kayhan.ir

رمز الخبر: 109295
تأريخ النشر : 2020February16 - 21:07
هذا ما قاله السيد نصر الله عن الشهيد سليماني والمقاومة..

نصر الله: جريمة إغتيال الشهيد سليماني كسرت كل القيود وفتحت أبواب المواجهة المباشرة مع أميركا

الاهم وبحسب كلام السيد القائد اننا سنتحول الى قوة في المنطقة بعد هذا الانتصار لن يستطيع اي احد مواجهتها او القضاء عليها ،وانا على سبيل المزاح قلت للحاج قاسم أنه يكفينا الانتصار لكن ما حصل اننا خرجنا منتصرين وتحولنا لقوة على مستوى المنطقة ،فالكل كان ينتظر سحقنا خلال الحرب وهذا ما لم يحدث.

س- ما هي وجهة نظر وتحليلات الحاج قاسم بعد حرب تموز ،فنحن نعلم انه رجل عسكري في وقت ان ما تفضلتم به يقع في خانة المواضيع السياسية؟

ج- الحاج قاسم كان متعدد الجوانب وعلى مستوى السياسة كان صاحب فكر وليس فقط محلل للافكار وكان مبدعا في فهمه وقراءته للافكار والحلول التي قدمها ولأنه يتابع كل ما يجري وعلى صلة بالجميع فالمعطيات لديه كانت كبيرة وعقله وابداعه كان يوصل دائما الى استنتاجات مهمة ،وبرأيي كان الحاج قاسم سياسيا بأهمية جانبه العسكري فهو لم يكن يخطط للقادم من الايام بل لسنوات ومن جملة الامور التي ادخلها للمقاومة هو وضع برنامج عمل لثلاث سنوات وهذا لم يكن له وجود لدينا ،وقام بتقسيم السنة لأربع فصول وتم العمل على اساسها .

في الشأن السياسي كان يقرأ الامور بنفس الطريقة وكان الحاج قاسم يساعد فكريا دون تدخل وكان يقارب لبنان من منظار المنطقة ككل وكان يعنيه قوة المقاومة وحمايتها وان ما يجري في لبنان لن يؤثر على المقاومة.

س- كنت انا شاهدا على ردة فعل الحاج قاسم عند استشهاد رفاقه الاعزاء ،كيف كانت ردة فعله على استشهاد الحاج عماد والحاج ذو الفقار؟

ج- كان يمسك نفسه امام الاخوة لكن في الجلسات الخاصة كان يتألم جدا ويبكي بشدة لفقدهم وفي حادثة الحاج عماد كان موجودا في دمشق وكانا سويا وذهبا سويا للمطار وعاد الحاج عماد للبيت لكن قبل مغادرة الطائرة حصلت الحادثة فعاد الحاج قاسم وجاء الى لبنان وكان متأثرا جدا للعلاقة التي جمعته بالحاج عماد ثم كان يحمل نفسه جزءاً من المسؤولية فبرأيه أنه لو لم يأت الى دمشق لم يكن للحاج عماد ان يأتي من بيروت الى دمشق ولما كان استشهد ،وانا كنت احدثه بأن الامر ليس كذلك فهم كانوا ينتظرونه في دمشق سواء اتيت ام لا وفي نهاية المطاف لا يجب ان تحمل نفسك المسؤولية ،لكن الامر دائما كان موجودا في نفسه .

كذلك حصل مع الحاج ذو الفقار فهم كانوا في جلسة طويلة يتحدثون عن تطورات سوريا وغادر الحاج لمكان آخر وحصل في هذه الاثناء ما حصل للحاج ذو الفقار وقد حادثني الحاج قاسم تليفونيا وكان متأثرا جدا وقد كان دائم التردد لعائلة الشهيدين مع انه كثير الاشغال لكنه كان يخصص وقتا عند كل زيارة لبيروت لزيارة عوائل هؤلاء الشهداء .

