كيف للملك عبدالله الميت أن يعفو عن الشيخ النمر الحي؟
حسين الديراني
بعد أكثر من اسبوعين من تداول خبر عاجل عبر وسائل الاعلام العربية عنوانه العريض ” العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز يصدر عفواً خاص عن الشيخ نمر النمر ” ووقف حكم الاعدام بعد إستلامه رسالة خاصة من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ الرفسنجاني, والتي ناشد فيها العاهل السعودي بوقف الاعدام, وإعتبر الشيخ ” رفسنجاني” ان عدم تنفيذ حكم إعدام الشيخ نمر باقر النمر سيؤدي الى يأس مثري الفرقة وتعزيز وحدة الشيعة والسنة في العالم الاسلامي, وأكد "رفسنجاني ” حساسية الظروف الراهنة في المنطقة والعالم الاسلامي, وختم رسالته الى مكانة روح التسامح في الاسلام وأثر المحبة في التقارب بين القلوب, حسب ما نقل عن وكالة أنباء فارس.
ثم عاود إنتشار الخبر عبر الفضائيات العربية الممولة سعودياً منذ يومين لاهداف لم تعد خافية على المتابعين لقضية سماحة الشيخ نمر باقر النمر.
اولاً : نفى مصدر مقرب من الشيخ نمر باقر النمر, صحة الانباء التي تداولتها وسائل الاعلام بشأن إصدار العفو, لأن حكم الاعدام الصادر ضد الشيخ النمر "غير نهائي” والعفو لا يكون إلا بعد أن يكتسب الحكم صفة القطعية.
ثانياً : نفى مكتب الشيخ "رفسنجاني ” تلقيه خبر عفو العاهل السعودي عن الشيخ نمر من أي مصدر موثق, وقال محمد هاشمي, شقيق الشيخ رفسنجاني ومدير مكتبه ” لم يصل خبر عفو الملك من أي مصدر موثق ولا نؤكد صحة الخبر”.
لقد كتبنا سابقاً عن موت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز منذ عدة اسابيع مستندين الى عدة قرائن.
اولاً : عدم ظهوره إعلامياً في عيد الاضحى المبارك على شاشات التليفزيون الرسمي السعودي وهذا ما كان يحصل سنوياً حتى في اسوء حالاته الصحية.
ثانياً : نقل أحد المقربين من الرئيس المصري ” السيسي ” أنه خلال أداء الرئيس فريضة الحج لهذا العام طلب زيارة العاهل السعودي, لكن تم الاعتذار منه لظروف قاهرة.
ثالثاً : نجده غائباً كلياً عن لقاءات السياسيين الاجانب, وعن مسرح الاحداث المهمة التي تعصف بالمملكة.
رابعاً : لقد نقلت وسائل الاعلام العالمية نبا وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز سريرياً وأصبح في غيبوبة تشبه غيبوبة ” شارون "وتجهد الادارة الامريكية على إيجاد البديل قبل الاعلان عن وفاته رسمياً ودفن جثمانه.
نستطيع القول إن تسريبات خبر العفو هو لتهدئة الغضب العارم في الشارع السعودي والعالمي الذي يطالب بإخلاء سبيل الشيخ ” نمر باقر النمر” حراً طليقاً, وليس العفو عنه, لان العفو يكون عن المذنبين والمجرمين والقتلة, والشيخ لم يكن إلا مصلحاً وواعظاً ومرشداً للاحرار في العالم, ولابناء بلده جميعاً دون تفرقة, الشيخ كان صوت الحق والعدالة والحرية, وحريته ليست منة ومكرمة من ملك او وزير او امير, بل حريته ضمنها له الله, وضمير الانسانية والشعوب الحرة.
كذلك جاءت التسريبات لتؤكد بأن العاهل السعودي حياً, بعد أن أصبح الشارع السعودي يتسأل عن ملكه أين هو؟ حياً ام ميت ؟.
لم يعد أمام السلطات الظالمة في السعودية إلا الخضوع لمطالب الشعب بإخلاء سبيل الشيخ نمر باقر النمر, لان قضيته لم تعد قضية سعودية بل اصبحت عالمية, ولم يعد للعناد والكيدية مكاناً للعب في مشاعر الملايين التي تنتظر حكم البراءة, وتحقيق العدالة, ورفع الظلم, وإخلاء سبيله دون تأخير.
وبما إن الحكم إنتقل من حكم حد الحرابة بالصلب الى حكم الاعدام, والحكمين نتيجتهم القتل المتعمد, وكلها أحكام إعتباطية لا تخضع لاصول المحاكمات الاسلامية والدولية, بل تخضع لمحاكمة تستند على الكراهية والعنصرية والتكفيرية التي أفرزتها المدارس الوهابية المعمول فيها في المملكة السعودية.
يبقى القول إن الملك عبدالله حتماً في عداد الاموات, ولا يستطيع إصدار عفو عن الشيخ نمر باقر النمر الحي الحر الابي, وبما أن المحكمة القادمة للشيخ النمر بتاريخ 13-10-2014 على السعودية حفظ ما تبقى من ماء وجهها, وإصدار حكم بإخلاء سبيله لينعم بحريته التي ما فارقته.
وها هي الدواعش التي صنعت في السعودية بدأت بإرهابها على الشعب الحجازي, لتصل الى عرش الملك الذي طبخ سمها وسيتذوق طعمها.