ذكرى فجر الجرود أوّل انتصار دولي حاسم على الإرهاب
عمر عبد القادر غندور
ليس صدفة أن تتوالى المواقف والتصريحات والتعليقات حول سلاح المقاومة وضرورة أن يكون قرار السلم والحرب بيد رئيس الجمهورية، حفاظاً على الاستقرار والشراكة والوحدة الوطنية وعلى عدم انتهاك دور المؤسسات!
مثل هذا الكلام أطلقه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في مؤتمره الصحافي المركزي والذي تزامن مع الاحتفالات بانتصار عملية «فجر الجرود» الذي سطّر فيها الجيش اللبناني والمقاومة انتصاراً حاسماً لم يتسنّ لجيوش كبيرة لم تحسم حتى الآن معركتها مع إرهاب ينخر عظامها ويهدّدها في أمنها واستقرارها وحياة مواطنيها.
لم يكن النائب سامي الجميّل موفقاً أبداً عندما قال إنّ المقاومة ليس لها علاقة بالدفاع عن لبنان، وهو يرى انّ انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 وهي الحرب الوحيدة التي قدّمت فيها المقاومة لبنان كأصغر دولة في مساحتها أوّل انتصار عربي على الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر، وهو ما لم تحققه جيوش تملك آلاف المدرّعات ومئات الطائرات ومئات الألوف من العسكر يعلوهم جنرالات وهيئات أركان وأكاديميات عسكرية ونظرية، وهي المقاومة ذاتها التي شاركت الجيش اللبناني عملية «فجر الجرود» في 2017 وأدّت إلى تطهير التراب اللبناني من رجس الإرهاب التكفيري واستئصاله من جذوره بعد ان ارتكب المجازر بحق اللبنانيين وزرع الخوف والموت ردحاً من الزمن الصعب، وهو ما لم تحققه جيوش حتى الآن.
وليتصوّر اللبنانيون كيف كان حالنا لو تغلغلت العناصر التكفيرية، بأسلحتها وأفكارها في مدن وقرى السلسلة الشرقية، لو لم تنجح المقاومة والجيش كلّ في ساحة عملياته من القضاء على هذا الوباء ، بفضل شهداء الجيش والمقاومة!
أما القول انّ الجيش بمقدوره ان يقوم مقام المقاومة فهذا يسعد الجميع إذا وفر ما توفره المقاومة من سلاح وعتاد وعلم وخبرة وتخصّص وتوازن في الإمكانيات ولا نقول توازن الرعب، بل توازن المنطق واحترام الحقيقة واحترام عقول الناس.