kayhan.ir

رمز الخبر: 9841
تأريخ النشر : 2014November09 - 20:42
من نبض الحدث...الركض إلى الوراء..

أميركا “تبايع” داعش بالأسلحة.. وفرنسا تستنجد بالعباءة السعودية

عزة شتيوي

يُحيك فابيوس... ودي ميستورا يُلْبس النيات حللاً من مصطلحات جديدة، يدخل فيها عروضاً سياسية تلائم المزاج الاردوغاني، خاصة اذا أطفئت الأضواء عن عين العرب وسُخِّنت الأجواء في حلب على صفيح "التجميد”،

عندها فقط يخرج التحالف الدولي من لعبة شد الحبال متعددة الأطراف السياسية بين الحلفاء من واشنطن حتى داعش.‏

الرئيس الفرنسي يهرب من "تتويجه وطنياً” بالأقل شعبية تاريخياً ويختار اللجوء إلى منبر التصريحات الدولية وإطفاء حريقه بلهب الأحداث في المنطقة، فيما نظيره الأميركي مشغول هو الآخر بترقيع انشقاقات حزبه وانهياراته في الكونغرس بعدما تمزقت سياساته وضاقت عن احتواء ما سَمَّنته من أزمات.‏

بينما ينشغل أوباما... يهرب فرانسوا هولاند لعقد صفقات الاسلحة ويرش "الهبات” العمياء متكئاً على عصا آل سعود، بعد ان انكسرت عصاه الاقتصادية في فرنسا.‏

الركض إلى الوراء، بات الرياضة السياسية المميزة لزعماء الدول العظمى، والتي يواجهون فيها الغضب في بلادهم لما اقترفوه من حماقات في المنطقة الشرق أوسطية، بينما اختار الزعيم الأممي "الحساس” الانشغال عن تقارير مؤسسته المتزايدة حول الارتفاع غير المسبوق لسيل الارهاب في المنطقة العربية بهواية رعاية المخنثين!! تاركاً أولئك المخنثين سياسياً من زعماء "دول التحالف” والذين وصل شذوذهم في الممارسات إلى مبايعة داعش بإيصال أسلحة أميركية، وصواريخ حرارية شاهدها مراسلو الصحف العالمية بأم الأعين، وتوقفوا في الكتابة حرصاً على سمعة الديمقراطية عند حد السؤال، كيف وصلت تلك الاسلحة إلى أيدي دولة الخرافة.. يتساءل فيسك: هل باعها "المعتدلون” من المسجلين في خانة الرعاية الأميركية إلى داعش أم انهم هُزِموا وهم يمتلكون هذه الاسلحة المتطورة أمام ساطور دولة الخلافة!! وأصبحوا بعد ذلك ملك يمين البغدادي.‏

الجواب حتماً ليس عند الادارة الأميركية، فهي في بيان المتحدثة باسمها تقر وتعترف أنها لا تعرف ما يجري في الميدان، وليست على دراية بمناقصات ومقايضات ومبايعات "اعتدالية” للخليفة البغدادي، ولكنها "للامانة” مستمرة في التسليح ولن تتوقف على المدى البعيد، حتى ولو جاءت الانباء من استخباراتها شخصياً، بأن كل الفصائل الارهابية تتبع فكرياً اما لداعش أو القاعدة، فالكل لديها سواء ما دامت اليد الأميركية تحت كل ما يجري تصافح داعش اينما حل فكراً ام راية لا فرق.‏

فتسخين الاحداث بدءاً من الاعدام والصلب واقامة الحدود وانتهاء بالجولات الدبلوماسية المتخمة برائحة "بارفانات” الطرق السلمية.. كل يقضم من زمن المنطقة ويزيد هشيمها ويحرق من حضارتها، حتى ترجع في توقيتها إلى نقطة قريبة جداً من ذلك الموقع المتخلف الذي تكون فيه قمة انجازاتها شرعنة التصفيق، على غرار انجاز آل سعود اليوم... عندها فقط تصبح على قياس الانتداب والتقسيم.‏

اذاً، آل سعود اكتشفوا أن الانسان يصفق موافقاً، واكتشفت مملكة الرمال أنها في آمان!! خاصة أن احصائياتها - وأشك في قدرتها على العدّ والحساب- تحدثت عن أن 1500 إرهابي سعودي قتلوا في سورية، ولا تعتقد عاصمة الارهاب أن ثمة ما يرتد عليها، وإن ظهرت بوادره داخل حدودها، لكن قصر الانف لا يرى ما يراه الأوروبيون، ويحاولون سده في ثقوب معاهدة شينغن التي تَسرب التكفير عبرها عائداً من سورية والعراق..‏

بين رؤية وأخرى يتضح خط نظر كل اللاعبين الدوليين على الاهداف في رقعة الشرق الاوسط، من واشنطن وحتى اسرائيل، واذا بتنا حافظين لكل خطوطهم المبطِّنة لداعش ديمقراطياً، ثمة من خرج من إعلامهم وتحديداً ذلك النفطي ليكون في عبوديته وولائه لإسرائيل أشد صهيونية ويستبدل كلمة المسجد الأقصى بـ”المجمع” المقدس، تيمناً بالإعلام الإسرائيلي فهل بعد ذلك نسأل عن ماهية الربيع العربي؟!!‏