kayhan.ir

رمز الخبر: 44300
تأريخ النشر : 2016August31 - 00:13

جلاوزة ” آل خليفة ” علامة فارقة في التحلل الأخلاقي..2


حميد حلمي زادة

-القسم الثاني-

لانتردد في القول بأنّ الأتعس من جلاوزة النظام البحريني هم "آل خليفة” انفسهم ، لسبب وجيه وهو أنهم اضفوا على انفسهم هالة فارغة تحصنهم من أية محاكمة او ملاحقة قضائية او حتى من تجريد للجنسية او المواطنة كما يتعاملون مع المكوِّن الاساسي للشعب ، وهم المواطنون الشيعة وأتباع مذهب الامام جعفر الصادق عليه السلام .

ـ فخلال الاعوام الخمسة الماضية من عمر ثورة البحرين السلمية عمد النظام الخليفي الى اغلاق آلاف المساجد والحسينيات بل سوّى اعدادا كبيرة منها بالأرض ! ؟

ـ منع العبادة والمناسبات الدينية وصلوات الجمعة ومنها اكبر صلاة جمعة للمسلمين الشيعة في البحرين.

ـ فصل الآلاف من وظائفهم ، واستقدم أفرادا أجانب ليحلوا مكانهم في مؤسسات الدولة ودوائرها المختلفة.

ـ زجّ بعلماء الدين الأفاضل وزعماء الأحزاب الوطنية ورئيس جمعية الوفاق سماحة العلامة الشيخ علي السلمان في غياهب السجون واصدر احكاما جائرة بل وقرقوشية أحيانا بحقهم.

ـ سجن المئات من الناشطين في مجالات حقوق الانسان والمدافعين عن الحقوق المدنية والدستورية والمواطنين نساء ورجالا ، شيوخا وشبابا واطفالا ، تحت ذريعة ” المساس بأمن الدولة” . ويتعرض الدكتور نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان الملقى في السجن لظروف قاهرة تسببت في نقله الى المستشفى عدة مرات نتيجة لآلام حادة في الصدر . ومثله هناك المئات ممن يكابدون عسف جلاوزة النظام القبلي التكفيري ، وهم سجناء او معتقلون ، بل ولقي البعض وهم اساسا من الموقوفين مصرعهم تحت وقع التعذيب الهمجي لجلاوزة آل خليفة.

ـ لقد استشهد الكثير من المسجونين تحت التعذيب وبإشراف كبار جلاوزة النظام ومنهم الطاغية "خليفة خليفة” ، بيت قصيد هذا المقال. فما كان من "الملك” حمد بن سلمان آل خليفة الاّ أن قام بترقيته في تموز الماضي 2016 من رئيس شرطة المحافظة الجنوبية الى نائب مدير الأمن العام تكريما لممارساته التعسفية القمعية ضد ابناءالشعب البحريني!!!؟

واضح أن الشعب البحريني الثائر من أجل تحقيق العدالة والمساواة وتوفير فرص المواطنة الناجزة بعيدا عن المحسوبيات والمنسوبيات والعصبيات القبلية والمذهبية والسياسات الإقليمية والعقائد التكفيرية المعروفة ، هو في وضع لا يحسد عليه حاليا ، سيما وان "التحالف التاريخي الخليفي ـ البريطاني ” ماض على قدم وساق في تجاهل خصوصيات من هم أهل البحرين أصالة وعراقة ووطنية وإخلاصا ، وفي تكبيدهم المعاناة تلو الاخرى والإثقال والتضييق عليهم اكثر فاكثر.

ومن المؤكد ان ثورة الشعب البحريني ما فتئت تسدد فواتير مضاعفة بجريرة تمسكها بالخطاب الحضاري والحقّاني حتى النهاية .

فالعائلة الخليفية الحاكمة تكاد تفقد صوابها بعدما فقدت شرعيتها من زمان، وذلك بسبب اساليبها الوحشية التي صار يتبرأ منها حتى بعض الغربيين ـ جراء فشلها الذريع في استدراج الشعب الى المواجهة والتصادم .

ومن هنا يتضح المغزى من تجرؤ نظام الجلاوزة اخيرا على رمز الثورة البحرينية في وداعتها وثقافتها العالية وانضباطها وتمسكها بطاعة القائد الحكيم والشيخ الحليم ـ ونعني سماحة آية الله العلامة عيسى قاسم (دام ظله الوارف) ، بقرار سحب الجنسية من هذا المرجع الديني وابن البحرين الأصيل كابرا عن كابر ، تمهيدا الى نفيه لاحقا من مسقط رأسه.

ولكن الشعب البحريني واستهداء بتوجيهات علماء الدين الأجلاء ، فوّت الفرصة من جديد على آل خليفة وجلاوزتهم الساعين وبشتى الاساليب الى جـرّه للمجابهة ، علـهم يحصلون على أية حجّـة يواروا بها سوآتهم وجرائمهم الإرهابية ، ويغطوا بها على اجراءاتهم الدموية في السجون والمعتقلات وسلوكياتهم الجاهلية الشنعاء على مستوى مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية وفي الشارع.

ووفقاً لتقرير نشر في وقت سابق بمجلة "التايم” الأمريكية فإن (التمييز ضد الشيعة في البحرين خطير وممنهج لدرجة تكفي لاعتماد مصطلح الفصل العنصري عند الحديث عنه). ومثل ذلك ترى منظمة "كريستشين سينس مونيتر” الدولية أن ما يجري في البحرين ما هو إلا "شكل من أشكال الفصل العنصري الطائفي”.

واضاف التقرير : ( لن ينتظر العالم كي تقتنع البحرين بأن ما تقوم به إزاء المواطنين الشيعة هو نوع من الـ”أنتي شيعيزم”. هناك في واشنطن من استشعر بدقّة خطر اللعبة التي تلعبها العائلة الحاكمة البحرينية فأعطى ما تقوم به الاسم اللازم له بأنه تهديد جدّي لـ”أمن المنطقة”. لذا بقي على الصغير أن يكفّ يده إذاً ).