kayhan.ir

رمز الخبر: 99239
تأريخ النشر : 2019August12 - 20:40

الخدعة الاميركية ـ الاوروبية تواجه الحائط المسدود


منذ ان اعلنت طهران من انها اتمت الحجة على الجميع ولم يكن امامها طريق سوى تنفيذ تهديداتها لتخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي تدريجيا لعدم التزام الجانب الاوروبي بتنفيذ التزاماته، بدأت الاتصالات الهاتفية للرئيس ماكرون تنهال على الرئيس روحاني طارحا في كل مرة مشروعا جديدا لاغواء ايران وخداعها خاصة عندما نفذت طهران لمرحلتين من تخفيض التزاماتها والثالثة على الاثر، اتصل الرئيس ماكرون اربع أو خمس مرات لثني ايران عن خطواتها وآخر اتصال كان الاسبوع الماضي حيث طرح الرئيس ماكرون على الرئيس روحاني اقتراحا لايداع 15 مليار دولار في آلية "الاينستكس" لتسهيل عملية التبادل التجاري بين ايران والاتحاد الاوروبي، غير ان الخبراء الاقتصاديين شككوا بهذه الوعود بسبب الموقف الاوروبي المتذبذب والوعود الكثيرة التي قطعها على نفسه خلال اكثر من عام من خروج الرئيس ترامب وحتى البنود الاحدى عشر التي وقعها بعد انسحاب ترامب ولم ينفذ اية واحدة منها.

فاوروبا التي وعدتنا على طول الخط بوعودها الفارغة لايمكن ان نثق بها لانها لم تتقدم خلال اكثر من عام على انسحاب الرئيس ترامب بأية خطوة عملية سوى طرح آلية اينستكس التي بقيت حبر على ورق وقد استقال لحد الان ثاني رئيس يعين لها دون ان ينجز اية خطوة عملية في هذه الالية.

ولا شك ان التواصل الاوروبي مع طهران هو مجرد خديعة اوروبية لمنع طهران من اتخاذ المزيد من الخطوات في تخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي على ان يبقى هذا الاتفاق معلقا بين الارض والسماء ولاتستفاد منه طهران. لكن الاخيرة عازمة وبحسم ان تستوفي حقوقها بلغ ما بلغ ولسنا هنا في وارد الرد على ترامب المراوغ والكذاب والاشر انما اردنا ان نضع الجانب الاوروبي على المحك ونكشفه امام العالم هل يمتلك ارادة قراره واستقلاله للوقوف امام اميركا أم انه هو الاخر متواطئ ومتساوق مع اميركا في لعبة ازدواجية قذرة هدفها الاحتيال على ايران والالتفاف عليها.

ان مسار الامور حتى الان تكشف لطهران ان الجانب الاوروبي يراوغ ويخادع ولم يقدم على اية خطوة عملية تدلل على نواياه الحسنة لتطبيق الاتفاق النووي الذي وقعه بارادته.

ايران الخبيرة في الشؤون الدولية والاقليمية والواعية والمطلعة على دهاليز السياسات الخبيثة للدول الاستكبارية والاعيبها القذرة لايمكن ان تنطلي عليها مثل هذه الالاعيب خاصة ان اميركا واوروبا وجهان لعملة واحدة، فالاولى ومن خلال تكشير انيابها تلعب دور الشرطي السيء والاجرامي والثانية تلعب دور الشرطي الجيد من خلال اطلاق الوعود المزيفة لتسويف الوقت والتفاوض من اجل التفاوض.

طهران التي تراقب الموقف بدقة وحذر مستمرة في سياستها لتخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي تدريجيا مادام الطرف الاخر غير ملتزم به وغير آبه بمصيره وهذا ما يثبت انه وليومنا هذا لم يقدم الاوروبيون اي مقترح ملموس يستحق النقاش أو التعاطي معه.