kayhan.ir

رمز الخبر: 108167
تأريخ النشر : 2020January24 - 21:48

العراقيون زلزلوا عرش ترامب


مهدي منصوري

التظاهرة الاكثر من مليونية والتي قل نظيرها في العالم والمنطقة، اذا ماإستثنينا التظاهرة الماروثينية لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع).

وبالامس ينبغي ان يقف كل الاحرار في العالم اجلالا واحتراما لارادة الشعب العراقي الحرة التي رفعت صوتها عاليا وبهذا الزخم الجماهيري معلنة رفضها للتواجد الاميركي في العراق. ولا نغالي اذا ماقلنا ان الزلزال العراقي ستكون صدمته على ترامب وادارته كبيرة وشديدة لان هذا الاهبل وجوقته ادركوا جيدا وبأم اعينهم ومن دون رتوش الى ان ما بذلته ادارته وكل الدول الحليفة في المنطقة والعالم وعملاؤهم في الداخل من امكانيات هائلة سياسية واعلامية ولوجستية والاموال الطائلة من اجل تثبيت مواقعها في العراق والمنطقة، الا ان هذه التظاهرة عكست وبوضوح ان الشعب العراقي الابي لم ينساق وراء الاغراء المالي والاعلام المأجور المزيف الذي يريد اخفاء الشمس الساطعة بغربال.

بالامس وبتظاهرات الشعب العراقي غير المتوقعة والمنتظرة له ولاعدائه المجرمين في الداخل قد اثبت ان العراقيين لازالوا يقفون وبثقلهم مع توجهات المرجعية العليا والتي اعلنت تأييدها الكبير لهذه التظاهرات من خلال خطبة الجمعة والذي ليس فقط اعطاهم كامل الحرية بالمطالبة بما يرونه ضروريا لصيانة السيادة الوطنية بحيث فتح الافاق امام القوى السياسية والحكومة العراقية ومجلس النواب ان تحذو حذو الشعب العراقي وتؤدي دورها الفاعل في اعداد الخطة اللازمة لاخراج القوات الاميركية وطردها من العراق وبأسرع وقت ممكن، وان أي تلكؤ او تقصير في هذا الأمر سيكون له تبعات خطيرة لابد ان يتحملها من يقف عائقا دون تنفيذ قرار مجلس النواب.

وتظاهرات العراقيين بالامس شكلت رسالة سلمية واضحة للاميركان من ان يفكروا وبجدية في اخراج قواتهم قبل ان يتغير لون وصورة الرسالة الى صورة اخرى قد تفرض عليهم ان يحملوا جثث جنودهم في صناديق الموتى، وعلى ترامب وجوقته المجرمة التي تحاول اللعب على الحبلين بالتعلل الكاذب والذي صرح به احد المسؤولين ان اميركا لا تخرج من العراق لان القرار الصادر ليس حكوميا بل صادر عن مجلس النواب، مما يعكس غباء ترامب وادارته من ان قرار مجلس النواب هو قرار الشعب العراقي الذي جسده بالامس في الشارع ولابد عليهم ان يقرأوا الرسالة جيدا وقبل فوات الاوان.

ولا نغالي اذا قلنا ان شعوب المنطقة والاحرار في العالم اجمع قد ملكتهم الغبطة والسرور عند ما يرون شعبا يقف بكل قوة امام الغطرسة الاميركية الزائفة وانهم يتمنون ان يكونوا في مثل هذا الموقف ببلدانهم، الا ان الارادات السياسية التي تحكمهم المرتهنة بيد الاميركان تقف عثرة امام التعبير عن احاسيسهم الجياشة ضد اميركا وجرائمها في كل العالم والتي ازكمت الانوف.

واخيرا وفي رد قاطع يتناسب مع حجم الغضب الشعبي العراقي ضد اميركا وعملائها ان تذهب القوى السياسية وحرصاً على وحدة العراق واستتباب الامن فيه ان تضع نداء المرجعية العليا للتنفيذ وذلك بالاسراع في تعيين رئيس وزراء جديد وباسرع وقت ليكون ثمرة جيدة للتظاهرات ولتشكل صفعة قوية ليس فقط لاميركا بل لكل حلفائها الذين لا يريدون لهذا البلد الاستقرار والازدهار.