س- هل لديكم اي ذكريات عن نشوب الازمة في العراق وسوريا وما المساعدة التي طلبها منكم؟

ج- تحولات العراق وداعش مثلا عندما بدأت السيطرة على مناطق من العراق عبر الارهابيين والجيش العراقي لم يكن مؤهلا في ذلك الوقت بسبب الانهيارات التي حصلت ،وسمعت ان بعض مخازن السلاح كانت خالية .

الحاج قاسم حضر شخصيا مع شخصيات من الحرس الثوري الايراني لبغداد واتصل بالعراقيين وفصائل المقاومة التي جمعته علاقة قديمة معهم وهو من نزل للميدان في البداية وحادثة طريق بغداد سامراء معروفة وكاد ان يقتل فيها الحاج قاسم ووقتها كانت الفتوى التاريخية للسيد السيستاني في موضوع الجهاد واعلان التطوع واقبال الناس للجبهات وهذا كا بحاجة لاستيعاب .

الحاج قاسم اتى في ذلك الوقت من مطار بغداد الى دمشق ثم بيروت والضاحية ووصل الي في 12 ليلا وقال لي انه مع طلوع الفجر اريد 120 قائد عمليات من اللبنانيين ،وانا استغربت ذلك في وقت متأخر ،لكنه قال أننا ان اردنا الدفاع عن الشعب العراقي ومحاربة داعش والعتبات المقدسة ليس لدينا خيار ،وقال انه يريد قادة وليس مقاتلين وقد قلت في خطاب بعد ذلك ان الحاج قاسم خلال 22 سنة من علاقتنا لم يطلب منا شيئا حتى لإيران إلا في هذه المرة للعراق وبقي معي واتصلنا بالأخوة وأمنا تقريبا 60 منهم بعضهم ممن كان في سوريا والبعض ايقظناهم وجئنا بهم من بيوتهم لأن الحاج قال أنه يريد اخذهم معه بعد صلاة الفجر وهذا ما تم بالفعل وقد غادر دمشق ومعه حوالي 60 من القادة الميدانيين لحزب الله وذهب بهم للجبهات في العراق فالمقاتلين كانوا هناك ويحتاجون من يديرهم ولم يتركني الى بعد اخذ تعهد مني بأن أرسل له بقية الاخوة في الايام القادمة وقد شعرت في تلك الليلة ان الدنيا كلها في عين الحاج قاسم هي العراق وكان يرى انها مصيرية وقد يقتل فيها وقد اخبرته بأنني كنت على علم من بعض الاخوة انه كان في موكب طريق سامراء بغداد وهذا خطير ،وقال أن الوقت ضيق جدا وكان عليه ان يمشي ليمشي الاخرون وان الحسابات مختلفة .

كان متأثرا مما يجري في العراق وكان مستعدا للموت لأجل حماية العراق والعتبات المقدسة ،فلو تمكنت داعش من السيطرة على العراق هذا كان سيهدد ايران والمنطقة لكن من كان سيدفع الثمن الاول هو الشعب العراقي اولا .

س- متى تعرفتم على الحاج أبو مهدي وأين تم أول لقاء بينكما وهل تتذكرون شيئا عن ذلك اللقاء؟

ج- انا تعرفت على الحاج ابو مهدي في بداية التسعينات بعد سنة 1991 _ 1992، قبل ذلك لم يكن هناك معرفة بيني وبينه وهو كان موجود في الكويت. بعد ذلك التقيت به في طهران وهو كان من القيادات الكبيرة لـ "قوات بدر" التي أصبحت فيما بعد بإسم منظمة بدر وسريعا بدأت علاقة مودة ومحبة واحترام بيننا وهو كان ايضا على علاقة جيدة مع أخواننا في لبنان ومع الأخ السيد ذو الفقار بشكل خاص ومع الحاج عماد مغنية ومع بقية الأخوة. فيما بعد هذه العلاقة تطورت بعد أن أصبح الحاج قاسم مسؤول بقوة القدس، لأن الحاج أبو مهدي يملك موقع مهم في العراق وايضا علاقته مع الحاج قاسم جيدة ونحن ايضا علاقتنا مع الحاج قاسم كانت جيدة هذا ما زاد من العلاقة والتواصل والتنسيق بيننا وبين الحاج أبو مهدي وايضا العلاقة أصبحت أقوى وأقرب في السنوات الأخيرة بسبب ما حصل في العراق يعني في مرحلة قتال "داعش" وذهاب اخواننا إلى العراق لمساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، فكان اخواننا على تواصل دائم مع الحاج أبو مهدي وهو أيضا كان يأتي إلى لبنان وقبل شهادته بثلاثة أشهر أو أقل هو كان في لبنان وفي إحدى الزيارات جاء برفقة عائلته.

