kayhan.ir

رمز الخبر: 20281
تأريخ النشر : 2015June01 - 22:16

الامام اسطورة لا تزول

لازالت اذهان الشعوب منشدة الى تلك اللحظات التاريخية التي بقيت عالقة في الاذهان ولايمكن ان تزول وتمحى لانها سجلت منعطفا كبيرا في التاريخ المعاصر عندما اقدم الامام الراحل الخميني الكبير (رضوان الله عليه) بالعودة الى طهران ليقود الثورة الشعبية الكبرى التي لن نجد لها مثيلا في عالمنا اليوم ، وقد بلغت التحديات آنذاك حدا بحيث ان رئيس الوزراء بختيار اصدر تهديده بان الطائرة التي ستنقل الامام الراحل الى طهران ستضرب في الجو قبل ورودها المطار، ومن هنا فان حالة الترقب التي كانت حاكمة على كل الذين واكبوا الثورة الاسلامية المباركة خاصة عندما اصر الامام على ان يحط رحاله في طهران رغم كل هذه التهديدات ولابد لنا هنا ان نعيد الذاكرة لتلك اللحظة الحاسمة والتي وردت على لسان احمد بن بئر مراسل اذاعة مونت كارلو في ذلك الوقت عندما قال: عندما قرر الامام الراحل العودة الى طهران رغم تهديد بختيار عندها توقف عدد من الصحافيين عند هذا الامر، لان الامام الراحل رضوان الله عليه ابلغهم بقوله باننا ذاهبون للموت ومن يود ذلك عليه مرافقتنا. وبعد حديث وحوار طويل قرر الصحفيون مرافقته ولسان حالهم يقول ما احلى الموت ان كان مع الخميني. عندها رافقناه وحضرنا معه الى طهران، اذن فان الامام الراحل قد جاء وهو واثق ان النصر حليفه ولذلك فلم يتلكأ او يتردد وكان له ما اراد اذ تم استقباله استقبالا شعبيا قل نظيره بحيث ان السيارة التي كانت تنقله لم تطأ الارض في بعض الاحيان.

ولذلك فانه كان يوما اسودا وقاتما على كل الاعداء خاصة الكيان الصهيوني الغاصب وكما عبر عنه بعض القادة الصهاينة. الا انه اصبح اكثر سوادا على كل الذين يعادون حرية واستقلال وسيادة الشعوب من الدول الاستكبارية خاصة اميركا الشيطان الاكبر.

والايرانيون وهم يستقبلون وفي الايام القادمة ذكرى مؤلمة وحزينة الا وهي ذكرى ارتحال الامام الراحل (قدس سره) وقد تكون هذه الذكرى لا تقل في اهميتها وعظمتها من ايام الانتصار الاولى للثورة المباركة.

ورغم مرارة الفراق للقائد الراحل الا ان الصورة التي تم فيها تشييعه قد فاقت كل التصورات وقد يمكن القول بانه سجل انتصارا آخر لتلك الشخصية الفذة التي ملكت القلوب والنفوس.

وقد وصف احد أكبر المفكرين السوريين ارتحال الامام الخميني بصورة تعبيرية رائعة عندما قال: "ان صفحات التاريخ قد اغلقت برحيل الامام الخميني" وفعلا فان المصداق على هذا القول واضح لان انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الراحل قد اسست لتاريخ جديد لم يشهده العالم من قبل وهو سيادة الشعوب وقدرتها على التغيير وازالة الطواغيت والثبات على الموقف رغم كل الصعوبات والذي شكل ولهذا اليوم نموذجا رائعا تحتذى به كافة الشعوب المحبة للحرية والسلام.

وكذلك فان الوفاء للثورة الاسلامية وقائدها الفذ بقي مزروعا في النفوس بل تأصل الى درجة انه يتجدد كل عام وبصورة اكبر مما عليه من قبل مما يعكس وبوضوح ان الإمام الراحل تلك الشخصية الفذة التي لا تعرف للهزيمة والانكسار معنى بقيت تحمل راية النصر عند حياتها وحتى في ارتحالها ولذلك فان الشعوب اليوم تعيش تلك الحالة وبكل تفاصيلها.

ومن هنا فلابد ان نقول وبكل اصرار ان الامام الراحل كان القائد المنتصر حيا ومرتحلا لان مبادئ الثورة الاسلامية لازالت تعيش وتؤدي دورها ليس فقط في المجتمع الايراني بل لدى كل الشعوب في العالم.

لذا فسلام عليه عندما كان قائدا فذا وسلام عليه وهو مرتحلا بتلك الروح التي ملؤها الايمان والاطمئنان.