kayhan.ir

رمز الخبر: 14208
تأريخ النشر : 2015January28 - 20:10

ماذا استبعاد فرضية وقوف ’اسرائيل’ خلف هجمات ’شارلي ايبدو’؟

علي عوباني

شبهات كثيرة وتساؤلات تدور حول حدث 11 ايلول الفرنسي تتقارب وتتشابه الى حد بعيد مع ما طرحه تدمير برج التجارة العالمي في نيويورك، ما يعيد طرح نفس الشكوك والاسئلة التي طرحت سابقاً عام 2001، وخصوصاً ان كلا الحادثين يعيدان في الظاهر، طرح عنوان الارهاب الدولي على بساط البحث من بوابته الواسعة، اما في الباطن فيطرحان مجدداً اسئلة حول الجهة المسؤولة والمستفيدة من هذه الاحداث، ومن يغذيها، ويستثمر عليها لتحقيق مكاسب وتغيير سياسات دولية، وتأليب دول وشعوب وانظمة ضد اديان ومتبعيها.

مما لا شك فيه ان التداعيات الجيو- سياسية الكبرى لمثل تلك الاعمال الإرهابية كبيرة وكبيرة جداً، لذا من السذاجة بمكان الاستعجال بالحكم عليها من خلال ظاهر الامور، دون البحث في الخلفيات الحقيقية لها، والبحث عن الجهات والدول التي استخدمت اساليب كهذه على مدى العقود الماضية، رغم المعرفة المسبقة بأن اجابات شافية عن تلك الاسئلة ليست بالامر اليسير، لكن وجود بعض القرائن يقودنا ولا ريب الى مقاربات قد تكشف عن بعض الخيوط الخفية خلف تلك الاحداث لا سيما في ضوء الكثير مما كتب وقيل حول تلك الاحداث.

*صراع على اجتذاب يهود فرنسا

ابرز ما كشفت عنه حادثة "شارلي ايبدو” هو وجود صراع خفي بين حكومة الاحتلال والحكومة الفرنسية على خلفية الجدل بشأن "هجرة يهود” فرنسا إلى "اسرائيل”، حيث تبين ان هذا الجدل يعود الى تشرين الأول من العام 2012 وتحديدا عقب الهجوم الذي قام به محمد مراح والذي قتل بنتيجته يهود في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، حيث طالب حينها نتنياهو " يهود فرنسا باللجوء إلى إسرائيل”، فردّ حينها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالقول إن "مكان يهود فرنسا هو فرنسا”، متعهدا بملاحقة من اسماهم "معادي السامية والقضاء عليهم”.

إلا أن شد الحبال الفرنسي ـ الاسرائيلي على "الجالية اليهودية”، عاد ليظهر مجدداً مباشرة عقب هجوم "شارلي ايبدو” و”المتجر اليهودي”، وتمثل ذلك بالحملة التي قادتها الدبلوماسية الصهيونية وعلى رأسها نتنياهو، الذي تحدث عن خطر وجودي يطال اليهود الفرنسيين، وجدد دعوتهم للجوء الى الكيان الغاصب، ترافق ذلك مع سلسلة اجراءات اتخذتها حكومته ومنها:

*تكليف لجنة وزارية ببحث سبل تشجيع "هجرة” "اليهود” الفرنسيين والأوروبيين إلى "إسرائيل”.

*إعداد المستوطنات في الضفة لاستيعاب موجة جديدة من اليهود الفرنسيين القادمين الى "تل أبيب”.

* زيادة عدد الموظفين في السفارات والممثليات "الإسرائيلية” لاستيعاب المستوطنين الجدد وإزالة جميع الحواجز البيروقراطية في هذا المجال.