وفي اللقاء الأخير بيني وبين الحاج أبو مهدي، قبل عدة أشهر جلسنا لساعات تحدثنا عن الوضع في العراق وتقييم الساحة الميدانية والأمنية والعسكرية وكيفية تقوية الحشد الشعبي كمدافع حقيقي عن الشعب العراقي وهو كان يقول أن "داعش" انتهت عسكريا ولدينا بعض الخلايا والبؤر الامنية سوف نقضي عليها أن شاء الله ولكن أنا أخشى أن تنتهي معركة "داعش" وأنا مازلت على قيد الحياة ويضع يده على لحيته ويقول لحيتي أصبحت كلها بيضاء وراسي أيضا وأنا بعد كل هذا العمر أخشى أن أموت على الفراش فأنا أطلب منك أن تدعو لي أن الله سبحانه وتعالى يرزقني الشهادة. نحن تقليدا لسماحة السيد القائد حفظه الله عندما يطلب أحد من سماحة السيد القائد أن يدعو له بالشهادة هو لا يدعو له بتعجيل الشهادة بل يدعو أن تكون عاقبته الشهادة واحيانا يمزح ويقول أن شاء الله بعد عدة أعوام المهم أن تكون عاقبتك الشهادة، وانا قلت للحاج أبو مهدي ذلك لن أدعو لك أن يعجل الله بالشهادة بل أدعو لك أن تكون عاقبتك الشهادة وأنت ايضا تدعو لنا ولبقية أخواننا، هذه كان أخر لقاء أيضا الحاج أبو مهدي ومعرفتنا به هو أنسان على درجة عاليه من الإخلاص والوفاء والتدين هو أنسان مسؤول ومجاهد حقيقي وسبحان الله فيه الكثير من المواصفات المشتركة مع الحاج قاسم سليماني وهذا أحد أسباب هذه العلاقة المميزة التي كانت قائمة بينهما.

س- الحرب في العراق أجبرت الحاج القاسم على التواجد أكثر في ميدان الحرب وكان يتواجد في الحقيقة في اي مكان ضروري في الخطوط الأمامية ورأيناه أمامنا في أوقات متعددة في عمليات استطلاعية وغيرها ، الم تكن تلك الظروف خطرة على حياته لقد كان يقحم نفسه فجأة في ميدان الحرب؟

ج- الحاج قاسم كان دائما في حالة خطر وكان دائما على الخطوط الأمامية وايضا الميادين التي كان متواجد فيها بالعراق وسوريا كانت دائما في دائرة الخطر وهو كان يرفض التواجد في الأماكن الخلفية كان يذهب إلى خطوط الأمام ويريد أن يشاهد بعينه ويقيم بشكل مباشر ويتواصل مع المقاتلين في الصفوف الأمامية ويذهب اليهم ويتواجد معهم وهو كان لديه هذه الطريقة، طبعا دائما نحن كنا نناقش الحاج قاسم فيها وهو لم يفعل ذلك فقط لأنه عاشق للشهادة. البعض كان يقول الحاج قاسم هو يريد أن يستشهد ويفتش عن قاتله ولذلك يذهب إلى هذه المناطق، هذا غير صحيح أو في الحد الادنى غير دقيق لأنه هو كان يعرف ايضا أن هناك مسؤولية شرعية على عاتقه وهو لا يجوز له أن يعرض نفسه للقتل بدون فائدة.

