kayhan.ir

رمز الخبر: 99531
تأريخ النشر : 2019August18 - 20:01

رسائل السيد الحوثي في خطاب الردع ضد السعودية بعد "الشيبة"

حميد رزق

بعد عملية حقل الشيبة، اليمن على عتبات مرحلة الردع والتكافؤ العسكري مع تحالف السعودية وقائد الثورة اليمنية يبعث رسائل هامة واستراتيجية في الاتجاهات الداخلية والخارجية.

للمرة الاولى يظهر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لالقاء كلمة او خطاب بالتزامن مع عملية عسكرية كبرى كالتي شهدتها منطقة الربع الخالي عبر استهداف حقل الشيبة النفطي الاستراتيجي جنوب شرق السعودية، كلمة السيد عبد الملك لم تخل من البعد الاقليمي لا سيما في ظل تسارع الاحداث بالمنطقة وتنامي العلاقات بين اليمن ومحور المقاومة ممثلا بايران وحزب الله، وهو المحور الذي يعيش حالة اشتباك سياسية وميدانية متقطعة مع المشروع الامريكي الاسرائيلي.

السيد عبد الملك استفاض في الحديث عن البعد الاقتصادي للعملية الاخيرة التي طالت حقل ومصفاة الشيبه جنوب شرق السعودية، وكعادته حرص على توجيه النصح للنظام السعودي لاسيما والجميع يعرف ان الاهداف الاقتصادية والنفطية على وجه الخصوص اكثر خطورة وحساسية بالنسبة للنظام السعودي وحلفائه الغربيين من الاهداف العسكرية، والعملية تمثل رسالة تتجاوز المملكة الى امريكا وبقية الدول الغربية الداعمة سياسيا وعسكريا لعاصفة الحزم، وقد اشار قائد الثورة الى محورية النفط الذي يتصدر اسباب الحرب نتيجة حسابات امريكا والغرب الذي يرى في ورطة ال سعود فرصة لا تعوض لحلب الاموال من خزائن المملكة وتبعا لذلك صار استهداف الضرع "النفط" في السعودية ضرورة دفاعية لوقف نزيف الدم في اليمن والمنطقة عموما.

ولأهمية الخطاب الاخير لقائد الثورة اليمنية نتوقف مع ابرز نقاطه ومحطاته كالتالي:

اولا: ظهر السيد عبد الملك باعتباره اخ لأحد الشهداء الذين طالتهم يد الغدر التابعة لتحالف العدوان وفي الامر دلالة على اننا امام قيادة يمنية تقدم التضحية وتصاب في اهلها ورجالها مثل بقية اليمنيين لا فرق بين القائد الذي ظهر ينعي اخاه وبين اي مواطن يمني عادي يقدم فلذة كبده او احد اشقاءه وافراد اسرته على مذبح الحرية والكرامة التي يسعى تحالف ال سعود لمصادرتها من جيرانه في اليمن.

ثانيا: في البعد المحلي تأتي كلمة السيد ولاول مرة في نفس اليوم الذي يشهد تنفيذ اهم واكبر عملية عسكرية تطال العمق السعودي وتتزامن كلمة قائد الثورة اليمنية ورسائله بخصوص الاحداث في المناطق المحتلة مع حالة الاضطراب والتصدع الذي تعيشه جبهة العدو وادواته كما هو حاصل في عدن وبعض المحافظات الوسطى والجنوبية.

ثالثا: في البعد الاقليمي تطرق السيد عبد الملك الحوثي ولأول مرة عن العلاقة اليمنية مع ايران وبقية اعضاء محور المقاومة وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اكد في كلمته يوم امس بمناسبة انتصار تموز على وحدة محور المقاومة وقوته وجاهزيته للدفاع عن كافة اعضائه من ايران شرقا الى سوريا ولبنان غربا الى وليس انتهاء باليمن جنوبا ، ما يعني ان اليمن لم يعد وحيدا في المعركة المفتوحة مع مشروع الهيمنة الامريكية واذرعته السعودية والعربية واصبح اليمانيون جزء من محور المقاومة ومثلما لدى السعودية تحالفها الخاص فمن حق اليمن ان يكون له تحالفاته.

