kayhan.ir

رمز الخبر: 98649
تأريخ النشر : 2019August02 - 19:42

سعي ترامب لانجازه من بوابة ايران قبل الانتخابات..هل ينجح؟


حسين موسوي

كان ملفتا قبل اسابيع كلام السفير البريطاني السابق في الولايات المتحدة "كيم داروش" حول الرئيس دونالد ترامب وطريقة ادارته للحكم في البيت الابيض واصفا اياه بالاحمق. لكن الملفت الاخر كان حديثه عن الاتفاق النووي مع ايران، وقوله ان ترامب تنصل منه لسبب واحد وهو ان الاتفاق عقد في عهد سلفه باراك اوباما وبالتالي ياتي تنصل ترامب لتدمير انجاز حققه اوباما لا اكثر.

هذه الحقيقة تشير الى ابعاد عدة فيما يتعلق بالسياسة الاميركية تجاه ايران.

اولا..

يؤكد هذا الواقع ان معارضة ترامب للاتفاق النووي ليس لان ايران تسعى للسلاح النووي كما تزعم واشنطن ومعها رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض الدول العربية. وبالتالي فان ترامب متاكد من سلمية البرنامج النووي الايراني، اما تركيزه على سعي ايران للسلاح النووي فهو لرفع سقف المطالبات والشروط التي اعلنت عنها واشنطن على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو.

ثانيا..

بالنسبة للمطالبات والشروط الاميركية فهي لا تنبع من قناعة اميركية بأن ايران ستخضع لها لاسيما وان الاحداث الاخيرة في المنطقة تؤكد قوة ايران وتكشف ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري اقليميا. (من ازمة الناقلات الى التطورات في المنطقة). وبالتالي فان البيت الابيض (ما عدا ما يعرف بفريق باء) يدرك جيدا ان مطالبه غير قابلة للتنفيذ وما أكد ذلك للاميركي موقف ايران من رسالة الحوار المزعوم التي حملها ترامب لرئيس الوزراء الياباني شينزو ابي والتي كان الرد الايراني عليها جازما بعدم التفاوض مع ادارة لا تحفظ العهود.

ثالثا..

هناك اشارات ودلالات تكشف التغير الواضح في المنطقة لصالح ايران، اولها الفشل الذي مني به مشروع واشنطن لتغيير قواعد التعاطي في الخليج الفارسي بعد ازمة الناقلات. فالاوروبيون ابعدوا انفسهم عن سياسات واشنطن وبريطانيا لم تجد حتى اللحظة مسار الموقف الواضح والمباشر.

اما ثاني الدلالات فهي عروض الحوار المباشر وبدون شروط من قبل واشنطن للايرانيين والتي وصلت الى حد اعلان بومبيو رغبته بالحضور الى ايران شخصيا، واذا كان البعض يعتبر هذه العروض سياسة لنزع الحجة من طهران في حال شنت واشنطن حربا ضدها، فان الاصح هو ان الاميركي يدرك جيدا تبعات اي ضربة عسكرية ضد ايران وتاثيرها السلبي على مصالح واشنطن.

رابعا..

الهدف الاهم بالنسبة لترامب ليس الاتفاق النووي كمعاهدة ترتب التعاطي بالنسبة للبرنامج النووي الايراني، بل المهم هو ان ترامب تنصل من الاتفاق على امل ابرام اتفاق جديد يسجله باسمه ويكون ورقة قوية يلعبها في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

لكن امام ترامب تحدي اقناع الايرانيين بالعودة الى المفاوضات، خاصة وانهم يصرون على العودة الى الاتفاق المبرم عام 2015 والغاء كل اجراءات الحظر الاميركية وبعدها يمكن الحديث عن مفاوضات جديدة.

وهنا تعود للاذهان قضية الرهائن الاميركيين في ايران عام 1979 بعد انتصار الثورة الاسلامية فيها، والتي ادارتها طهران بشكل احترافي بحيث ادت الى خسارة جيمي كارتر في الانتخابات وفتحت الباب امام رونالد ريغن للوصول الى البيت الابيض حيث كانت مسالة الرهائن القضية المحورية في تحديد اسم الرئيس الاميركي.

وفي العام 2020، ما زالت ايران تمسك بمفاصل القضية، حيث يمكن ان يلعب الموقف الايراني دورا محوريا في ما اذا كان ترامب سيحصل على انجاز يضمن له ولاية ثانية ام ان طهران ستاخذ الامور الى منحى مختلف يؤثر بشكل كبير على مصير حياة ترامب السياسية.