الحاج قاسم كان لديه رؤية وهي صحيحة بدرجة كبيرة جدا. كان الحاج يقول المعركة في العراق وسوريا بحاجة إلى ثبات كبير وشجاعة عالية وايضا صمود في جبهات القتال هذا الأمر لا يتحقق من خلال إدارة من الخلف، وحضور قائد بمستوى الحاج قاسم سليماني في الجبهات أهم ما فيه هو هذا التثبيت النفسي والمعنوي والروحي ووجوده في جميع الجبهات هي تعطي قوة هائلة للمقاتلين وتساعدهم على الثبات والصمود والبقاء رغم كل المخاطر والصعوبات التي كانوا يواجهونها، اضافة إلى الفوائد الأخرى التي تجعله كقائد أقرب إلى معطيات الميدان.

وأعتقد وما كنت أسمعه وأناقشه به أن البعد الروحي والنفسي والعاطفي في رأي الحاج كان على درجة عالية من الأهمية وهذا صحيح ونستطيع أن نرى افلام الفيديو الموجودة ونعرف كيف كان يتعامل مع الشباب الموجودين في الخطوط الأمامية وفي السواتر الأمامية. الحاج قاسم عندما يأتي الى المجاهدين يعانقونه ويقبلون يده ويبكون ويحتضنونه ويعاتبونه على مجيئه اليهم. هذا الأثر النفسي كان مهما جدا ولذلك ولدت ونشأت علاقة حب و ود وعشق بين المقاتلين والحاج قاسم سليماني وهذا ما كان ليتحقق لو كان يقود المعركة من الخلف هذا العشق سببه الحضور المباشر في الجبهات والنقاط الأمامية.

أيضا عندما بدأت الأفلام والصور تظهر في وسائل إعلام التواصل الاجتماعي انا تحدثت مع الحاج وأكدت أن هذا شيء خطير جدا وهو لم يكن يتعمد ذلك الحاج قاسم ولم يذهب إلى الخطوط الأمامية ويأتي معه بكاميرا لتصوره وانما كان الموجودين على الجبهات لديهم تلفونات وكانوا يصورون الحاج وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي فهو كان يقول هؤلاء الشباب موجودون في الخطوط الأمامية وعلى السواتر وجاهزون للموت فانا أخجل أن أخذوا منهم التلفونات وأقول لهم لا تصورو لأن هذا يشكل خطر علي نفسي .

أوائل الصور والأفلام التي نشرت عن الحاج قاسم سليماني لم ينشرها بنفسه ولا قوة القدس نشرتها بل فعل ذلك المقاتلون في الخطوط الأمامية الذين كانوا يصورون زيارته وتواجده بينهم، لم يكن هناك طريق أخر والحاج يقول أنا أخجل من هؤلاء الشباب المقاتلين أن أقول لهم لايجب أن تصورونني لأن هذا يشكل خطر على نفسي وهم يجلسون في مقدمة الخطر. هذا كان السبب الحقيقي للحضور الإعلامي الذي لم يكن مقصودا للحاج قاسم خلال السنوات الأخيرة.

س- هل كان لكم لقاء مشترك مع كلا من الحاج قاسم وأبو مهدي بعد هزيمة المشروع الداعشي التكفيري في سوريا والعراق ؟

ج- نعم، كنا في لقاء مشترك وهذه الصورة (صورة في مكتب السيد حسن نصرالله) هي عندنا في الضاحية (بيروت) لكن الأخوة عملوا لها مونتاج وهم يجلسون على كنباية في المكتبة وكنا سويا وايضا توجد صور نحن ثلاثيا (السيد نصرالله والحاج قاسم والحاج أبو مهدي) اجتمعنا في لقاء سويا وكان هدف اللقاء هو استعراض التطورات في العراق وما هو مطلوب منا وكيف نحن نساعد في المرحلة المقبلة من جهة ومن جهة أخرى اذا حصلت حرب على لبنان او المنطقة ماذا يمكن للأخوة العراقيين أن يساعدوا في مواجهة هذه الحرب.

