kayhan.ir

رمز الخبر: 98847
تأريخ النشر : 2019August05 - 21:18

احداث عدن وأبين كيف ولماذا ؟


فيصل الجعفري

تسارعت الأحداث في عدن في ثلاث حوادث دامية متزامنة .

ولحقها حدث دامي اخر في المحفد بمحافظة ابين .

لتخلف اكثر من سبعين قتيل وعدد كبيراً من الجرحى .

وما نتج عنها من احداث وردود فعل تجاه ابناء المحافظات الشمالية في عدن .

كل ذلك اربك المشهد السياسي ولم نعد ندري من اي زاوية نبدأ في تحليل ما حصل .

فاولا أعلنت جماعة أنصار الله مسؤليتها عن حادثتي ضرب معسكر الجلاء في البريقة بالصاروخ البالستي والطيران المسير .

ومن ثم في اليوم التالي تعلن داعش عن تبنيها لعملية تفجير مركز شرطة الشيخ عثمان .

وقبل هذا كنا قدسمعنا ان عملية الهجوم على معسكر الحزام الأمني في المحفد من قبل تنظيم القاعدة .

بعد ذلك ترددت أخبار وان كانت غير مؤكدة المصدر الى هذه اللحظة لتشكك بما حدث في معسكر الجلاء .

وتقول ان التفجيرات فيه تمت بعبوات ناسفة وانه تم استهداف القائد ابو اليمامة بصورة متعمدة عن طريق الاتصال به وقت الحفل وتم إخراجه من المنصة الى الجهة الخلفية منها ويتم استهدافه وقتها .

الذي يجمع الحوادث الأربع انها استهدفت جهة واحدة وهي الحزام الأمني والمعروف انه يحظى بدعم الامارات كما انه ايضا ليس على وفاق مع الحكومة الشرعية مع انه يقاتل معها في معارك مشتركة ضد الحوثيين في الساحل الغربي .

السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا حدثت هذه التفجيرات بهذا الشكل المتزامن وبهذه المرحلة بالذات ؟ .

لقد اصبح من المعلوم ان الامارات قد رفعت يدها من اليمن والسبب قد يكون إما بسبب التحذيرات الإيرانية من ضربات موجعة عبر أنصار الله خاصة بعد التطور النوعي لقدرات هذه الحماعة التي كان من نتائجها ما حصل لهذا المعسكر .

او ان هذا الانسحاب وهذا السبب سبق وان طرحته سابقا وهو ان يكون عبدربه منصور قد طلب من السعودية انهاء الوجود الإماراتي في اليمن بسبب خلافات عميقة بين الحكومة الشرعية وقيادات الامارات .

وهي خلافات معروفة وأرجح انه تم الاتفاق ان يتم انسحاب الامارات بهدوء ودون عمل اي ضجة حتى لا يحسب ذلك انتصارا للحوثيين . وان كان الأمر كذلك فهذا طبعا قد اغضب الامارات .

وربما يكون هذا ما يفسر التقارب الإماراتي الإيراني الذي حصل بعد ذلك .

لا ادري كيف ذهب تفكيري وانا استعرض احداث قبل الامس في عدن وأبين الى ماحدث فيهما من قبل في ٢٠١١ و ٢٠١٢

فقد بدأت تلك الأحداث بعمليات اغتيال واختطاف لجنود الحكومة حينها اثنا الثورة السلمية على نظام علي عبدالله صالح .

وكان علي عبدالله صالح قد حذر قبل بدء تلك الأحداث ان القاعدة من الممكن ان تسيطر على ابين وعدن او شيء من هذا القبيل .

وكان هدفه من ذلك استدرار تاييد امريكا والغرب له ضد الثورة المطالبة بعزله .

وفعلا حدث ذلك ووصلت فلول تنظيم القاعدة الى أطراف عدن حينها .

وكانت قبل ذلك قد فرضت سيطرتها على مدينة جعار وما حولها. وسيطرت على مصنع للذخيرة في ابين واختتمت سيطرتها في ابين بالسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة في مايو ٢٠١١ واستمرت تلك السيطرة حوالي عام كامل . بعدها نظمنت الحكومة بقيادة عبدربه منصور حملة عسكرية كبيرة اتجهت نحو ابين وخاضت معارك شرسة استمرت حوالي شهر كامل ابتدأت من منتصف مايو ٢٠١٢ حتى منتصف يونيو من نفس العام استطاعت فيها تخليص المحافظة وريفها من كل عناصر القاعدة . الذين كانوا قد أقاموا حكم دولتهم انطلاقا من مدينة جعار .

كثير من الاراء رجحت ان تلك الأحداث كانت بايحاء من علي عبدالله صالح الذي اضطر للتنازل عن الحكم بعد تعرضه لاعتداء كاد يودي بحياته في بداية مواجهاته للثورة الشبابية والتي اضطر بعد فترة من انطلاقها واشتدادها وبعد ان رأى ما حدث لبن علي في تونس لمبارك في مصر والقذافي في ليبيا اضطر للاستسلام امام إرادة الشعب وتنازل عن صلاحياته لنائبه اللواء عبدربه منصور هادي الذي كان يدير دفة الحكم حينها نيابة عنه وفقا للمبادرة الخليجية .

لكن صالح وهذا الأمر يعلمه الجميع لم يكن ليخضع وليستكين فكان يحرك أوراق كثيرة لافشال قيادة عبد ربه والعهد الجديد .

ومن بين تلك الأوراق كانت تحريك ورقة القاعدة ودفعها للاستيلاء على ابين لإخافة المجتمع الدولي انه ان ذهب من السلطة فان الأمور ستخرج عن السيطرة في اليمن .

ما اريد قوله هو ان الامارات وهذا معروف ظلت على ارتباط وهي لازالت كذلك بعلي عبدالله وسياساته الى اليوم وهذا ربما ما جعلها تستطيع اللعب بنفس اوراقه .

لتنتقم من الحكومة الشرعية وتربك الوضع في اليمن بعدما اضطرت للانسحاب من اليمن لسبب او لآخر .