب الابادة الجماعية ضد غزة والتي اطاحت بهيبة الكيان وعرته على انه كيان ارهابي قاتل للاطفال والنساء امام الراي العام العالمي خاصة الغربي الذي هو الاخر انقلب عليه وهكذا الداخل الاسرائيلي  فلا هو حرر الاسرى ولا هو انهى حماس كما حددها في اهدافه في هذه المعركة واذا به اليوم  يرجع بخفي حنين للمربع الاول دون ان يحقق اي من اهدافه وبعد ان كلف كيانه كل هذه الخسائر المادية والبشرية .

 ورغم مماطلة نتنياهو الذي يبحث عن مخرج ينقذه من مازقه والمستقبل المظلم الذي ينتظره نراه يهدد باقتحام رفح وقد وصل وليام بيرنز امس الاربعاء للارض المحتلة لمواصلة مساعيه بهدف ايجاد مخرج لهذا الاتفاق الذي لم ينهار بعد .     فبعد مهاجمة نتنياهو لمعبر رفح وقصف بعض المناطق السكنية في شرق المدينة والذي جوبه  بتنديد دولي يطالبه بوقف اعتداءاته والانسحاب من معبر رفح الحدودي مع مصر الذي هو في نفس الوقت انتهاك للسيادة المصرية والاستخفاف بها وهو بذلك يريد الذهاب الى ابعد من ذلك للوصول الى فيلادفيا الذي يعود اساسا للسيادة المصرية ويكمل بذلك محاصرته لغزة من كافة الجهات .

و اذا ما جازف نتانياهو في غيه و مضا في حربه لتدمير رفح باهلها فليعلم ان جبهات الاسناد في المحور المقاومة لم تقف مكتوفة الايدي بل ستمطره بالمسيرات و الصواريخ لتدك حصونه و منشأته و ان اقتضت حتى مدنه.

نتنياهو المازوم والمتعثر ضاقت الخيارات امامه  ولم يعد يملك قراره وهو محاصر من  قبل وزرائه المتطرفين الذين يرون ان الاستمرار في حرب الابادة ضد غزة هو من ينقذ  الكيان من الانهيار وهو في نفس الوقت يعتقد بان الهدف من مهاجمة معبر رفح هو تحسين موقفه في مفاوضات القاهرة لكن عليه ان يعلم بان الذهاب الى غزة مغامرة كبيرة وليست نزهة وان قوى المقاومة  الفلسطينية قد استعدت بكل قواها للتصدي لتوغل العدو ان غامر في مواصلة اكتساحه لمدينة رفح التي ستكون مقبرة لقواته وعليه ان يستذكر مصير مهاجمة قوات الاحتلال لمدينة رفح عامي 2004و2014 وهزيمتها المدوية انذاك ويتعظ من هذه الدروس المرة لكن التاريخ اخبرنا على الدوام بان الطغاة لم ولن يتعظوا من الدروس ابدا.