س- متى كان آخر لقاء بينكم وبين الحاج قاسم ؟

ج- كان يوم الأربعاء، الحاج قاسم استشهد صباح يوم الجمعة. كان الحاج يوم الأربعاء في بيروت قبل صلاة العصر، جلسنا لساعات وقمنا بصلاة سويا وثم ذهب الحاج إلى دمشق. طبعا هو لم يكن مقررا أن يأتي إلى لبنان، لأنه كان قبل اسبوعين ولم يكن هناك حاجة لمجيئه إلى لبنان. قبل مجيئه إلينا بيومين انا سألت أحد الأخوة المسؤولين والذي كان يتواصل مع الحاج قاسم بشكل دائم، سألته عن أخبار الحاج وهل هو في طهران أم بغداد، قال لي أنا تكلمت مع الحاج اليوم وسألته هل سيأتي إلى لبنان، قال لا لأنه قبل أيام كان في لبنان وهو مشغول لأنه يريد السفر إلى العراق. يوم الثلاثاء مساء قبل استشهاده أتصلوا بنا وقالوا الحاج قاسم وصل إلى دمشق وهو سيبقى في دمشق ويوم غدا سيأتي الى بيروت وأن أستغربت فهو قبل أسابيع كان في لبنان وهو مشغول في قضايا العراق الأخيرة.

التقيت انا والحاج قاسم عصر يوم الأربعاء وجلسنا وكان لدى مواعيد أخرى ألغيتها وايضا نلتقي أنا والحاج بعد صلاة المغرب نقوم بالصلاة سويا ونجلس إلى 6 أو 7 ساعات، قال الحاج قاسم أنا لا أحتاج الى وقت فقط أتيت الى لبنان لكي أراك وليس لدي عمل معك ولا شيء أبحثه معك لانني قبل أسابيع كنت هنا ولذلك انا فقط أريد ساعة فقط نجلس ونتكلم سويا وبالفعل جاء الحاج وجلسنا ولم يكن هناك موضوع خاص انا تفاجأت جاء الى الضاحية (بيروت) وقلت له لماذا زاحمت نفسك واتيت؟ قال انا فقط أتيت لكي أراكم وسأل عن الأوضاع وبعض النواقص والصعوبات التي يساعد الأخوة بمعالجتها بشكل شهري، فهو حل مشكلة أربع أشهر دفعة واحدة وقال انتم ابقو مطمأنين ولا مشكلة على الأطلاق.

تحدثنا انا والحاج قاسم وكان الحاج أكثر مرة سعيدا مع انه لديه هموم كثيرة في مناطق أخرى وكان يمزح ويضحك كثيرا، انا قلقت عليه وكنت في اللقاء السابق قبل أسابيع قلت للحاج قاسم أنهم في امريكا يركزون كثيرا عليك في وسائل الاعلام ويوجد عندي مجلة عليها صورك في الصحفة الأولى وهي من أهم الصحف والمجلات الامريكية وكان عنوان المقال الجنرال الذي لا بديل له، وسألت بعض الأخوة الذين يعرفون جيدا في الولايات المتحدة الامريكية قالوا هذه المقدمات هي عمليات لاغتيال ويجب أن تكون محتاط وكان الحاج يضحك ويقول هذا جيد اذا يفعلون ذلك وهذا يحقق امنيتي.

انا قلت للحاج قاسم أنت الليلة تبقى عندنا، قال هو يريد أن يذهب الليلة الى دمشق ويريد أن يرى الأخوة في دمشق ويسافر إلى بغداد. عندما يأتي الحاج الى المكتب الأخوة يأتون في الكاميرا ويبدأون التصوير لكن المرة الأخيرة، قال الحاج للأخوة اين الكاميرا نريد أن نتصور انا والسيد وكنا نتصور في حالات بالصلاة ووقوفا وجلوسا وهو يتوضى ونحن لم ننشر كل هذه الصور لكن كان ملفت جدا اصراره على الأخوة أن يأتوا بالكاميرا ويبدأوا بالتصوير.

