هل فشل الغرب ليأتِ العرب !!
الضجة الإعلامية الواسعة التي رافقت فكرة تشكيل قوات تحالف غربي بقيادة اميركا لمكافحة داعش اخذت بعدا كبيرا في مختلف الاوساط الدولية خاصة حالة التهويل والدجل والكذب من ان هناك اكثر من 80 دولة وافقت على المشاركة في هذا التحالف بحيث ان الدول التي اكتوت بنيران هذه الصنيعة الاميركية – الصهيونية داعش اعتقدت ان الارهاب سيزول وخلال ساعات وليس اياما لان الامكانيات التي تتوفر للدول المشاركة وخاصة اميركا من المعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية تستطيع فيها ان تنقض على هؤلاء الارهابيين وفي موقعهم وتجعلهم اثرا بعد عين.
ولكن وبعد فترة اكثر من شهرين وجد العالم ان هذه الضجة لم تكن سوى جعجعة او فورة في فنجان وان الامر قد انعكس تماما بحيث ان المجاميع الارهابية قد اخذت تتمدد وتتقدم في بعض المواقع، وذلك من خلال الدعم الدولي بتقديم السلاح والمؤن للارهابيين التي ترميها الطائرات الاميركية اليهم وفي عين النهار كما حدث في كوباني وبعض المناطق في العراق وسوريا ويأتي العذر الاميركي مباشرة ان الذي حدث هو عبر طريق الخطأ، أي ان الرادارات الاميركية لم تعد تستطيع تشخيص الارهابيين من غيرهم، رغم ان التقارير الواردة من واشنطن وبعد مرور هذه الفترة أكدت انها لم تستطع ان تجمع سوى دولتين او ثلاث تقف معها في هذا الامر وهي فرنسا وبريطانيا واستراليا، وبذلك ظهر أن الضجيج الاعلامي لم يكن سوى للاستهلاك والضحك على الذقون ولاغير. وبنفس الوقت فان حالة التراجع والتباطؤ في مواجهة الارهابيين اعطت دلالة واضحة على عدم جدية التحالف المذكور من انهاء الامر وبصورة قاطعة مما يتضح ان واشنطن وحليفاتها جاءت لهدف آخر بعيدا جدا من محاربة الارهاب والارهابيين والذي بدت تظهر ملامحه من خلال تصريحات المسؤولين الاميركيين والغربيين.
اذن وامام هذه الصورة المؤلمة والمؤسفة نجد ان هناك تحركا اخر قد بدأ يظهر على الساحة في المنطقة وهو ما اعلنه مسؤولون عسكريون مصريون ان "مصر والسعودية ودولة الامارات والكويت تبحث اقامة حلف عسكري لمواجهة ما أسموهم بالمتطرفين في المنطقة"، وقد اكدت هذه المصادر ان "هذا الحلف لاشأن له بالعراق وسوريا بل اخذ طريقا اخر الا وهو باتجاه اليمن وليبيا".
وواضح ان هذه الدول الاربع هي ضمن الدول المتحالفة مع واشنطن وانها لايمكن ان تخطو خطوة او تضع او ترفع قدما الا بموافقة السيد الاميركي، ولذلك فان اتجاه البوصلة لمحاربة الارهاب اخذ جهة اخرى غير الجهة التي اختارتها واشنطن وحليفاتها.
والسؤال هنا والذي لابد ان تجيب عليه هذه الدول الاربع قبل ان تتحالف وهو : ان اغلب الارهابيين هم من دولهم والثانية ان التمويل والدعم اللوجستي والمالي والذي جعل من هذه المجاميع تقف على قدميها هو منها، فما الداعي اذن لان تذهب بعيدا وتشكل قوة عسكرية وتضع لها الميزانيات الثقيلة من الاموال ومايلي ذلك ممن تبعات، وفي النتيجة فانها لن تحصل على شيء كما هي اميركا اليوم التي اعلنت فشلها في مواجهة الارهابيين ولذلك فان مكافحة الارهاب لم تحتج الى مثل هذه التحالفات الهشة والضعيفة والتي تحمل تناقضاتها في داخلها وهو ما اشار اليه مسؤول مصري بالقول "ان هناك خلاف بين هذه الدول حول حجم القوة العسكرية وتمويلها ومقرها، وما اذا كان يجب الحصول على غطاء عربي او من الامم المتحدة لاي عملية".
وهذا التصريح للمسؤول المصري يعكس وبوضوح ان هذا التحالف يحمل فشله ومن اول وهلة للتفكير في انشائه، لذا فالحل الامثل وفيما اذا كانت هناك جدية من قبل هذه الدول الاربعة في محاربة المجاميع الارهابية، وهو ماأكدت عليه أغلب الدول التي تراقب الوضع عن كثب خاصة الجمهورية الاسلامية وسوريا والعراق من ان تجفيف منابع الارهاب سواء كان البشري والمادي هو خير وسيلة يمكن من خلالها القضاء على هذه المجاميع الارهابية، لذلك فان الامر يفرض عليها ان لا ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته واشنطن بتحالفها الكاذب، بل عليها ان تضع الخطط اللازمة من اجل قطع كل الامدادات التي تتم من خلال بعض المؤسسات المدنية التي تدعم الارهابيين بالمال علنا فيها، وعندها ستضع هذه المجاميع الارهابية امام موقف ضعيف يفرض عليها الاستسلام، وبغير ذلك فان التكهنات او الارهاصات تقول ان وراء الاكمة ما وراؤها، الا وهو ان هناك خطة اخرى تقودها الولايات المتحدة الاميركية لعدم الاستقرار في المنطقة وقد اوكلت مهمة هذا الامر للدول العربية المتحالفة معها والتي اسمتها كلينتون بدول الاعتدال لتخفف العبء عنها، وان تتزعم هذه الدول الاربعة رفع رايةالاقتتال بين ابناء هذه المنطقة على أساس طائفي مقيت لكي تستطيع واشنطن من خلال ذلك ان تصل هدفها في تشتيت وتفتيت دول وشعوب المنطقة وبالصورة التي أعدتها في أجندتها التي افصحت عن بعضها والتي ستظهر بقيتها عما قريب.