الشارع الفلسطيني: الكفاح طريقنا للاستقلال ورفض السياسة الأمريكية
باروخ يديد
يأس متصاعد من المسيرة السياسية، وانتقاد غير مسبوق للسلطة الفلسطينية، ومعارضة لمبادرات سياسية قائمة، وفقدان احتمالات الاستقلال الفلسطيني، وتأييد حل السلطة كمخرج من الوضع القائم، وعقوبات أمريكية ضد السلطة و... هذه هي مزايا مزاج الشارع الفلسطيني. ومع ذلك، يؤيد الشارع الفلسطيني المواجهة ورفض المبادرات السياسية. هذه الميول تتبين من استطلاع أجراه مؤخراً د. خليل الشقاقي، في أوساط 1.200 شخص.
يتبلور في الشارع الفلسطيني الاعتراف بضياع احتمال الاستقلال. 71 في المئة من الجمهور يعتقدون بأنه لا يوجد إلا احتمال طفيف فقط حتى صفر لإقامة دولة فلسطينية. أكثر من نصف الجمهور يؤمن بأن إسرائيل ستدفع السلطة الفلسطينية قريباً إلى الانهيار. والشارع الفلسطيني واعٍ لعدم احتمال حل الدولتين ويتبين أن 50 في المئة من الفلسطينيين يعارضون هذا الحل و 56 في المئة يعتقدون بأن هذا الحل لم يعد قابلاً للتنفيذ.
نصف الجمهور يؤيد الكفاح المسلح أو الاحتجاج الشعبي كوسيلة لاستئناف المسيرة السياسية، وإلى جانب ذلك فإن أكثر من ثلثي الشارع الفلسطيني يؤيدون الكفاح، المسلح او الشعبي، كوسيلة لإنهاء الاحتلال. الثلث فقط يعتقد بأنه يمكن مواصلة المفاوضات مع إسرائيل.
يسير الشارع الفلسطيني نحو الفهم بأن مسيرة السلام لم تعد قائمة. لذا، فإن الطريق إلى استئناف العنف بات قصيراً: 62 في المئة من الجمهور يؤيدون الكفاح الشعبي كرد، بينما 47 في المئة يعتقدون بأن الكفاح المسلح هو البديل المطلوب. وإلى جانب المزاج العنيف، يؤيد 33 في المئة من الفلسطينيين حل السلطة، بغياب مسيرة سياسية، من أجل قلب الطاولة من جديد.
يشير المزاج في الشارع إلى التشاؤم من التطورات في إسرائيل، وعلى رأسها الانتخابات القريبة وصفقة القرن: 86 في المئة من الفلسطينيين يعربون عن التشاؤم من التطورات المرتقبة في ضوء خطة القرن. 85 في المئة يعتقدون بأنها لن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، بل إن 72 في المئة يعتقدون حتى بأنها ستسمح بضم أاجزاء من الضفة. تؤمن أغلبية الشارع الفلسطيني (73 في المئة) بأن الولايات المتحدة ستواصل معاقبة السلطة الفلسطينية إذا ما رفضت هذه الخطة الأمريكية. ومع ذلك، يسير الفلسطينيون بعيون مفتوحة نحو مواجهة آثار مواقفهم: 79 في المئة من الجمهور يؤيدون قرار السلطة مقاطعة المؤتمر في البحرين. 83 في المئة من الشارع الفلسطيني يفضل الاستقلال على الازدهار الاقتصادي. 52 في المئة يقدرون بأن حكومة إسرائيل ستؤدي إلى انهيار السلطة، و 56 في المئة يتوقعون حرباً ضد قطاع غزة. ومع ذلك، ورغم أن المعنى الناشئ هو العنف والعقاب الاقتصادي، فإن 75 في المئة يؤيدون موقف السلطة ضد الولايات المتحدة.
لقد عصفت مظاهر التطبيع من الدول العربية مع إسرائيل بالجمهور الفلسطيني. 80 في المئة من المستطلعين يعتقدون بأن مشاركة الدول العربية في مؤتمر البحرين مثلها كمثل هجر المشكلة الفلسطينية. 76 في المئة منهم يعتقدون بأن مؤتمر البحرين لن يؤدي إلى تحسين وضعنا الاقتصادي.