هذا كان آخر لقاء بيني وبين الحاج قاسم وانا قلت له حاج ارجوك لا تذهب إلى بغداد لأن الوضع ليس جيد ومقلق وأجابني يجب أن أذهب لانني أريد ان ألتقي برئيس الوزراء هناك وايضا هناك رسائل مهمة نريد ان نوصلها ونسمع إليها ولا يوجد طريق أخر.

س- متى سمعتم خبر شهادته؟

أنا كنت جالسا في الساعة 12 مساء وعادة عندما أقرأ ابقي التلفزيون مفتوحا أمامي لكن بدون صوت واحيانا اضع على بعض القنوات الاخبارية حتى اذا كتبوا خبر عاجل فعندما أقرأ بين الحين والأخر انظر الى التلفزيون اذا كان من خبر عاجل فوجدت خبر عاجل على القناة الفضائية، يقول قصف صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد انا قلت من الممكن لأنه كان يوجد توتر في العراق بعد أن قام الامريكيون بقصف قواعد الحشد الشعبي في منطقة القائم وما حصل في محيط السفارة الامريكية في بغداد بعد قليل جاء خبر عاجل يقول أن الامريكيين أستهدفوا سيارات ينتمون إلى الحشد الشعبي كانت قرابة الساعة 1 ليلا وانا مباشر كنت أعلم ان الحاج سليماني سيذهب من دمشق إلى بغداد. اتصلت في الأخوة لأن الذين يذهبون مع الحج الى دمشق هم من المجموعة التي تعمل في حمايتنا وسألت الأخوة من المفترض اي ساعة تنطلق من دمشق قالوا الساعة 6 عصرا وقلت الحاج يكون خرج من المطار ولكن قلت لهم اتصلوا إلى مطار دمشق وأسالو أي ساعة تتحرك الطائرة فقالوا الطائرة تحركت متأخرة الليلة.

انا في تلك اللحظة أنتهى الموضوع عندي وقلت أن الحاج استشهد وأيقظت أحد الأخوة المسؤولين وقلت له أتصل بطهران وتابع الموضوع لأن كنا نتواصل مع الأرقام عندنا في بغداد ولكن لم نجد الأخوة وهنا ازداد القلق فاتصلوا بطهران وايضا من طهران بدأوا يتصلون ببغداد وتقريبا خلال وقت قصير تبين خبر استشهاد الحاج يعني استطيع أن أقول أنا منذ اللحظة الأولى للحادثة أنني أدركت أن هذا الموكب هو موكب الحاج قاسم لأنه عندما ذكروا بعض الأسماء من الأخوة العراقيين من "آل جابري "، فسألت بعض الأخوة قالوا أن هذا الأخ هو الذي يأتي الى مطار العراق لاستقبال الحاج قاسم وهذا الأخ هو استشهد في هاتين السيارتين.

في جميع الأحوال أنا في تلك الليلة في الدقائق الأولى للحادث كنت أتابع هنا مع الأخوة في طهران وفي بغداد إلى حتى أن تأكدنا من حصول هذه الحادثة المؤلمة.

س- أشرتم خلال حديثكم الى أن شهادة الحاج قاسم ستكون نقطة تحول في التاريخ وقسمتم التاريخ من تلك اللحظة وما بعد الى قسمين، ما المقصود؟

ج- لعدة أسباب أولا أن قيام الولايات المتحدة والأدارة الامريكية وحتى الأن ترامب في هذه الأيام في خطابه ما سمى بـ "حال الأتحاد" هو يقول أنا قتلت الحاج قاسم سليماني وأنا أصدرت الأوامر بقتله، هذا ما قامت به امريكا وتبنيها العلني هذه خطوة كسرت كل الخطوط الحمراء وكانت خطرة جدا والأدارة الامريكية هي التي تجاوزت الخطوط الحمراء وهذا سيوضع محور المقاومة وشعوبنا وامتنا في مواجه مباشرة مع الأدارة الامريكية هذا جديد وسيكون على مستوى المنطقة.

