نتنياهو البديل لداعش الاميركي
الاعتداءات الصهيونية على معسكرات ومقار الحشد الشعبي والتي أكدت مصادر استخباراتية صهيونية التي تنفذها تل أبيب في العراق تتم بتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة، وتحظى بدعم دول خليجية، ولم يقف هذا الامر عند هذا الحد بل ان نتنياهو اعترف بنفسه بذلك بحيث تمادى في الامر الى الحد الذي اخرجه من كل الاعتبارات والاعراف الدولية بارسال التهديدات الجوفاء بان ليس فقط الاجواء العراقية مفتوحة امامه بل انه سيستهدف كل مقرات المقاومة وفي البلدان الاخرى والتي بزعمه تشكل خطرا على "اسرائيل"، مما يعكس ان اميركا التي فشلت من تحقيق اهدافها في العراق من خلال تحالفها الهش في انهيار ذراعها "داعش" لجأت الى البديل حليفتها "اسرائيل" بالقيام بدور قذر باستهداف مواقع الحشد الشعبي الذي لقن ليس فقط الارهابيين بل اميركا وحلفائها درسا قاسيا لايمكن ان تمحى من ذاكرتهم.
وواجه الاعتداء الصهيوني على مقرات الحشد غضبا شعبيا ورسميا كبيرا بحيث طالبت اوساط المقاومة من الحكومة العراقية ان تتخذ موقفا جريئا وصريحا من هذه الاعتداءات وبصورة تقطع دابرها مشيرة ان الحكومة لديها خيارات كثيرة لانهاء مسلسل استهداف قواعد الحشد الشعبي من خلال شراء منظومات دفاع جوي روسية او ايرانية لحماية اجواء بلاده من الخروق الاميركية.وفي الوقت نفسه حملت كتائب حزب الله، الاميركان مسؤولية استهداف القواعد العسكرية العراقية، محذرة من ان جميع الحصون الأميركية تحت مرمى صواريخها ورعبها المزمجر.
ولما كان امن المنطقه الاقليمية التي يشكل العراق محورا أساسياً فيه هو امن مشترك وحمايته مسؤولية دوله كافة، فان استهداف "إسرائيل" لسيادة العراق تعرض امن المنطقة إلى خطر وستخلط الأوراق .كما اشارت بذلك اوساط سياسية عراقية.
ولابد من الاشارة الى اعتراف نتيناهو الصريح باستهدافه مقرات الحشد الشعبي فانه نيابة عن اميركا سيضعه في موقف صعب جدا خاصة وانه اليوم يعيش الاجواء الضاغطة سواء في الداخل الصهيوني وغيره، خاصة بعد عجزه الفاضح في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي اخذت تقض مضجعه بحيث لم يمر اسبوع الا ويتعرض مستوطنيه الى عملية قتل من قبل ابناء المقاومة الفلسطينية ومالعملية الاخيرة في الضفة الغربية والتي اسفرت عن مقتل مجندة صهيونية واثنين من قطعان مستوطنيه بحيث اثارت حفيظة الاوساط الاعلامية الصهيونية التي اكدت ان بوجود نتنياهو قد فقد الاسرائيليون الامن وانهم يعيشون هاجس الخوف المستديم. ولذا ومن اجل الخلاص من هذه الاجواء ونقل المعركة الى الخارج قام باستهداف مقرات الحشد الشعبي في العراق ان يخرج من هذه الازمة اولا وان يعطي رسالة انه القادر على توفير الامن للصهاينة.
واخيرا فان على نتنياهو ان يفهم ويدرك انه اعجز واحقر من ان ينال من المقاومة او يسكت صوتها او يخفف من حدة حركتها نحو مطاردة الدواعش الاميركان في العراق وسوريا وقطع دابرهم والى الابد، ولا نغفل ان المؤشرات السياسية على الساحة الاسرائيلية تؤكد وبوضوح ان نتنياهو اليوم يعيش في حالة من القلق الكبير من الانتخابات القادمة والتي لن يكون له نصيب فيها وانه سيفقد منصبه وليذهب الى مقره الجديد في احد سجون الاحتلال التي تنتظره بعد محاكمته عن جرائمه وفساده الكبيرين.