kayhan.ir

رمز الخبر: 98713
تأريخ النشر : 2019August03 - 21:16

هل يحتفل العالم بعزل ترامب


مهدي منصوري

سياسات وقرارات وتصرفات ترامب الانفرادية سواء في الداخل الاميركي او مع دول العالم والتي لاتستند الى اي دليل عقلاني او قانوني شكلت عبئا كبيرا ليس فقط على ادارته بل وضعت دول العالم في حالة من الحيرة والارباك لانهم لايدرون او لايهتدون الى كيفية التعامل مع مثل هذه القرارات الهوجاء.

وقد حاولت بعض الدول ومن خلال اللقاءات المتكررة مع ترامب ورجال ادارته على تغيير مسار تصرفاته محاولة منهم لجعلها تنسجم مع المعطيات والمرتكزات الدولية التي تقوم على الاحترام المتبادل ومعالجة الازمات بالطرق السلمية وعدم نوتير الاوضاع بحيث تصل فيه الى التعقيد. الا ان ترامب البارع في التجارة والغبي في السياسة لم يستطع ان يستوعب الامر بل انه اخذ يتمادى وبعنجهية غير قابلة للتصور معتبرا ان كل الدول هم موظفون في شركته ويتعامل معهم بالطريقة التي تعجبه ضاربا بذلك عرض الحائط كل الاعتبارات والقيم والمثل الاخلاقية والانسانية.

ولذلك ومما تقدم تجد ان كل الازمات القائمة في العالم سببها سياسة هذا المختل عقليا بحيث افقد اميركا مصداقيتها وثقلها السياسي في العالم ، ولذا نجد ان الاصوات اخذت تتعالى خاصة في الداخل الاميركي ومن كبار صناع القرار الاميركي بالعمل على الوقوف امام هذه التصرفات الترامبية الحمقاء وذلك بالعمل على توفير الاجواء لعزله من منصبه لكي تعود حياة الاستقرار والثبات في سياسات اميركا مع العالم.

وقد برز امر عزل ترامب على السطح عندما اشارت وسائل إعلام أميركية بأن 118 نائبا من أصل 235 في مجلس النواب باتوا يؤيدون فتح الإجراءات الكفيلة بإقالة ترامب ويأملون بأن يدفع هذا الواقع الجديد رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الى تغيير موقفها ودعم البدء بهذا الإجراء.

وقد لايكون هذا الامر جديدا بل ان الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي هددت في أيار الماضي باتخاذ إجراءات ومسارات محددة لعزل ترامب حيث قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس ستيني هوير: "ليس هناك على الأرجح ديمقراطي واحد لا يشعر في قرارة نفسه أن ترامب ارتكب أمورا تبرر عزله” معربا عن اعتقاده بأن أغلب الديمقراطيين يعتبرون أنه يتعين "مواصلة التحقيق في الكونغرس وإذا توصلنا إلى استنتاج يفرض علينا اتباع مسارات أخرى بما في ذلك العزل فهذا ما سنفعله”.

وتأتي هذه الاوضاع في وقت اشار فيه استطلاع حصري للرأي أجرته مؤسسة رويترز إبسوس في نيسان الماضي تراجع شعبية ترامب إلى أدنى مستوى في العام الجاري.

ومن الطبيعي فان تواصل انهيار شعبية ترامب لم تأت من فراغ لانه وكما اشارت اوساط سياسية واعلامية اميركية ان ترامب ومنذ انتخابه يكون الوحيد بين الرؤساء الأميركيين الأقل شعبية وخاصة بعد تنصله من المعاهدات والاتفاقيات سواء الدولية منها أو الثنائية ضاربا عرض الحائط بالمواثيق والعهود التي وقعت عليها واشنطن وأعلنت الالتزام بها فضلا عن سياساته التدخلية بشؤون الدول المستقلة.

واخيرا وبعد هذه الارصاهات هل يمكن القول ان العالم سيحتفل قريبا بعزل ترامب ليتخلص من القرارت غير المتزنة ويعود ليعيش حالة من الاستقرار والتعامل على اساس القوانين والمواثيق الدولية؟.