المواجهة قد تأخذ أشكالاً متنوعة ومختلفة سياسية واقتصادية وامنية وغيرها وهي فتحت الأبواب للمواجهة ومن جهة أخرى عندما تتجه الأمة لتكتشف عدوها الحقيقي وتشخص الشيطان الأكبر كما شخصه سماحة الأمام قبل أكثر من أربعين أو خمسين سنة، وتتجه في معركتها الشاملة باتجاه العدو الاساسي وهذا سيؤدي الى تحولات كبيرة ومهمة جدا ومصيرية وتاريخية في المنطقة.

راهنوا بقتلهم للحاج قاسم والحاج أبو مهدي وأخوانهم الشهداء أن محور المقاومة سيضعف وايران ستخاف، ايران كان موقفها صلب وشجاع عندما اتخذت قرار بضرب القاعدة الامريكية في العراق وافترضوا أن محور المقاومة سيتراجع والشعوب التي تواجه أمريكا وأدوات اميركا ايضا ستتراجع. مثلا في اليمن الانتصارات التي حصلت قبل ايام في المعركة التي سماها الإخوة اليمنيون بـ "البنيان المرصوص" كانت انتصارات عظيمة وكبيرة وحاسمة في مسار الأمور في اليمن وهذا حصل بعد استشهاد الحاج قاسم سيماني. أنا في تأبين الشهيد الحاج قاسم وابو مهدي أكدت أن مسؤوليتنا في كل ساحات وميادين المواجهة في محور المقاومة أن نتقدم لا انا نتوقف ولا أن نتراجع لأن هذه يعني أن العدو حقق أهدافه بقتل هؤلاء الأعزاء.

اليوم هناك في سوريا واليمن تقدم كبير وفي العراق ايضا الحشد الشعبي والقوات العراقية تكمل تنظيف الخلايا التي برزت من جديد لداعش . وفي جبهة فلسطين موقف المقاومة والشعب الفلسطيني موقف صلب وقوي جدا. في كل الساحات أنا أعتقد أن دماء الحاج قاسم وأبو مهدي والشهداء أعطت دفقاً هائلاً لحركات المقاومة. وفي حزب الله بعد استشهاد الحاج قاسم كثير من الأخوة طلبوا الإذن وتوفير فرصة العمليات الاستشهادية لهم. في الحقيقة هذا التحول الروحي من جديد هو مرحلة تاريخية جديدة وبالنسبة لإيران هي ولادة جديدة للثورة الإسلامية وانا أقول اليوم هي ولادة جديدة للمقاومة ولمحور المقاومة ولثقافة المقاومة.

س- كيف ترون مستقبل المنطقة ومسائل المقاومة وفلسطين وتحرير فلسطين بعد شهادة الحاج قاسم، هل ترون ذلك قريبا أم انكم ترون تحرير فلسطين بات مؤجلا ؟

ج- لا، الأمر لن يتأخر بسبب شهادة الحاج قاسم بل بالعكس قد يتقدم لانه كما ذكرت شهادة الحاج قاسم أوجدت هذه الروحية الجديدة وهذا الأندفاع الكبير. أنا أعتقد بأن لن يكون هناك مجال للقلق بسبب عناية الله سبحانه وتعالى بالمجاهدين والذين يصفهم أمير المؤمنين بانهم أولياء الله أو خاصة أولياء الله عزه وجل.

