kayhan.ir

رمز الخبر: 109299
تأريخ النشر : 2020February16 - 21:08

بدأ العد التنازلي للتواجد الاميركي


مهدي منصوري

المكر والكذب والتحايل الاميركي لن يكتب له الدوام والاستمرار، ولابد ان تأتي الساعة التي ينتهي ويضمحل فيه، والملاحظ ان قناعات الادارة الاميركية وحتى مصادر القرار الاميركي قد توصلت الى التواجد الاميركي خاصة في الشرق الاوسط لابد ان يبلغ نهايته لان ذريعة استمرار بقائه قد زالت، ولذلك نجد ان التناقض الكبير في تصريحات القيادات العسكرية الاميركية مع السياسية قد بلغت حدا انه لايمكن ان يعول او يصدق بها بل واخذ يستهزأ بها، ففي الوقت الذي يعلن فيه العسكريون وعلى رأسهم وزير الحرب الاميركي اسبر ان داعش قد فقد قدرته وقوته المعهودة نجد و في لحظة اخرى ينسى ما ذكره من قبل ليؤكد بقاء قواته في المنطقة لمواجهة داعش، وكذلك بومبيو الذي عرف وعلى مستوى الاعلام بانه قد سار في طريق سيده ترامب باستخدام الكذب والدجل ولازال يعزف خطر ايران ودعما للارهاب ولذلك لابد ان يكون لاميركا تواجدا في المنطقة، ومن الطبيعي جدا ان هذا التناقض قد وضع المراقبين في حالة لم يعد يعطوا الاهمية للتصريحات الاميركية لاي من القيادات الاميركية بدءا في ترامب الى اقل مسؤول فيها.

ولابد من الاشارة ان ترامب وباقدامه الاحمق والمتهور في استهداف الابطال قادة الانتصار على الارهاب الشهيدين السعيدين ابو مهدي المهندس وسليماني بانه ستفتح له الافاق بازالة العقبة الكاداء التي تضمن بقاء قواته في العراق والمنطقة، الا الحسابات كانت خاطئة من اساسها لان شهادة هذين القائدين قد فتحت الابواب مشرعة امام المقاومة لمواجهة الوجود الاميركي من خلال تنظيم صفوفها وبصورة يمكن القول والذي جاء على لسان احد قادتها "ان العد التنازلي لتحقيق السيادة العراقية والرد على القوات الاميركية في العراق قد بدأ، وان هذا القرار هو قرار عراقي بامتياز"، ولفت هذا القائد الميداني ان "المقاومة لم ولن تسمح بالتدخل ومن اي طرف كان وتعتذر عن الجواب عن اي طلب خارجي او داخلي لتأجيله حتى من الاصدقاء مع احترامنا لكل شركاء الدم والعقيدة"، وان هذا الامر لم يكن خافيا لدى اميركا لان ردود الفعل على استشهاد قادة الانتصار على الارهاب لم يقتصر على العراق وايران فحسب بل ان الاحرار وفي كل العالم قد اعلنوا رفضهم لهذا الاجرام الاميركي الغادر مما يعكس ان روح رفض لاميركا قد اتسع بحيث شمل عدة دول وشعوب مما لايمكن تصديقه قبل عملية الاغتيال الجبانة.

اذا فان امام ترامب وبعد الذي شاهده من ردود الفعل حتى في الداخل الاميركي عليه ان يرجع ولو قليلا على عقله ووعيه وان يستعجل باتخاذ القرار باجلاء جنوده من العراق وافغانستان وسوريا وفي بعض دول المنطقة وقبل فوات الاوان، لان قرار المقاومة وفيما اذا وضع موضع التنفيذ لا يستطيع ترامب ولا قياداته العسكرية ولا الداعمين له من بعض الدول والعملاء ان ينقذوا جنوده من ردة الفعل الغاضبة التي تثأر لدماء الشهيدين السعيدين ولكل الذي نالهم الضرر من التواجد الاميركي.