kayhan.ir

رمز الخبر: 98676
تأريخ النشر : 2019August02 - 20:34

صنعاء وقلب موازين القوى


ضربتان نوعيتان للجيش اليمني واللجان الشعبية ومن العيار الثقيل استهدفتا اولا الدمام في العمق السعودي والثاني معسكر الجلاء في عدن المدعوم من الامارات والذي يخرج قوافل المرتزقة، قد اكدتا ان موازين القوى في هذه الحرب باتت في طريقها الى التغيير خاصة وان الدمام لها موقع استراتيجي واقتصادي وتقع داخل العمق السعودي بمسافة 1300 كم وهذه رسالة حاسمة ومدوية للسعودية ولعواصم دول الخليج الفارسي بان هذه الصواريخ تطالكم وتطال حتى الاسطول الخامس الاميركي في البحرين، وفي نفس الوقت هي رسالة شفافة وواضحة للاعداء بان الاقتدار اليمني الصاروخي والطائرات المسيرة بلغ مبلغا في الرد الحاسم، انه وبعد اليوم لم يكن اي هدف في السعودية وفي دول مجلس التعاون في منأى من القدرة الصاروخية اليمنية.

وبنظر اكثر المحللين ان ضرب الدمام والاصابة الدقيقة للصاروخ الباليستي اليمني قرب منصة الاستعراض العسكري في معسكر الجلاء بعدن والذي قتل وجرح فيه عشرات المرتزقة بما فيهم القائد الميداني "منير اليافعي" هي رسائل هامة جدا تتخطى كونها رسائل عسكرية بل هي رسائل معادلات ميدانية وسياسية لانه لم يبق بعد اليوم أي هدف آمن في السعودية أو من يحالفها من دول مجلس التعاون.

ونتيجة لشدة ارتباك السعودية وهلعها من هذه الضربة المدوية والنوعية التي دكت الدمام، لم تبد الرياض أي رد فعل لا في تاييد العملية ولا نفيها رغم مرور حوالي 48 ساعة على الضربة الصاروخية.

لقد اثبت الجيش اليمني واللجان الشعبية وعبر ضربتهما المزدوجة القاصمة للدمام شرق السعودية وكذلك لمعسكر الجلاء في عدن بانهما اصبحا يمتلكان قوة ردع استراتيجية ويجب على السعودية ان تحسب الف حساب بعد الان خاصة بعد ان وجه لها محمد البخيتي الناطق باسم انصار الله انذاراً بان تقوم بمراجعة حساباتها لان الموازين بدأت تميل لصالح صنعاء بفعل التطور الصاروخي والطائرات المسيرة من قبل ابناء الشعب اليمني.

الامارات التي استوعبت الرسائل اليمنية وآخرها رسالة معسكر عدن، من غير المتصور ان ترضخ بعد اليوم للضغوط السعودية في وقت رجحت واشنطن استمرار بقائها في امان من الاخطار الصاروخية على الانزلاق في المستنقع اليمني هذا الامر سينجر ايضا على السعودية التي باتت اليوم تترنح تحت ضربات ابناء اليمن الصاعقة دون أن تبدي أية ردة فعل رغم امتلاكها لاحدث الاسلحة والحماية الاميركية والغربية.

ان الضربات المزلزلة الاخيرة لابناء اليمن في الدمام وعدن ايقضت آل سعود وغيرهم بأن القادم سيكون اكثر ايلاما وتدميرا لهم، لذلك يجب عليهم ان يدرسوا تداعيات المرحلة الجديدة التي تشكل منعطفا خطيرا في مسار هذه الحرب الظالمة التي فرضوها على الشعب اليمني المظلوم الذي يدافع عن استقلاله وكرامته وقراره الوطني ولا يريد اكثر من ذلك وعلى المعتدين ان يعوا الظروف الخطيرة التي يمرون بها وهم في الربع الساعة الاخيرة من هذه الحرب التي توصل الجميع من قوى اقليمية ودولية انه لا جدوى منها وان الفائدة الوحيدة من استمرارها هو حلب اميركا لدول المنطقة وفي المقدمة مملكة آل سعود التي تقود نفهسا الى الفناء.