kayhan.ir

رمز الخبر: 108166
تأريخ النشر : 2020January24 - 21:48

العراق ساحة لتصفية الحسابات ؟!!


ماجد الشويلي

لم اجد عبارة اكثر ازدراءً بالعراقيين، من تلك التي تلوكها الالسن سواء كانت عن قصد ومعرفة ، ام عن جهل واقتفاء لاثر الجاهلين . الا وهي عبارة <<العراق ساحة لتصفيات الحسابات>>

إن اول مافي هذه العبارة من تحقير وتوهين للعراقيين ، واقسى ما فيها ، هو انها تسلب عن العراقيين الارادة ،والعزم، والغيرة ، والشجاعة .

وكأنهم لايغيظهم احتلال، ولا قدرة لهم على دفع الضرر عن انفسهم او اعراضهم .

إن هذه العبارة تعني فيما تعني

ان العراق صاحب اول ثورة في الوطن العربي ضد الاستعمار البريطاني عام 1920 بات اليوم مستأنسا بالاحتلال وراضيا به ولايجد في ضيرا.

ان هذه العبارة تعني فيما تعني أن العراقي قد فقد غيرته ومروءته وشجاعته.

تعني أن العراقيين انسلخوا عن قيمهم وانتماءاتهم لامتهم الاسلامية والعربية، ولم يعد لهم دخل فيما تقترفه امريكا بحق اخوانهم في بقية البلدان.

تعني أن العراقيين عاجزين عن منع غيرهم من اللعب بساحتهم ولاحول لهم ولا قوة وانهم يستعطفون الاخرين وترجون منهم الكف عن النزاع.

انها تعني أن العراقيين فقدوا شجاعتهم ولم يعد بوسعهم تسمية الاشياء بمسمياتها فيقولوا للظالم انت ظالم وللمظلوم انت صاحب حق

انها تعني ان العراق لايفرق بين من يعبر المحيطات وليس لنا معه اي مشترك لا ديني ،ولافكري ،ولا عرقي ،ولا تاريخي ، ولاجغرافي (امريكا) وبين الجار الذي تربطك معه الجغرافيا ،والتاريخ ،والعقيدة والمواقف الحميدة (ايران).

انها تعني ان العراق اسقط كل حساباته مع امريكا ولم يعد له معها اي حساب .

لا الاحتلال ولا قتل مئات الالاف من ابنائه ولاتدمير عشرات الالاف من منشآته الحيوية ولادورها الخبيث بقمع انتفاضته الشعبية(ليس له اي حساب).

تعني ان العراق عاجز عن بيان ماهية هذه الحسابات التي يتم تصفيتها على ارضه وكم هي الجهات التي تتصارع على ارضه.

ان هذه العبارة تجهل أن العراق تعرض للغزو عام 1914من قبل البريطانيين ويومها لم تكن هناك ثورة اسلامية في ايران.

انها تجهل ان امريكا ساهمت باغتيال عبد الكريم قاسم لانه دفع بالعراق نحو السوفيت وحينها لم تكن هناك ثورة اسلامية في ايران.

انها تتغاضى عن حقيقة ان العراق كان مسرحا للاحداث بين القوميين واليساريين والاسلاميين قبل وجود ثورة اسلامية في ايران.

انها عبارة تقفز على حقيقة ان العراق كان مسرحا لتنفيذ اجندات امريكا حين دفعته للهجوم على ايران بحرب ثمان سنوات.

انها عبارة تقفز على حقيقة ان العراق بات مرتعا لقوات التحالف بعد اخراجه من الكويت.

ان هذه العبارة اولى ان تكون إن العراق ليس ارضا للاحتلال وليس ارضا لتصفية الحسابات.

مغزى هذه العبارة أن بامكان اي احد أن يحتل العراق ويسيطر على مايشاء فيه شريطة ان يكون ذلك دون عراك

تعني ان العراق مشلول واختار ان يكون منفعلا غير فاعل على الدوام

انها الاهانة الكبرى للعراق ناهيك عن غياب النية بالدفاع عنه بذريعة هذه العبارة !!