المعادلة الذهبية اللبنانية تفرض توازن رعب ضد الاحتلال
حسين عزالدين
ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة تثمر انتصارا في حرب تموز وتؤسس لمرحلة تبقي لبنان محصنا من اي اعتداء على سيادته وحقوقه المكتسبة.
ثلاثة عشر عاما على حرب تموز تاريخ غير الكثير من معادلات القوة واسقط معه مقولة الجيش الذي لا يقهر.
في مثل هذه الايام كان الاحتلال الاسرائيلي يلملم خيبة جيشه ومعه خيبات امل مسؤليه وقيادة الاحتلال السياسية لتبدأ مرحلة عنوانها وعد صادق. وان عدتم عدنا.
لم يكن انتصار المقاومة في تلك الفترة بالتاريخ العادي اذ رسم انتصار لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته ملامح المرحلة القادمة ليتجاوز صدى الانتصار الجفرافيا اللبنانية وينعش امال العرب والمسلمين بان شعبا اذا اراد الحياة فعل كل شيئ. ولم يبخل بالنفس التي روت الارض بطيب الدماء.
من هنا وكما يرى المراقبون كان النصر مزدوجا ببعديه المادي والمعنوي. ففي الاول تحطمت اسطورة الوهم بان جيش الاحتلال لايقر فاذا بارتال دباباته تستاقط بفعل ضربات المقاومين ومعها بوارجه المحصنة كساعر خمسة وفي الثانية انكشاف القناع الذي كان يخفي خلفه حقيقة الضعف والوهن في الجسم السياسي لقيادة الاحتلال .
ثلاثة وثلاثون يوما ومع كل التحشيد بالسلاح والتدمير ومعها دعم بعض العرب بالمال والتحفيز لم تسطع الة الاحتلال ان تثني ثلة من المقاومين من التراجع او الانسحاب عند مفارق المدن القرى وتلال القرى الجنوبية لا بل اعادت عقارب الساعة الى حيث تريد وللوجهة التي حددها امين عامرحزب الله السيد حسن نصرالله بمقولته الشهيرة الى ما بعد بعد حيفا.
هذا الانتصار رأى فيه المراقبون الصخرة التي تحطمت عليها مفاعيل مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي سوقت له وزيرة خارجية امريكا كونداليزا رايس تحت وابل الصاوريخ والغارات التي هدمت الحجر وعجزت عن اضعاف ارادة البشر.
وبرأى المحللون الاستراتيجيون ان معادلة الرعب والتوازن هذه اعطت دفعا للشعوب العربية وبعض جيوشها في ان معركة الارادة دائما تميل الى الحق والنصر وبالتالي ما قام به المجاهدون في المقاومة وجنود الجيش اللبناني كان احد ملامح العد العكسي للهزيمة الاسرائيلية وللمشروع الصهيو امريكي في المنطقة ومن هذا المنطلق بدات الولايات المتحدة تبحث عن ما يعيد ماء الوجه لحليفتها ورببيتها "اسرائيل" من خلال خلق وتصنيع جماعات تحت مسمى اسلامي لمواجهة المقاومة ومحورها. ومحاولة للحيلولة دون التنامي الذي يربطها بخزانها البشري من خلال مساعي الادارة الامريكية لمحاصرتها اقتصاديا بما يفيد مصالح الكيان الاسرائيلي لينعكس هذا المسعى قوة اضافية للمقاومة. والتفافا شعبيا مقطوع النظير مقابل العزلة التي اناطت الاحتلال وحكومته.
ويتابع الخبراء الاستراتيجيون ان بعد حرب تموز العدوانية تمكنت المقاومة من ووضع خطوط حمر لم يجرئ الاحتلال على تجاوزها بشكل سافر كما كان يحصل من اعتداءات شبه يومية على اكثر من منطقة لبنانية ليكرس معادلة توازن ورعب تضاف الى الخبرة والقدرات العسكرية.والقتالية التي اكتسبتها المقاومة في اكثر من جبهة ضد الارهاب وجماعاته المدعومة من انظمة وعواصم لا تتنكر بعدائها لمحور المقاومة وحلفائه.