القوى السياسية التونسية تتبرأ من دعوة برنار ليفي
روعة قاسم
اشتعلت تونس من شمالها إلى جنوبها على خبر مفاده أن الصهيوني برنار هنري ليفي مهندس عملية الإطاحة بالقذافي والمتآمر على سوريا، سيزور تونس، وتداولت وسائل الإعلام الخبر وكذا مواقع التواصل الإجتماعي. وازداد الغليان حين تم التأكد من صحة الخبر وتحولت جماهير غفيرة إلى مطار قرطاج الدولي لاعتراض سبيله ومنعه من دخول الخضراء والتظاهر ضد الجهات التي دعته.
ووصل بالفعل الصهيوني الفرنسي إلى تونس وتم تهريبه من الباب الخلفي للمطار وهو ما جعل الغضب يتزايد باعتبار أن ليفي عرف بنشر الخراب أينما حل. فصوره وهو يجول بين الأنقاض مع من أطاحوا بنظام معمر القذافي ما زالت ماثلة في أذهان التونسيين الذين يخشون على وطنهم من مصير مشابه لجارتهم الجنوبية.
شائعات
وسرت شائعات مفادها أن الرئيس المنصف المرزوقي هو الذي دعاه للعب الورقة الأخيرة للبقاء في قصر قرطاج وهي الإعتماد على الصهاينة بعد أن مني حزبه بنتائج كارثية في الإنتخابات التشريعية. ولكن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (حزب المرزوقي) نفى أي علاقة له بقدوم هذا الصهيوني وذهب إلى حد التأكيد أن لا علم لقياداته بهذه الزيارة.
برنار ليفي
ورد أنصار المرزوقي وحلفاؤه على خصومهم بنشر صور على مواقع التواصل الإجتماعي تبرز رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي في اجتماع يضم شخصا تبدو ملامحه وكأنه برنار هنري ليفي. وعلى الفور كذب أنصار النداء الخبر والصورة وقدموا ما يفيد أن المجتمع بقائد السبسي الذي يظهر في الصورة هو رجل أعمال تونسي مقيم في فرنسا يشبه بالفعل برنار ليفي في تسريحة الشعر وقدموا كل التفاصيل عن هوية هذا الشخص الذي التقى رئيس حركة نداء تونس منذ مدة من أجل الإستثمار في تونس، وعبر رجل الأعمال في صفته على الفايسبوك عن استيائه من تشبيه بعض التونسيين له ببرنار هنري ليفي.
غموض
وتوجهت الشكوك فورا إلى حكومة التكنوقراط التي تسيّر البلاد، لكن وزارة الخارجية أعلنت في بلاغ رسمي أن الحكومة لم تدع برنار ليفي ولا علم لها أصلا بالزيارة، ودعته إلى مغادرة البلاد. وأعلن أن ليفي منع من مغادرة مقر إقامته تمهيدا لترحيله وأن النيابة العمومية أذنت بفتح بحث تحقيقي لمعرفة الجهة التي دعته.
وغادر الفيلسوف الصهيوني الفرنسي تونس وبقي الغموض يكتنف سبب زيارته. فقد اتهم البعض مركزا للدراسات معروفا بقربه من حركة النهضة بدعوة ليفي، كما رجح البعض الآخر أنه جاء للقاء شيخ الإباضيين الجزائريين في غرداية الذي يزور تونس والذي شهدت مدينته اشتباكات طائفية السنة الماضية كادت أن تؤدي بالجزائر إلى حرب أهلية جديدة.
الملف الليبي
لكن جهات تونسية أكدت أن الصهيوني الفرنسي جاء إلى الخضراء للقاء قيادات من قوات فجر ليبيا (تحالف إخواني تكفيري) كانت متواجدة بتونس بما أن مطار طرابلس قد تم تدميره بالكامل. وأن هذه القيادات جاءت تطلب دعمه لمساندتها في قتالها لقوات اللواء خليفة حفتر المدعوم من الجيش الليبي.
ويشعر التونسيون بحالة الإستياء لأن بلادهم أصبحت مرتعا لمن هب ودب تدعو إليها قوات فجر ليبيا أو غيرها من تشاء وكأنها أرض مقفرة لا توجد بها أجهزة أمنية قادرة على القبض على الداعين والمدعوين وأصدقاء الداعين من التونسيين. ولولا الهبة الشعبية للتونسيين بمختلف أطيافهم لكان هذا الصهيوني قد أتم مهمته التي لا يشك عاقل أن هدفها تخريبي.