لكن اللافت كان استغلال نتنياهو للتظاهرة "العالمية” ضد الارهاب في فرنسا لاطلاق حملة حكومته لتشجيع يهود فرنسا على الاستيطان في "اسرائيل”، الحملة التي قادها الثلاثي بنيامين نتنياهو، افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت ركزت على عدة عناوين :

التهويل بانعدام الامن للجالية اليهودية في فرنسا وترغيبهم بزعم توافره في "اسرائيل”، فـ”اسرائيل بيتكم دوماً وسنستقبلكم باذرع مفتوحة”، كما قال بينيت، و”اذا كنتم تبحثون عن الامن والمستقبل الآمن لاولادكم فلا يوجد بديل آخر”، كما قال ليبرمان.

التركيز على اظهار عدم اهتمام السلطات الفرنسية بهم، رغم ما يمثلونه من ثقل اقتصادي وتمثل ذلك من خلال استغلال حادثة "المتجر اليهودي”، التي استشهد بها ليبرمان خلال وجوده في باريس ليثبت ليهود فرنسا صحة مزاعمه، فقال:”لمسنا تضامناً كاملاً مع قتلى ’شارلي إيبدو’.. ولا مبالاة بقتلى ’المتجر اليهودي.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ذهب ابعد من ذلك، خلال لقائه مع قادة الجالية اليهودية في فرنسا حيث قارن الوضع الحالي ليهود فرنسا بوضع اليهود في إسبانيا عشية محاكم التفتيش، والذين شعروا بالطمأنينة في إسبانيا قبل طردهم مع باقي اليهود من إسبانيا في عام 1492 من قبل الملكة إيزابيلا الأولى.

*لماذا يهود فرنسا؟

يشكل "يهود فرنسا”، أكبر حشد "يهودي” في أوروبا والثالث في العالم بعد "اسرائيل” والولايات المتحدة، ويقدر عددهم بنحو 500 إلى 600 ألف شخص، لم يهاجر منهم للاستيطان في اسرائيل اكثر من 90 الف يهودي منذ عام 1948. اما في السنتين الاخيرتين فقد طرأ ارتفاع دراماتيكي في عدد "المهاجرين اليهود” من فرنسا، ففي العام 2014 وصل الى الاراضي المحتلة نحو 7 الاف يهودي من فرنسا، مقابل 3.400 في العام 2013، 2.000 في العام 2012، أما في العام الحالي 2015 فمن المتوقع أن يصل عشرات الالاف من يهود فرنسا للاستيطان في فلسطين المحتلة. أما ما تطمح اليه حكومة العدو فهو ما عبر عنه وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان حينما دعا جميع "اليهود للانتقال للعيش في "إسرائيل”.. قائلاً:” لقد وصلنا إلى ذروة هجرة يهود فرنسا لكن ذلك ليس كافيا..”.

اذاً اول المستفيدين من 11 ايلول الفرنسي كان "اسرائيل”، اما الاستفادة فتبرز بأوجه متعددة، اوّل المكاسب تحصين الجالية اليهودية في فرنسا امنياً، ثانيها توفير مناخ مشجع على "الهجرة” الى كيان الاحتلال، ثالثها محاربة "اعداء اليهود” تحت فزاعة "معاداة السامية”، وهو ما ناقشه ممثلو الطائفة اليهودية مع الرئاسة الفرنسية، حيث طالبوها بتعزيز إجراءات الحماية، ومراقبة "الشبكات الاجتماعية” والقنوات التلفزيونية الفضائية التي "تبث عبرها رسائل معادية للسامية”.

وما بين الواقع والمأمول، فان طموح حكومة نتنياهو بـ”مهاجرة” جميع يهود فرنسا للاستيطان في "اسرائيل” ليس سهل المنال بظروف امنية مستقرة في فرنسا، من هنا ما الذي يمنع ان يكون "الموساد” الاسرائيلي هو من يقف خلف هجمات "شارلي ايبدو” لضرب عصفورين بحجر واحد، اولاً خلق مناخ مؤاتٍ يحث الجالية اليهودية على "الهجرة” من فرنسا للاستيطان في فلسطين المحتلة، وثانياً تأليب الرأي العام العالمي على المسلمين، وبذلك يتحقق رويداً رويداً مشروع الدولة اليهودية الذي يسعى اليه نتنياهو والذي يحتاج لجعله امراً واقعاً الى جلب اليهود من اصقاع الكرة الارضية للاستيطان في فلسطين المحتلة.