رابعا: تكتسب عملية حقل الشيبة وقبل ذلك قصف مدينة الدمام بصاروخ بالستي مجنح كونها تأتي لتسقط ماتبقى من هيبة للنظام السعودي وتتزامن ايضا مع انكسار شوكة ترامب وغطرسة امريكا امام ايران في مضيق هرمز ومياه الخليج ، وتكتسب القوة العسكرية اليمنية المتصاعدة اهمية اضافية نظرا لكونها اصبحت بمثابة التوأم للقوة العسكرية الكبيرة والاستراتيجية التي يمتلكها حزب الله في لبنان ويرسي من خلالها معادلة الردع مع الكيان الاسرائيلي.

خامسا: عملية حقل الشيبة تتوج انتقال الجيش اليمني بشكل شبه كامل من الدفاع الى الهجوم عبر الاسلحة غير التقليدية ولم يعد العالم ينتظر اي مفاجئات من قبل السعودية سوى ارتكاب مجازر ضد المدنيين بينما يتطلع الجميع الى طبيعة المفاجئات الجديدة والاهداف الاضافية التي سيطالها سلاح الطيران المسير او الصوايخ البالستية اليمنية.

وفي سياق كلمته الهامة والاستراتيجية المتزامنة مع اكبر العمليات العسكرية لسلاح الطيران المسير باتجاه الاهاف النفطية السعدودية خلص السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى نتائج مهمة ابرزها:

اولا: ان اليمن لن يعود الى سابق الوصاية السعودية مهما ارتكب تحالف العدوان من جرائم ومهما راهن على استمرار الحرب.

ثانيا: اكد قائد الثورة اليمنية ان استمرار الحرب لن تضعف القدرات العسكرية لليمن بل ستزيدها تطورا وتقدما في الكم والنوع.

ثالثا: استمرار السعودية في الحرب لن يوفر لها الأمن والطمأنينة ولكنه اصبح اهم اسباب الخطر الذي يحدق بمستقبل المملكة.

رابعا: استمرار محمد بن سلمان ووالده في الرهان على الحرب لن يوفر لهما الزعامة الاقليمية ولا الهيبة في المنطقة بقدرما يبعد هذه الاهداف عنهما ويبعدهما عنها مسافات طويلة.

خامسا: على المستوى الاقتصادي سيستمر النزيف السعودي بالاضافة الى عمليات الحلب الترامبية التي تؤدي في المستقبل الى مضاعفة الخسارة الاقتصادية للمملكة المنهكة بعد خمس سنوات من المغامرة غير المسحوبة.

وفي رسائله الى الداخل خاصة لجهة الاحداث الاخيرة في عدن اكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على النقاط التالية:

للمجلس الانتقالي الا تفرحوا بما حققتموه في عدن طالما وانتم تابعين وادوات لدى الاجنبي (الاماراتي) الذي يمتلك حق الامر والنهي ويقتصر دوركم على التنفيذ والطاعة.

اكد ان ليس من حق اي جماعة او طرف ان يحلم باقتطاع اي جزء من الارض اليمنية او اقامة دولته الخاصة في ظل الاحتلال تحت اي عنوان او شعارات مناطقية او جهوية.

دعا السيد عبد الملك المغرر بهم والمخدوعين من ابناء اليمن للعودة الى حضن الوطن حيث العزة والكرامة والحرية والاستقلال، وفيما يخص العلاقات مع الخارج اشاد السيد القائد بالزيارة التي يجريها الوفد اليمني الى طهران مشيرا مرحلة جديدة من التحرك في العلاقات الخارجية بين اليمن والجمهورية الاسلامية في ايران مؤكدا انفتاح اليمن على كل بلدان العالم من موقع التكافؤ والندية.

وبرغم ذلك كله واضح من نصائح السيد عبدالملك وكلامه الموجه بحرص صادق نحو النظام السعودي ان اليمن لم يصل في حسابات الحرب الى مرحلة اللا عودة ، ولا تزال عمليات الطيران المسير والصواريخ البالستية تستهدف ايقاظ النظام السعودي وردعه واعادته الى جادة الصواب للكف عن سفك الدم اليمني والمقامرة بمستقبل المنطقة ..