kayhan.ir

رمز الخبر: 15960
تأريخ النشر : 2015March01 - 21:23

مصر و العداء للشعب الفلسطيني!!

مهدي منصوري

ما كان لمصر في يوم من الايام ان تكون في صف العداء للشعب الفلسطيني ولايمكن لاي احد ان يطلق العنان لافكاره بان يصدق ذلك لو نما الى سمعه، ولكن اليوم وفي ظل قرار المحكمة المصرية باعتبار حماس منظمة ارهابية خاصة بعد شهر من القرار السابق الذي اعتبر الجناح العسكري القسام بانه منظمة ارهابية. يضع الجميع امام السؤال المهم هنا وهو ماذا تهدف مصر من وراء هذا القرار والى اين تريد ان تصل؟.

ولابد من الاشارة الى ا ن نظام مبارك الذي كان حليفا كبيرا للكيان الصهيوني بل وفي الواقع ظهيرا يحمي ويحفظ ظهره من أي اعتداء لم يجرؤ على اصدار مثل القرار بل حاول قدر الامكان ان يحتوي الفلسطينيين ومن مختلف فصائلهم من اجل اجبارهم على ان يعترفوا باسرائيل من خلال مبادرة المصالحة الوطنية وغيرها.

الا ان نظام السيسي الذي كان يتعامل بردود فعل انفعالية وغير عقلانية خاصة تجاه حركة الاخوان المسلمين والذي لم ير الا اسلوب المواجهة والحرب مع هذا التنظيم، خاصة في الداخل المصري من خلال الاحكام القاسية والجائرة على قادتهم وزعمائهم، بل وفي الواقع وصل ا لامر في تخبط القضاء المصري بحيث شمل حتى الذين كانوا من بناة ثورة 25 يناير بحيث اصدرت حكمها ضد احد ابنائها وبصورة اثارت استهجان ابناء الشعب المصري.

اذن فان التفكير العقيم الذي يمتلك القرار السياسي المصري والذي ير من يحمل فكر الاخوان المسلمين ارهابيا أمر في غاية الخطورة لان ستكون الاحكام القاسية لم تطال ابناء الشعب المصري فحسب بل حتى الذين هم خارج مصر. وما القرار الاخير باتهام حماس الا دليل قاطع على ذلك، ولكن نقول لمصلحة من اتخذت القاهرة هذا القرار وفي هذا الوقت بالذات والذي يتهددها الارهاب الاعمى على حدودها وعلى اراضيها؟.

الا يمكن القول ان قرار اتهام المقاومة الفلسطينية التي تقف صامدة بوجه الكيان الصهوني انتصار للاخير؟، الا يعكس ايضا ان القاهرة وبهذا القرار قد خرجت عن حياديتها وانحازت بالكامل الى الصف المعادي للمقاومة في المنطقة والذي ترفع رايته اليوم واشنطن والرياض؟.

ومن هنا فان على القيادة المصرية ان تفكر مليا بتبعات هذا القرار وتاثيراته المستقبلية لانه سيفتح الابواب امام حالة جديدة غير مألوفة، الا وهو ان كل من يواجه الكيان الصهيوني سيكون ارهابيا؟، وبذلك يمكن ان تقلب المعادلة القائمة اليوم، الا وهي ان الكيان الصهيوني الذي يقدم الدعم غير المحدود للارهابيين من خلال فتح ترسانته التسليحية وامكانياته الصحية وغيرها من الاساليب التي تقوي هذه الجرثومة القاتلة والمدمرة بحيث اصبح يعد ارهابيا اكثر من الارهابيين انفسهم، الا القرار المصري الاخير قد اخرجه من هذا الوصف ومنحه بذلك صك البراءة من كونه ارهابيا.

وبما ان مصر وكما عرف عنها من انها احدى الدول المهمة التي يمكن ان تكون المدافع الاول عن الشعب الفلسطيني وما يلحق به من ظلم وقهر من قبل الصهاينة كيف ترضى لنفسها ومن خلال حسابات خاطئة ووقتية ان تتنازل عن هذا الدور المهم وان تكون ظهيرا لهذا الكيان الغاصب؟، سؤال ندفع به ليس فقط للقيادة السياسية المصرية بل لكل الاحرار في هذا البلد لكي يجيبوا عليه؟.