kayhan.ir

رمز الخبر: 20266
تأريخ النشر : 2015June01 - 22:15

تقدُّم للإرهابيين… أم تكتيك للجيش العربي السوري

يونس أحمد الناصر

كي لا يعتقد البعض بأننا نبرر لهزيمة افتراضية اعتقدها الكثيرون ورأوا فيها ضعفا للجيش العربي السوري وتراجعا أم المد الارهابي الذي اجتاح إدلب وتدمر في الأيام الماضية وجدنا بأن من المناسب لفت النظر إلى الحقائق التالية التي ربما تكون غائبة عن هؤلاء :

1- قبل التطرق إلى من يدير هذا العدوان على سورية من الأطراف الخارجية فإن أدواتهم على الأرض من المرتزقة الوهابيين الذين يعتنقون عقيدة الجهاد طلبا للمتعة الخالدة بأحضان الحوريات وفقا لعقيدتهم الوهابية المنحرفة تجب الاشارة إلى أن قطعان الضباع الوهابية تقاتل بأسلوب حرب العصابات – أي الكر والفر – وتهاجم أهدافها بعقيدتهم الانتحارية مفخخين أجسادهم وآلياتهم بالمواد شديدة الانفجار طلبا لموت سريع ينقلهم " لتناول الطعام مع الرسول الكريم " والولوج بعدها إلى المتعة الجنسية الخالدة مع الحوريات " وهن نساء فائقات الجمال , أبكارا على الدوام كلما تم افتضاض بكارتها تعود عذراء مرة أخرى ( وهنا يبرز شغف هؤلاء المجاهدين لرؤية الدم مرارا وتكرارا ) يضاف لها أساطير المتعة والتي تمتد فيها القبلة أو الممارسة أعواما وغيرها من الخزعبلات التي تمتلئ بها أدمغتهم.

2- هؤلاء المرتزقة المجاهدين بأسلوب حرب العصابات استطاعوا تاريخيا اجبار الاتحاد السوفييتي السابق الخروج من افغانستان كما استطاعوا افشال أمريكا بالسيطرة على افغانستان واجبارها بعد عشر سنوات من الانسحاب من افغانستان وبشكل مشابه ( واعني عقيدة الجهاد ) هزيمة أمريكا في العراق , كما أثبت اسلوب حرب العصابات فعاليته تاريخيا في حرب فيتنام وهزيمة أمريكا رغم جبروت قوتها أمام فقر فيتنام وكذلك المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان التي دحرت الكيان الصهيوني المدعوم من قبل كل الغرب الاستعماري كما استطاعت سورية أيضا دحر الغزاة الفرنسيين في النصف الأول من القرن الماضي وتحقيق الاستقلال وعلى نفس المنوال في ليبيا والجزائر, وما أريد قوله بأن هذا الأسلوب يستطيع ارهاق الجيوش النظامية إذا لم تمتلك المرونة الكافية لمواجهة هذا النوع من الحروب وهو ما أجاده الجيش العربي السوري لأول مرة في التاريخ واستطاع اصطياد قطعانهم والانتصار عليهم عبر سنوات العدوان على سورية.

3- ما يميز العدوان على سورية هو الدعم التكنولوجي الهائل من أطراف العدوان لتلك المجاميع الارهابية بأحدث ما أنتجته المصانع الأمريكية والأوربية من سلاح فلأول مرة تخرج قناصات الناتو خارج جيوش الاتحاد الأوربي إلى هذه العصابات وغيرها من الصواريخ الأمريكية وحتى الاسرائيلية بمسمياتها العديدة ( لاو وتاو وستينغر ….. الخ) يضاف لها غرف عمليات تدير هذه الحرب القذرة على سورية في الاردن وتركيا ولبنان والكيان الصهيوني الذي تدخل هو وتركيا بشكل مباشر أحيانا لمؤازرة تلك العصابات ناهيك عن امدادهم بأجهزة الاتصالات الحديثة وصور الاقمار الصناعية والخبراء وغيرها من وسائل الدعم التي تجعل منهم شركاء في الحرب على سورية.

