مبادئ السياسة الخارجية لمملكة السعودية
د. السيد محمد الغريفي
منذ اليوم الأول لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها عبد العزيز آل سعود، تشكلت معها مبادئها في سياستها الخارجية، والتي أستمرت معها الى عصرنا الحاضر، نلخصها في النقاط التالية:
١- مبدأ القتل وسفك الدماء:
المبدأ الأساسي الذي أنطلقت منه قبيلة آل سعود في تثبيت ملكها هو مجازر القتل وسفك الدماء لمن لم يكن تحت سلطانها بحق قبائل ومدن الجزيرة العربية ودول الجوار، والى اليوم مستمرة في هذه المجازر في اليمن وسوريا والعراق والبحرين من أجل إخضاع شعوبها لإرادة آل سعود.
٢- مبدأ التبعية للإستكبار:
تأسست المملكة السعودية بدعم بريطانيا، وحلت محلها أمريكا في حماية مملكة آل سعود، مقابل أن تكون السعودية المرتكز الاقتصادي الذي تستند عليه أمريكا في الشرق الأوسط.
٣- مبدأ مساندة إسرائيل:
بعد رفض عبدالحميد الثاني آخر خلفاء الدولة العثمانية التنازل عن فلسطين لليهود، وكذلك رفض الشريف حسين، اليهود وجدوا ضالتهم في عبدالعزيز آل سعود الذي وقع لهم صك التنازل عن فلسطين لليهود، ولم يشارك آل سعود في أي حرب أو كلمة ضد إسرائيل، بل العكس كانت مواقفهم تحرض إسرائيل وتدعمها ماديا في حربها ضد مصر وسوريا ولبنان.
٤- مبدأ نبذ الوحدة:
تأسست المملكة السعودية بدعم بريطانيا بهدف القضاء على (مشروع الدولة العربية الواحدة) للشريف حسين بعد سقوط الدولة العثمانية، وكذلك سعت خلال تاريخها لإفشال جميع المشاريع الوحدوية ودعم الحركات الإنفصالية في الدول العربية.
٥- مبدأ إضعاف العرب:
في الرسالة التي بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون بتاريخ 27/ ١٢/ 1966 جاء فيها: (أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا، أقترح أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر، سوريا هي الثانية التي لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع إقتطاع جزء من أراضيها، ولابد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك).
٦- مبدأ شراء الدول:
يقول الملك فيصل في نفس رسالته السابقة: (لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول (أرحموا شرير قوم ذل) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة في الإعلام)، واليوم تشتري السعودية جيوش بعض الدول في حربها للشعب اليمني، وتشتري سكوت الأمم المتحدة أمام جرائمها في اليمن، وتشتري المواقف السياسية لأمريكا ولبعض الدول، وأسكتت القضاء الأمريكي وقانون جاستا لمنع تغريمها في أحداث ١١ سبتمبر الإرهابي.
٧- مبدأ نشر الإسلام المحرف:
يتحدث الجاسوس البريطاني مستر همفر في مذكراته عن كيفية الأستفادة من محمد عبدالوهاب في صناعة فرقة الوهابية بهدف تكفير المسلمين والجهاد لقتالهم، وقد ربطتهم بريطانيا بعد ذلك مع عبدالعزيز آل سعود، في إنشاء المملكة السعودية، وجعله مذهب المملكة ونشره الى عالم على أنه الإسلام الحقيقي.
٨- مبدأ محاربة التشيع:
التضاد بين التشيع كونه الإسلام المحمدي الأصيل وبين الوهابية الإسلام البريطاني، جعل من آل سعود يحملون سيوفهم لمحاربة التشيع في كل بقاء العالم، فعندما أنتصرت الثورة الإسلامية في إيران، حركت ودعمت السعودية صدام لمحاربة إيران عسكريا واليوم تحاربها سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا، وبعد سقوط صدام أرسلت السعودية القاعدة والدواعش لذبح وتفجير الشيعة في العراق وأفغانستان وباكستان، والعلويين في سوريا، والحوثيين في اليمن، وأنفقت الأموال لإضطهاد الشيعة في جنوب آسيا وفي كل بلدان أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
نسأل الله تعالى النهاية العاجلة لآل سعود، وعودة الشعوب الإسلامية للوحدة والتعاون فيما بينها.