العراقيون ودحر الارهاب الاميركي
الانتصارات التي تحققت على داعش الارهابي في العراق وعلى يد القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي والتي اذهلت العالم اصابت اميركا وحلفائها وعملائها بصدمة كبيرة لازالوا يدورون في رحاها. لان هذا الانتصار يعني الانكسار الكبير لكل المشاريع والمخططات الاميركية -السعودية –الصهيونية التي ارادت من العراق ان يكون البوابة الرئيسية في تنفيذ مخططها الاجرامي الذي اعدته للمنطقة في دوائرها الاستخبارية الاجرامية المظلمة.
ولما كانت اميركا هي الداعمة والراعية الاساسية للارهاب بل في الواقع هو صنيعتها وكما اعترف بذلك ترامب ومن قبله بعض صناع القرار السياسي الاميركي وعلى رأسهم هيلاري كيلنتون، واخيرا وبعد التهديد الذي وجهه ترامب للدول الاوروبية بارسال الارهابيين الذين يحتفظ بهم في المعسكرات الاميركية بارسالهم اليها يعكس بما لايقبل الشك اعتراف اميركي من ان هذه العصابات الاجرامية هي صناعتهم بامتياز.
اذن ومما تقدم فان اميركا تحاول اليوم لتوفير ملاذات امنة ووجدت في العراق ارض رخوة يمكنها من تحقيق هذا الامر ، ولذلك فانها وبعد هزيمتهم المنكرة زرعتهم في بعض المدن مستغلة عودة اللاجئين ليعيدوا تنظيمهم من جديد لكي يشكلوا حالة ضغط على الحكومة العراقية من خلال ماقاموا به وخلال الايام الماضية من اعمال ارهابية وحالات خطف وحرق المحاصيل الزراعية وغيرها بحيث اوجدت حالة من القلق لدى ابناء الشعب العراقي من عودتهم ثانية الى الواجهة.
والاهم في الامر وفي الوقت الذي تطالب فيه كل القوى السياسية العراقية الحكومة العراقية بالقيام في اصدار قرار بخروج القوات الاميركية من البلد واضافت بعضها الى المطالبة بطرد السفير الاميركي لان ما يتعرض له العراق من خلل أمني هو بسبب وجود هذه القوات هذا من جانب، ومن جانب اخر ان هذا التدخل وان استمر يخل بسيادة واستقلال البلاد.
وبناء على ما تقدم ومن اجل اعادة الامن والاستقرار فان القيادات العسكرية من القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي وجدت لابد من القيام بعمليات عسكرية واسعة مستهدفة هؤلاء الارهابيين وفي مناطق اختبائهم فيها وبذلك انطلقت عمليات " ارادة الحق" التي تظافرت فيها القوات العراقية مع قوات الحشد الشعبي وتمكنت في مراحلها الاولى ان تطهر حزام بغداد من دنسهم والذي فرض عليهم البحث عن مكان امن فانهم بدأوا يتجمعون في محافظة ديالى وينظمون صفوفهم من جديد لشن هجمات ارهابية تقلق الامن الداخلي وتوفر اجواء ملائمة لاثارة الرأي العام العراقي للوصول الى الهدف الاميركي الصهيوني بتغيير العملية السياسية القائمة.
ولذا فان القيادة العامة للقوات المسلحة قد اتخذت قرارا حاسما بمطاردة هؤلاء القتلة المجرمين وتطهير البلاد منهم ليعود الامن والاستقراروبذلك فانها بدأت بالامس ومن محافظة ديالى وبحضور القائد العام للقوات المسلحة وقيادة الحشد الشعبي والقوات المسلحة وبدأوا باطلاق عمليات عسكرية واسعة وماحقة باسم "ارادة النصر" الثالثة ، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا كبيرا من قبل ابناء الشعب العراقي الذين شدوا على ايدي الحكومة العراقية بالضرب من حديد لكل الذين يعبثون بامن العراق والعراقيين.
واشارت اوساط سياسية عراقية ان مطاردة داعش تخفي في ثناياه الكثير من المعطيات خاصة فيما اذا ادركنا ان هذا التنظيم هو الذراع القوي للاميركان وحلفائهم في المنطقة من اجل فرض وتحقيق اهدافهم الاجرامية ولذا يمكن القول انه وبهذه العمليات الواسعة قد فتحت الابواب نحو مواجهة مباشرة مع داعش من جانب ولكن في الواقع هي مواجهة غير مباشرة مع اميركا الداعمة لهم.