واشنطن تحلم .. "داعش" لن يبقى
اشارت وسائل الاعلام الاميركية الى ان "ترامب رغم اشارته بهزيمة تنظيم داعش الا ان مسؤولي الدفاع في المنطقة ينظرون الى الامور بطريقة اخرى، معترفين بان ما يتبقى من التنظيم الارهابي موجود ليبقى".
واشارت صحيفة نيويورك تايمز الى: "ان تقرير المفتش العام الاميركي الذي صدر اخيرا حذر من ان تخفيض عدد القوات الاميركية في سوريا من ألفي جندي الى مادون النصف من هذا العدد والذي أمر به ترامب مما يعني ان الجيش الاميركي اضطر الى تقليص دعمه لقوات شركائه السوريين في قتال داعش"، وخلصت الى القول: "انه لا يمكن للقوات الاميركية والدولية الان سوى محاولة ضمان ان يبقى داعش". وقد صاحب هذا الامر وبشكل ملحوظ ان الامم المتحدة ومنذ فترة بدأت بالترويج من خلال تقارير خبرائها ان اعداد داعش تتزايد وانها ستعود الى العراق وهي اكثر استعدادا وقوة وقدرت اعداد الموجودين منهم بين 25 الى 30 ألف داعشي مما يعكس ان هذه التصورات تنسجم مع ماتحمله من افكار في تهديد المنطقة وتخويفهم وارعابهم من جانب وتوفير الاجواء لبقاء هؤلاء المجرمين في المناطق التي هم فيها الان او ايجاد ملاذات امنة لهم وتحت الحماية الاميركية ليكونوا شوكة يمكن لواشتطن ان تستفيد منهم لايذاء او فرض شروطها على بعض الدول.
من خلال ما تقدم يعكس الحقيقة المرة وهي أن الاميركان الذين صنعوا هذا التنظيم الارهابي لتحقيق اهدافهم في المنطقة وحسب ماصورته مخيلتهم القاصرة بحيث قدموا له الامكانيات اللوجستية والمالية والاعلامية الهائلة الا انهم وبعد الهزائم المتكررة واللاحقة التي يمنى بها الارهابيون في سوريا والعراق اصبحوا اليوم وبعد في مفترق طرق خطير، والذي ليس فقط اصابهم بل اصاب كل الداعمين من حلفائها في حالة من الدوار والذهول لانهم لم عجزوا ولهذه اللحظة من ايجاد ملاذات آمنة لهم لضمان استمرار بقائهم،وفي الطرف المقابل لا يستطيعون اعادتهم الى البلدان التي جاؤوا منها لرفض الكثير من هذه البلدان استقبالهم بحيث فقدت الادارة الاميركية خاصة ترامب صوابها، وبدلا من ان تبحث عن الحل الناجع لهذا الامر فانها وقعت في الطريق الخطأ مرة اخرى والذي ابتدأت فيه وهو ان هذا التنظيم وجد ليبقى، الا انه و في الطرف المقابل تدرك اميركا و حلفائها و من يقف معها ان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق لان قرار الشعبين العراقي والسوري اللذين ذاقا مرارة الآلم والمعاناة والويلات من هذا التنظيم انه لا يمكن ان يقر لهما قرار الا بالقضاء عليه او طرده من اراضيهما ومهما كلف الثمن والا فان وجود داعش المدعوم اميركيا وصهيونيا وسعوديا يشكل لهم حالة من القلق والارباك الكبيرين وتهديدا مباشرا لامنهما واستقرارهما من خلال قيام هذا التنظيم الاجرامي وباوامر اميركية باعمال ارهابية تستهدف المدنيين والبنى التحتية لبلديهما.
اذن فعلى واشنطن ان تعيد حساباتها وبصورة جدية خاصة في موضوع عصابات داعش الاجرامية وان تأخذ قرارها الجرئ اما بالعمل على اخراجهم واعادتهم الى البلدان التي جاؤوا منها، او انها تسلمهم لان يكونوا طعمة سائغة لغضب الشعبين العراقي والسوري ليأخذا حقهما الطبيعي وذلك بالقصاص منهم والقضاء عليهم. لانه ومن خلال المؤشرات على الارض خاصة بعد الهزائم المنكرة التي منوا بها لايستطيعون ان يحققوا لاميركا اهدافها بل ستكون هي الخاسر الاول والاخير.ناهيك عن ان الضربات المتلاحقة التي يواجهها التنظيم هذه الايام في العراق وسوريا وهي ضربات موجعة ومؤلمة جداً ستستمر حتى يلاقوا حتفهم الاخير ليلحق بهم بعد ذلك القوات الاميركية الغازية التي ليس لها الا الرحيل والرحيل فحسب التي تأتي مصداقا للاية الكريمة " ضعف الطالب والمطلوب".