علي عوباني

شبهات كثيرة وتساؤلات تدور حول حدث 11 ايلول الفرنسي تتقارب وتتشابه الى حد بعيد مع ما طرحه تدمير برج التجارة العالمي في نيويورك، ما يعيد طرح نفس الشكوك والاسئلة التي طرحت سابقاً عام 2001، وخصوصاً ان كلا الحادثين يعيدان في الظاهر، طرح عنوان الارهاب الدولي على بساط البحث من بوابته الواسعة، اما في الباطن فيطرحان مجدداً اسئلة حول الجهة المسؤولة والمستفيدة من هذه الاحداث، ومن يغذيها، ويستثمر عليها لتحقيق مكاسب وتغيير سياسات دولية، وتأليب دول وشعوب وانظمة ضد اديان ومتبعيها.

مما لا شك فيه ان التداعيات الجيو- سياسية الكبرى لمثل تلك الاعمال الإرهابية كبيرة وكبيرة جداً، لذا من السذاجة بمكان الاستعجال بالحكم عليها من خلال ظاهر الامور، دون البحث في الخلفيات الحقيقية لها، والبحث عن الجهات والدول التي استخدمت اساليب كهذه على مدى العقود الماضية، رغم المعرفة المسبقة بأن اجابات شافية عن تلك الاسئلة ليست بالامر اليسير، لكن وجود بعض القرائن يقودنا ولا ريب الى مقاربات قد تكشف عن بعض الخيوط الخفية خلف تلك الاحداث لا سيما في ضوء الكثير مما كتب وقيل حول تلك الاحداث.

*صراع على اجتذاب يهود فرنسا

ابرز ما كشفت عنه حادثة "شارلي ايبدو” هو وجود صراع خفي بين حكومة الاحتلال والحكومة الفرنسية على خلفية الجدل بشأن "هجرة يهود” فرنسا إلى "اسرائيل”، حيث تبين ان هذا الجدل يعود الى تشرين الأول من العام 2012 وتحديدا عقب الهجوم الذي قام به محمد مراح والذي قتل بنتيجته يهود في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، حيث طالب حينها نتنياهو " يهود فرنسا باللجوء إلى إسرائيل”، فردّ حينها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالقول إن "مكان يهود فرنسا هو فرنسا”، متعهدا بملاحقة من اسماهم "معادي السامية والقضاء عليهم”.

إلا أن شد الحبال الفرنسي ـ الاسرائيلي على "الجالية اليهودية”، عاد ليظهر مجدداً مباشرة عقب هجوم "شارلي ايبدو” و”المتجر اليهودي”، وتمثل ذلك بالحملة التي قادتها الدبلوماسية الصهيونية وعلى رأسها نتنياهو، الذي تحدث عن خطر وجودي يطال اليهود الفرنسيين، وجدد دعوتهم للجوء الى الكيان الغاصب، ترافق ذلك مع سلسلة اجراءات اتخذتها حكومته ومنها:

*تكليف لجنة وزارية ببحث سبل تشجيع "هجرة” "اليهود” الفرنسيين والأوروبيين إلى "إسرائيل”.

*إعداد المستوطنات في الضفة لاستيعاب موجة جديدة من اليهود الفرنسيين القادمين الى "تل أبيب”.

* زيادة عدد الموظفين في السفارات والممثليات "الإسرائيلية” لاستيعاب المستوطنين الجدد وإزالة جميع الحواجز البيروقراطية في هذا المجال.

لكن اللافت كان استغلال نتنياهو للتظاهرة "العالمية” ضد الارهاب في فرنسا لاطلاق حملة حكومته لتشجيع يهود فرنسا على الاستيطان في "اسرائيل”، الحملة التي قادها الثلاثي بنيامين نتنياهو، افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت ركزت على عدة عناوين :

التهويل بانعدام الامن للجالية اليهودية في فرنسا وترغيبهم بزعم توافره في "اسرائيل”، فـ”اسرائيل بيتكم دوماً وسنستقبلكم باذرع مفتوحة”، كما قال بينيت، و”اذا كنتم تبحثون عن الامن والمستقبل الآمن لاولادكم فلا يوجد بديل آخر”، كما قال ليبرمان.

