kayhan.ir

رمز الخبر: 186707
تأريخ النشر : 2024April24 - 20:22

ثورة طلابية في اميركا وصمت مميت في جامعاتنا

 

ما تشهده الجامعات الاميركية هذه الايام من حركة احتجاجات عارمة نصرة لغزة هي في الواقع تحركات مناهضة العدوان الاسرائيلي وحرب الابادة التي يشنها الكيان الاسرائيلي  ضد ابناء غزة. ان هذه الاحتجاجات هي اليوم اشبه بالانتفاضة الطلابية فيما صورها البعض الاخر بالثورة الطلابية وهي حركة تحرك غير مسبوقة في الجامعات الاميركية التي هي الاخرى استنفرت  قواها للسيطرة على الحركة الطلابية واخمادها من خلال اعتقال المئات من طلبة الجامعات وازالة مخيمات الاعتصام من ساحات الجامعات واغلاق بواباتها.

واليوم فان التوتر يسود في الجامعات الاميركية جراء هذا التحرك الطلابي العارم الذي يطالب بانهاء  العدوان الاسرائيلي على غزة ووقف الدعم الاميركي له والاعتراض على سياسة الرئيس بايدن الداعمة لهذا العدوان واذا ما استمرت الامور على هذا المنوال في الجامعات الاميركية ربما سيكون من الصعب ضبط الاوضاع فيها  خاصة وان اميركا مقبلة على الانتخابات الرئاسية التي ستكون فيها حظوظ الرئيس بايدن للفوز قليلة بسبب استمرار دعمه للكيان الصهيوني. وقد انطلقت موجة الاحتجاجات الاسبوع الماضي في الجامعات الاميركية بدء من جامعة "كولومبيا" في مدينة نيويورك، قبل ان تتسع لتشمل مختلفا الجامعات في ارجاء  الولايات المتحدة الاميركية مثل جامعة نيويورك" و"وييل" و"معهد "ماسوتشوستس  للتكنولوجيا".

هذه الحركة الطلابية العارمة يقودها مناهضو العدوان الاسرائيلي الذين نظموا اعتصامات مفتوحة استنكارا لاستمرار العدوان الاسرائيلي  على غزة والدعم البحثي الذي تقدمه الجامعات الاميركية لـ"الجيش الاسرائيلي".

ووفقا لما نشره موقع "سي بي اس" الاخباري "فان عشرات الطلاب من "معهد ماساتشوستس" للتكنولوجيا جامعة "امرسون" قاموا بنصب خيم الاعتصام في الحرم الجامعي في كامبريدج وبوسطن احتجاجا على الابادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.

وتأتي هذه الاحتجاجات الطلابية التي هي انعكاس للحالة الشعبية والشارع في اميركا كرد فعل على سياسة الرئيس بايدن وادارته في دعم العدوان الاسرائيلي الذي استباح كل محرم في غزة ولا يسلم منه لا الشجر ولا الحجر.

اميركا التي كانت تتشدق لعقود طويلة بانها بلد الحريات والديمقراطية والحضارة والقوة الاكبر في العالم اصبحت اليوم في الحضيض وحالها كحال دول العالم الثالث والدول الدكتاتورية التي لا تتحمل حتى الاحتجاجات السلمية في حرم الجامعات وتقمع بشدة الحركة الطلابية المؤيدة لنصرة غزة وتعتقل المئات منهم في ظل ممارسات مشبوهة منافية للحقوق الانسانية وحرية الرأي والتعبير. وقد وصل الامر  برئيسة جامعة كولومبيا ان تجاهر باستسلامها امام ضغوط السلطات الاميركية وتصرح علنا بانها ليست لديها نية للسقوط كما كان مصير رئيسي جامعتي هارفارد وبنسيلفانيا اللذان دعما اهالي غزة.

واذا ما قارن المرء  بين ما يجري في الجامعات الاميركية من ثورة طلابية لنصرة غزة وما تشهده الجامعات العربية والاسلامية من صمت مميت يتمنى الموت ولا يشهد هذه الوضع التعيس لمجتمعاتنا الطلابية التي تم تجريف وعيها بسبب النفوذ الاميركي والغربي وسياسات الحكام التي تواكب السياسات الغربية.