kayhan.ir

رمز الخبر: 99543
تأريخ النشر : 2019August18 - 20:57

كل مصائب العراقيين من أميركا

مهدي منصوري

لا يمكن لذاكرة العراقيين ان تنسى ما جنته اميركا من ويلات ومصائب لهم والتي سبقت الغزو لانها مارست حصارا قاتلاً وخانقاً بالاضافة الى التدمير المتعمد لكل البنى التحتية من مصادر الطاقة والزراعة وغيرها، وجاء الغزو الغاشم الذي كان "ثالثة الأثافي" كما يقولون اذ اضاف الى الامهم ومعاناتهم معاناة و مصائب اخرى لم تخطر على بال احد والتي تمثلت بعدة صور ابتداء بحل الجيش العراقي، الى تشكيل عملية سياسية عرجاء، الى اشعال نار الفتنة الطائفية والعرقية، واخيراً ادخال وليدها اللقيط "داعش" الذي ضم بين صفوفه شذاذ الافاق والقتلة والمجرمين الى الاراضي العراقية، وخلال مرور عقد ونيف من الزمان لم يذق العراقيون طعم الراحة والامن والاستقرار.

ومن الطبيعي ومن خلال المؤشرات فان ما تقوم به اميركا لم يكن نتيجه لرد فعل بل هو مخطط قد اعد مسبقاً ويتم تطبيقه على مراحل الواحدة بعد الاخرى، لانه ما ان تنتهي ازمة وعلى اي صعيد حتى فتحت اميركا وحلفائها وعملائها المأجورين ازمة اخرى وكما عبر احد الاعلاميين معلقا بالقول "ان ازمات العراقيين لم ولن تنتهي وهي تشبه علبة المحارم الورقية ماان تخرج ورقة الا تلتها الاخرى".

وتطبيقاً لنظرية "القلق المستديم" التي تمارسها الادارة الاميركية بهدف استمرار بقاء قواتها على الاراضي العراقية مدة اطول والتي اشار اليها القائد العسكري الاميركي باتريوس من انها لابد ان تمتد لمائة عام.

الا انه ورغم كل هذه المخططات الاميركية الجائرة ضد الشعب العراقي فقد قوبلت بحالة من الرفض الشعبي الذي تمثل وبصورة اوضح من خلال الاستجابة لفتوى المرجعية العليا بالانخراط في قوات الحشد الشعبي التي لم تلقن في الواقع داعش درساً قاسياً ومؤلماً فحسب بل انها لقنت واشنطن والدول الداعمة الاساسية ومن تحالف معها في الداخل العراقي ومن وضع اقدامه في ركابها.

وبعد ان انطوت صفحة داعش السوداء وانقشعت عن السماء العراقية وبصورة لم تكن في حسبان كل العالم بحيث يمكن القول ان المعول الذي كان بيد واشنطن قد اصبح غير فاعلاً ليفرض على القوات الاميركية مغادرة هذا البلد مكرهة لابطلة لان مبرر وجودها الخادع لم يكن موجوداً.

ولكن وكما اسلفنا ان اميركا التي وجدت في العراق ارض خصبة في تنفيذ مؤامراتها ضد ابناء العراق بالدرجة الاولى ومن ثم المنطقة فانها اخذت تمارس دورا بعيد عن كل الاعراف والتقاليد المتعارف عليها دولياً الا وهو التدخل المباشر في الشأن الداخلي العراقي بحيث اخذت تعقد المشهد السياسي بالدرجة الاولى وايصاله الى طريق مسدود خاصة في عرقلة سن و تشريع القوانين التي ترفع من مستوى البلد ليكون في مصاف الدول الاخرى، .بالاضافة الى ايجاد وسائل ضغط على الحكومة العراقية لتضمن بقاءها فترة اطول من خلال ادخال "داعش" من جديد العالقين في سوريا و باعداد كبيرة بتوفير ملاذات آمنة لهم ومنها وادي حوران الذي يربط ثلاث دول وهي العراق والسعودية والاردن والذي بلغ عددهم كما ذكرت المصادر الاستخباراتية العراقية الي 25000-30000مجرم داعشي.

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل انها تقوم بدور علني بالدناءة والحقارة وهو تأليب الاجواء على قوات الحشد الشعبي وبمختلف الوسائل للانتقام من هزيمتها التي منيت بها على ايديهم وذلك باستهدافها مخازن عتادهم واسلحتهم لاستنزاف طاقتهم التي يعتمدون عليها في مواجهة الدواعش الاميركان.

والملاحظ في الامر ان الحكومة العراقية ومن اجل بسط سيطرتها على الاوضاع القائمة وايقاف الاعمال الاجرامية ضد قوات الحشد الشعبي من خلال اصدار بعض القرارات خاصة القرار الاخير لرئيس الوزراء الاخير من عدم السماح للطائرات من استخدام الاجواء العراقية الا بموافقته، ومن الطبيعي ان مثل هذا القرار سيحد من نشاط الطيران الاميركي من ان يعبث بمقدرات العراقيين نجد انه وبفذلكة كاذبة وخاوية اصدرت القوات الاميركية انها ستستجيب لقرار عبد المهدي لكنها بنفس الوقت وكما ذكرت المحكمة الاتحادية العراقية بالامس من ان اميركا لا يمكن ان تكون عامل امن واستقرار للعراق والعراقيين ماداموا يضربون القوانين والقرارات العراقية عرض الحائط.

ولذا فان الحل الوحيد والذي يصر عليه اليوم كل العراقيين ومن خلال الاحتجاجات والضغط على مجلس النواب هو اصدار قرار باخراج هذه القوات وباسرع وقت ممكن لان القوات العراقية وبمختلف تشكيلاتها قادرة على حماية البلد و تحقيق أمنه واستقراره.