kayhan.ir

رمز الخبر: 51445
تأريخ النشر : 2017January18 - 20:41

الكونجرس الأمريكي: ولاء مطلق لإسرائيل ودعم مستمر لسياستها العدوانية


د. كاظم ناصر

*في جلسته التي عقدت يوم الخميس الموافق 5 – 1- 2017 أدان الكونجرس الأمريكي قرار مجلس الأمن الدولي ضد الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة رقم 2334 ، واعتبر إمتناع أمريكا عن التصويت وعدم استخدامها حق النقض ” الفيتو ” لإفشاله بمثابة التخلّي عن إسرائيل ، وطالب الأمم المتحدة بإلغائه لأن صدور مثل هذه القرارات ، كما إدعى أعضاء الكونجرس ، يعطل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويؤثر سلبا على المحاولات الجارية لتحقيق السلام بين الطرفين .

* هذا الموقف المتحيّز ضد الفلسطينيين وقضيتهم ليس غريبا ولا مستهجنا ، بل إنه متوقع من الكونجرس الأمريكي المتصهين الداعم دوما لسياسات إسرائيل العنصرية التوسعية . لقد صوّت 342 عضوا لصالح الإدانة وعارضها 80 . هذه النتيجة تظهر ببساطة مدى نفوذ اللوبي الأمريكي اليهودي وقدرته على توجيه القرار السياسي الأمريكي لصالح إسرائيل . إنه يستخدم قدراته المالية والإعلامية الكبيرة ، ونفوذ الشخصيات اليهودية السياسي والثقافي في دعم من يترشحون للكونجرس ماليا وإعلاميا مقابل ولائهم لإسرائيل ودعمهم لسياساتها ، وتسهيل حصولها على ما تريد من دعم أمريكي إقتصادي وعسكري وتقني .

* إن معظم أعضاء الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ يعتزون ويفاخرون بصداقتهم لإسرائيل ، ودعمهم لسياساتها ، وبعدائهم للفلسطينيين . إنهم يتبنّون تمرير القرارات المؤيدة لها ، ويعارضون ويفشلون تلك التي تريد إفشالها حتى عندما تكون ضدّ الإجماع الدولي ، وتتعارض مع مصالح أمريكا وشعبها الذي يمثلونه كما حدث في رفضهم لقرار المستوطنات .

* لا يجرؤ أحد منهم على إنتقاد سياساتها العنصرية واحتلالها ، أو التطرّق للضرر الذي قد تلحقه تصرفاتها بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لأن اللوبي الصهيوني سيتوقف عن دعمه ماديا وإعلاميا ، ويسبب له الكثير من المتاعب التي قد تؤدي إلى خسارته في الإنتخابات القادمة ، أو يدبر له قضية أو تهمة قد تدمّر مستقبله السياسي .

* هذا ما يفعله اليهود والدوبلوماسيون الاسرائيليون في أمريكا . إنهم يعملون معا من أجل خدمة إسرائيل وتقويتها ومساعدتها في إستمرار إحتلالها وخداعها للشعب الأمريكي والعالم . فماذا تفعل السفارات والقنصليات العربية في واشنطن والمدن الأمريكية ؟ وماذا يفعل الدوبلوماسيون العرب في الأمم المتحده ؟ أنهم مشغولون بخلافاتهم العربية – العربية ، وبتنفيذ التوجيهات السامية والرئاسية التي يتلقونها من ” أولياء الأمر ” في دولهم التي تأمرهم بإطاعة وتنفيذ ما يريده … ولي أمر الجميع الرئيس الأمريكي … وأن يراعوا التحالفات والعلاقات والصداقات العربية – الإسرائيلية القديمة والحديثة ، السرية والعلنية ، وأن يدعموا المواقف الصهيونية والأمريكية !