ثانيا ببركة ووجود سماحة القائد دام ظله والجمهورية الإسلامية التي تقف بصلابة وقوة كشعب ومسؤولين في مواجهة كل الأخطار والتحديات ومحبتها واحتضانها لجميع شعوب المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة. وأن شاء الله الأخوة المسؤولون سيتابعون و يستفيدون من تجربته وطريقته، وأعتقد انهم سيدفعون الأمور بقوة إلى الأمام لذلك نحن لسنا قلقين ونحن واثقون الاستمرار بهذا الطريق بقوة اكبر وعزم أرسخ و اليوم حضور الحاج قاسم والحاج أبو مهدي المهندس بيننا يمكن أن يكون أكبر بعدما أن انتقلوا الى ذلك العالم أن تأثيرهم سيكون أكبر وأهم وايضا أخلاصنا لهم وحبنا لهم سيدفعنا لبذل المزيد من العمل والمزيد من الحضور والمزيد من الجهد لتحقيق أهدافهم أن شاء الله.

س- يعتقد الكثيرون أن شهادة الحاج قاسم مرتبطة بصفقة القرن، هل تظنون ذلك؟

ج- هي جزء من المعركة، أن ترامب والأدارة الامريكية يدافعون عن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ويريدون حماية "اسرائيل" ويريدون أن يفرضوا ما يسمى بصفقة القرن على الشعوب وعندما يبحثون سيجدون أن هناك شخصية مركزية مهمة جدا في هذه المواجهة والذي اسميته أنا الشخصية المتكررة يعني الحاضرة في أكثر من بلد فأرادوا حذفه بطبيعة الحال لتحقيق أهدافهم ومن أهم اهدافهم في هذه المرحلة هو صفقة القرن.

س- في السؤال الأخير نريد نترك لكم المجال لأي اضافات شخصية ؟

ج- طبعا من أعظم النعم الإلهية في حياتي هي كانت معرفتي بالحاج قاسم سليماني وهذه الأخوة والصداقة التي قامت بيننا كانت كأخوين حقيقيين من مودة ومحبة وعاطفة وصداقة وايضا وحدة فكر في 98 بالمئة من الأمور وهذا الاختلاف يمكن لأحدنا أن يقنع الأخر بسبب الثقة والمحبة التي بيننا. طبعا الحاج قاسم بالنسبة لي كصديق وأخ، كنت اشعر بدعم قوي من خلال وجوده واستطيع ان أقول أنه في العشرين سنة الماضية كان الحاج قاسم سليماني من الأشخاص القلائل الذين كنت أتحدث عنه ومعه كأخ وحبيب وعزيز وأنا أحبه كثيرا و أثق به وايضا في حياة كل شخص ممكن أن يكون هناك أثنان أو ثلاث ويمكن أن يكون الحاج قاسم سليماني واحد منهم رحمه الله.

أنا دائما كنت حاضر أن أفدي الحاج قاسم بروحي وفي أحد الأيام كنت جالساً بعد الصلاة خطر في بالي ما يلي: أن ملك الموت جاء وقال لي أنا ذاهب إلى إيران لأقبض روح قاسم سليماني لكن الله سبحانه وتعالى جعل استثناء وقال لي أذهب الى فلان وقل له هناك خيارا أخر لتأجيل قبض روح قاسم سليماني وهي ان نقبض روحك (السيد نصرالله)، أنا في ظل هذه الفرضية كنت افكر في نفسي ماذا أقول لملك الموت أقول له قطعا أنت خذني واترك الحاج قاسم سليماني.

فيما بعد ذكرت هذا لبعض الأخوة عندما كنا نتناقش واحيانا نتيجة العمل يحصل بعض المشاكل مع الأخوة فأنا كنت اقول لهم أن الحاج قاسم بالنسبة لي هكذا فأحد الأخوة قال لي كيف تفكر بهذه الطريقة؟ أنا قلت له أولا الحب والأخوة والعاطفة الذي بيني وبين الحاج قاسم وثانيا أنا أعتقد أن وجوده يخدم الإسلام والمسلمين و الأمة والمقاومة أكثر بكثير من وجودي أنا . المسألة ليست مسألة عاطفة فقط وانما أنا اعتقد بهذا الرجل وبوجوده المبارك، هذا ماكان يمثله لي على المستوى الشخصي.