4- ما سبق هو لتوضيح حجم العدوان على سورية وتصحيح فكرة بأن سورية تواجه مجاميع ارهابية متخلفة وبدائية بل العكس هو الصحيح فالجيش العربي السوري يواجه حربا عالمية تقوده وتشارك به أقوى أطراف الاستعمار القديم والحديث ومجرد صمود الجيش العربي السوري كل هذه السنوات هو بحد ذاته انتصارا باهرا يسجل للجيش العربي السوري الذي يدافع بشراسة الأبطال كل هذا العدوان الكبير.

و كما قلت ما سبق ليس تبريرا لهزيمة افتراضية اعتقدها الكثيرين للجيش العربي السوري في الفترة الأخيرة إنما هو تكتيك امتصاص الصدمة والانقضاض مجددا على تلك القطعان الارهابية الوافدة من كل دول العالم الاسلامي والغربي الذين زجوا بهم وقودا لمحرقة كبيرة أحرقهم بها الجيش العربي السوري ولا زال يحرق المزيد والمزيد منهم.

جيش الفتح العثماني وغزوة إدلب

في محاولة ربما تكون الأخيرة بعد الفشل الذريع خلال سنوات العدوان قررت أطراف العدوان على سورية توحيد قطعان الارهابيين بمختلف مسمياتهم في جيش كبير دعوه " جيش الفتح " في إشارة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح وربما فصيلها الأكبر هو جبهة النصرة الذي يتشكل بغالبيته من " المهاجرين " أي المقاتلين الغرباء الذين وفدوا إلى سورية بفتاوى الجهاد من افغانستان والشيشان وغيرها من البلدان المصدرة للإرهاب بتمويل وهابي صريح واضبت عليه ممالك الخليج الفارسي طوال عمر العدوان والتي تقول التقارير بأنها فاقت 700 مليار دولار قبل تشكيل جيش الفتح وعمليات التدريب الأخيرة في تركيا والأردن وربما تصل تريليون دولار بعدها.

أمام هذا المد الهائل للإرهابيين بالعدد والعتاد وحرصا على حياة أفراد الجيش العربي السوري (بعديده وعتاده المحدود) كان لا بد من استراتيجية جديدة تقوم على الكر والفر واستهداف قطعان الارهابيين عن بعد وتدمير مقراتهم وآلياتهم عبر حرب استنزاف من المخطط أن ينهاروا بعدها وهذا ما ظهر جليا في استهداف تجمعات ومقار الارهابيين في مطار الطبقة وتدمر ومئات القتلى من ارهابيي جيش الفتح في ادلب وجسر الشغور واريحا بعد انسحاب الجيش من تلك الأماكن إلى خطوط دفاعية أقوى وأكثر تحصينا

و للذين يتحدثون عن خروج مدن عن السيطرة السورية أن يبرروا عمليات الجيش العربي السوري في كل تلك المدن بما فيها الرقة التي يتم استهداف الارهابيين فيها بشكل يومي وتصفيتهم ببطىء ومواظبة أرهقتهم كما أرهقت الدول الداعمة لهم ونحن نقول بأن لا مكان على الارض السورية خارج عن سيطرة الجيش العربي السوري وذراع هذا الجيش الطويلة تسحق فلولهم في أي مكان يتواجدون به.

الفرق بين استراتيجية الجيش العربي السوري واستراتيجية الذين يقودون تلك القطعان المخدرين بالدين والجنس هو بأن الجيش العربي السوري ومنذ بداية العدوان على سورية أظهر الحرص قدر المستطاع على أرواح المدنيين والبنية التحتية لأن هذه بلدنا أم هؤلاء الغرباء فلا تعنيهم الأرواح ولا البنية التحتية فتراهم يعيثون خرابا بالمدارس والمشافي والبنية التحتية ولذلك يرى المراقبون بأن الجيش العربي السوري القوي والقادر لم يستعمل أسلحة بقدرات تدميرية كبيرة بل اتبع سياسة " النزع شعرة شعرة " للتخلص من هؤلاء الارهابيين وطول النفس الذي أظهره هذا الجيش يجعل كل المراقبين كما يجعل المواطن السوري على ثقة بانتصار هذا الجيش على الارهابيين والدول الداعمة لهم بالصبر والحكمة والأناة وهو الأمر الذي سيقطع أنفاسهم ويجعلهم يندحرون خائبين دون تحقيق أي هدف من أهداف العدوان.