الامة النيجيرية تنتظر عودة زعيمها المعافى
واخيرا وبعد مساع حثيثة وضغوط دبلوماسية مكثفة بذلتها طهران من جهة وتظاهرات الرأي العام الاسلامي والعربي امام السفارات النيجيرية في بعض دول العالم وكذلك اعتراض بعض المنظمات الحقوقية وحتى بعض الدول الافريقية من جهة اخرى، اضطرت حكومة ابوجا اطلاق سراح الشيخ الزكزاكي زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا بعد قضاء 44 شهرا في آخر اعتقال له في الفترة الاخيرة. وقد غادر سماحته ابوجا متوجها الى نيودلهي حيث وصلها امس الثلاثاء ورقد في احدى مستشفياتها. وهذا بالطبع ليس اول اعتقال يواجهه الشيخ في حياته في نيجيريا فقد سبق وان سجن لمدة 11 عاما وفي فترات مختلفة في عهد الجنرالات العسكريين الذين توالوا على الحكم في هذا البلد وقد تعرض سماحته خلال عمره لحد الان لثلاث عمليات اغتيال قدر الله له النجاة منها على ان يلعب دورا اساسيا في قيادة شعبه. لكن المثير للدهشة ان يتطاول الجنرالات على زوجة الشيخ ويزجوها في السجن دون أي مبرر أو مسوغ قانوني.
فالذنب الاول والاخير لسماحة الشيخ الزكزاكي انه رفع لواء القدس والدفاع على القضية الفلسطينية ولم يملك سلاحا سوى سلاح القلم والخطابة وهذا هو الذي دفع بالحكومات الغربية ومن ورائها الكيان الصهيوني للضغط على الدولة النيجيرية لتواصل قمعها لسماحة الشيخ وحركته وتمنع اطلاق سراحه بالرغم من ان احدى المحاكم النيجرية اصدرت قبل ثلاث سنوات اول حكم بالافراج عنه لكن حكومة ابوجا رفضت حكم المحكمة بذريعة دوافع امنية لا اساس لها وتلى ذلك وفي فترات مختلفة احكاما بالافراج عنه لكن الحكومة النيجيرية اصرت على مواقفها السابقة لابقائه في السجن خلافا للقوانين الدولية وهذا بالطبع يتناقض مع اكثر الدساتير العالمية التي تقر بفصل السلطات لكن في نيجريا يختلف الامر تماما فلا قانون في ظل حكم العسكر الذين يهيمنون على مقدرات البلاد.
وخلال فترة الاعتقال الاخيرة التي استمرت 44 شهرا واجه سماحة الشيخ ظروفا صحية خطيرة فقد فيها احدى عينيه وفقدت الاخرى 80% من نظرها كما اصيب بجلطة قلبية بسبب سوء العناية الطبية المتعمدة.
فالشيخ الزكزاكي بدأ نشاطه كزعيم للحركة الاسلامية في نيجيريا في العقود المتأخرة من القرن العشرين من جامع احمد بن بلو في منطقة زاريا وسرعان ما التف الشباب النيجيري حوله متأثرين بافكار الثورة الاسلامية في ايران ثم انتقلت هذه الافكار الى الاوساط الجامعية ومن ثم اخذت طريقها الى الشارع النيجري في شمال هذا البلد وامتد حتى جنوبه.
فالشعارات التي رفعها ابناء الحركة الاسلامية في نيجيريا لم تتوقف عند فلسطين ودعم القدس بل تخطت ذلك في مطالبتها لتطبيق العدالة الاجتماعية والمجتمع المدني والدفاع عن حقوق المواطنة. وللعلم ان 55% من الشعب النيجيري مسلم وداعم للقضية الفلسطينية وان تظاهرات يوم القدس العالمي في هذا البلد هي الثالثة من حيث حجم المشاركة بعد ايران واليمن وفي عام 2015 هاجمت الشرطة النيجيرية تظاهرات يوم القدس حيث استشهد ثلاثة من ابناء الشيخ في هذه المراسم الى جانب عشرات الشهداء من ابناء نيجيريا الذين عدو شهداء فلسطين كما استشهد ايضا ثلاثة من ابناء الشيخ في احدى الاعوام وفي مراسم عاشوراء.
واليوم فان شعبية سماحة الشيخ الزكزاكي زعيم الحركة الاسلامية تتجاوز الطائفة الشيعية في نيجيريا الى السنة وحتى المسيحيين لما يمثله من شخصية دينية ووطنية في الدفاع عن عامة الشعب النيجيري وبمختلف مذاهبه واديانه.
ورغم المعاناة الكبيرة التي واجهها سماحته في السجن من فقدان العناية الطبية ومنع الدواء عنه ووجود الشظايا الكثيرة في جسده الا انه اليوم يتمتع بمعنويات عالية رغم شيخوخته ونسأل الله ومعنا كل مسلمي العالم واحراره الشفاء العاجل لسماحة الشيخ ابراهيم الزكزاكي زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا والعودة الى بلده معافا سالماً بهدف التصدي لدوره الرسالي والتاريخي في قيادة الامة النيجيرية والوصول بها الى ساحل الامان.