حماقة اميركية سعودية لتمرير اتفاق نفطي سري
طهران/كيهان العربي: كتبت "غلوبال ريسرج" ان اتفاقا سريا جرى بين اميركا والسعودية يقضي بعرض السعودية لنفطها دون أي قيود في الاسواق العالمية، لاضعاف ايران وروسية. مضيفة: ان تفاصيل الاتفاق الجديد بين اميركا والسعودية بخصوص سورية وداعش بات يتضح شيئا فشيئا. وهو الاتفاق الذي ختم بلقاء جون كيري وزير خارجية اميركا وملك السعودية في سبتمبر المنصرم وان واحدة من التداعيات الغير محتسبة لهذا الاتفاق، دفع روسيا نحو الشرق باتجاه الصين وروسيا البيضاء.
ان واحدة من اغرب والاكثر التداعيات غير المتوقعة للقصف الاخير الذي انجزه الناتو ضد ارهابيي داعش، التقليل الشديد لاسعار النفط. وفي الوقت الذي تحدث هذه الحرب في واحدة من اهم المناطق الغنية بالنفط في العالم فينبغي ان لا تقترن مع خفض اسعار النفط.
ومنذ يونيو حين غزت داعش بشكل مفاجئ المناطق الغنية، بالنفط في موصل وكركوك في العراق، انخفضت اسعارالنفط برنت 25 ٪، أي من 115 دولار للبرميل الى ما يقرب من 85 دولار. في الوقت الذي لم يكن للطلب العالمي للنفط انخفاضا بحدود 25٪ ولم يقل طلب الصين على النفط 25٪. كما ولم ترتفع احتياطيات نفط شيل الاميركي 25٪.
ان ما حصل هو ان السعودية الحليف التقليدي لاميركافي اوبك، قد اشبعت السوق بنفطها الرخيص، ودخلت في حرب للاسعار مع ايران في داخل المنظمة. فالسعودية استهدفت بيع الصين النفط الرخيص ويقال انها بصدد ان تعرض على الصين نفطا ما سعره 50 الى 60 دولارا للبرميل الواحد، فيما كان سعره القبلي 100 دولار.
ويبدو ان مهمة البيع الرخيص من قبل السعودية قد تزامن مع الجدل المالي لوزارة الخزانة الاميركية عن طريق مكتب المعلومات المالية والارهاب لهذه الوزارة، بالتعاون مع عدد من اللاعبين الداخليين لوول ستريت الذين يهيمنون على تعاملات المنتوجات النفطية. وحاصل هذه المهمة فوضى في الاسواق بشكل مستمر، فالصين مقبلة على شراء النفط الرخيص الا ان ايران وروسيا متحدا الصين يتعرضان لضربة جراء ذلك.
رشيد ابنمي مسؤول مركز السياسة النفطية والتوقعات الستراتيجية في السعودية يقول بهذا الصدد: ان السقوط الملحوظ لسعر النفط قد حصل تعمدا من قبل السعودية الاكبر انتاجا في اوبك.
ويبدو ان السعودية ولاجل كسب اسواق جديدة في السوق الحالية القليلة الطلب،الاان الدليل الحقيقي حسب ابنمي، اعمال الضغوط على ايران في مجال البرنامج النووي والضغط على روسية لانهاء دعمها لبشار الاسد.
وكان وزير خارجية اميركا وملك السعودية قد ا لتقيا في الحادي عشر من سبتمبر في القصر الملكي السعودي.
وان بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات السعودية كان قد دعي لهذا الاجتماع. وحصل في هذاا للقاء اتفاق وهو دعم السعودية للهجمات الجوية على داعش بشرط دعم واشنطن لبرنامج السعودية في عزل بشار الاسد، الحليف القوي لروسيا وايران ومنع تطور برنامج السعودية الاماراتي للهيمنة على سوق الغاز الطبيعي للاتحاد الاوروبي، وانهاء تجارت روسيا المربحة مع هذا الاتحاد.
الا ان هذا المشروع معرض للفشل لعدة اسباب، اذ ان بوتين وباتفاق مع الصين وسائر الدول، يقدمون على اجراءات ستراتيجية لتقليل الاعتماد على الغرب.
وفي الحقيقة ان روسية قد سعت مؤخرا لحذف الدولار من تعاملاتها النفطية، واذا شطب الدولار من التجارة الدولية للنفط، ستواجه وزارة الخزانة الاميركية كارثة مالية شديدة.
هذا الدليل لوحده كاف لتسمية حرب كيري ــ عبدالله النفطية بالتكتيك الاحمق. فالخبراء الاميركيون البارزون و السعوديون والقطريون والى حد ما الاتراك لايمكنهم درك العلاقة بين كل هذه الفوضى والخراب الذي جلبوه، كي يعنونوا مجريات النفط والغاز اساسا لقدرتهم الغير الشرعية. انهم يزرعون بذور فنائهم بايديهم.