التركيز على اظهار عدم اهتمام السلطات الفرنسية بهم، رغم ما يمثلونه من ثقل اقتصادي وتمثل ذلك من خلال استغلال حادثة "المتجر اليهودي”، التي استشهد بها ليبرمان خلال وجوده في باريس ليثبت ليهود فرنسا صحة مزاعمه، فقال:”لمسنا تضامناً كاملاً مع قتلى ’شارلي إيبدو’.. ولا مبالاة بقتلى ’المتجر اليهودي.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ذهب ابعد من ذلك، خلال لقائه مع قادة الجالية اليهودية في فرنسا حيث قارن الوضع الحالي ليهود فرنسا بوضع اليهود في إسبانيا عشية محاكم التفتيش، والذين شعروا بالطمأنينة في إسبانيا قبل طردهم مع باقي اليهود من إسبانيا في عام 1492 من قبل الملكة إيزابيلا الأولى.

*لماذا يهود فرنسا؟

يشكل "يهود فرنسا”، أكبر حشد "يهودي” في أوروبا والثالث في العالم بعد "اسرائيل” والولايات المتحدة، ويقدر عددهم بنحو 500 إلى 600 ألف شخص، لم يهاجر منهم للاستيطان في اسرائيل اكثر من 90 الف يهودي منذ عام 1948. اما في السنتين الاخيرتين فقد طرأ ارتفاع دراماتيكي في عدد "المهاجرين اليهود” من فرنسا، ففي العام 2014 وصل الى الاراضي المحتلة نحو 7 الاف يهودي من فرنسا، مقابل 3.400 في العام 2013، 2.000 في العام 2012، أما في العام الحالي 2015 فمن المتوقع أن يصل عشرات الالاف من يهود فرنسا للاستيطان في فلسطين المحتلة. أما ما تطمح اليه حكومة العدو فهو ما عبر عنه وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان حينما دعا جميع "اليهود للانتقال للعيش في "إسرائيل”.. قائلاً:” لقد وصلنا إلى ذروة هجرة يهود فرنسا لكن ذلك ليس كافيا..”.

اذاً اول المستفيدين من 11 ايلول الفرنسي كان "اسرائيل”، اما الاستفادة فتبرز بأوجه متعددة، اوّل المكاسب تحصين الجالية اليهودية في فرنسا امنياً، ثانيها توفير مناخ مشجع على "الهجرة” الى كيان الاحتلال، ثالثها محاربة "اعداء اليهود” تحت فزاعة "معاداة السامية”، وهو ما ناقشه ممثلو الطائفة اليهودية مع الرئاسة الفرنسية، حيث طالبوها بتعزيز إجراءات الحماية، ومراقبة "الشبكات الاجتماعية” والقنوات التلفزيونية الفضائية التي "تبث عبرها رسائل معادية للسامية”.

وما بين الواقع والمأمول، فان طموح حكومة نتنياهو بـ”مهاجرة” جميع يهود فرنسا للاستيطان في "اسرائيل” ليس سهل المنال بظروف امنية مستقرة في فرنسا، من هنا ما الذي يمنع ان يكون "الموساد” الاسرائيلي هو من يقف خلف هجمات "شارلي ايبدو” لضرب عصفورين بحجر واحد، اولاً خلق مناخ مؤاتٍ يحث الجالية اليهودية على "الهجرة” من فرنسا للاستيطان في فلسطين المحتلة، وثانياً تأليب الرأي العام العالمي على المسلمين، وبذلك يتحقق رويداً رويداً مشروع الدولة اليهودية الذي يسعى اليه نتنياهو والذي يحتاج لجعله امراً واقعاً الى جلب اليهود من اصقاع الكرة الارضية للاستيطان في فلسطين المحتلة.