مقارعة الارهاب حقيقة ام شعار!!
ما من شك ان الحكومة السعودية ذات السطوة الحديدية التي تراقب كل شاردة وواردة هي التي تسمح لابواق الفتنة ومنها القنوات الفتنوية والمساجد ان تقوم بالشحن الطائفي هي اليوم المسؤول الاول والمتهم الاول عن الجريمة النكراء التي قامت بها مجموعة من العناصر المرتبطة بالقاعدة كما اعترف بذلك مسؤول سعودي واضاف ان من بينهم من هو مفرج عنه جراء مشاركته في عملية ارهابية ومنهم من عاد من سوريا والعراق بعد ان تشبع بالافكار الطائفية الهدامة.
وبما ان النظام السعودي المسؤول الاول والاخير لضمان امن المواطنين هو الذي يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه المجزرة، لانه هو من وفر لهؤلاء العناصر الاجواء والامكانات لتلقي الافكار الوهابية المتطرفة التي تصب في خانه الارهاب والاجرام والقتل على الهوية. اذن من العبث ان يتنصل النظام السعودي عن هذه المسؤولية الاجرامية البشعة التي استهدفت مواطنين مسالمين آمنين يحتفون بعاشوراء وذكر مصائب آل بيت رسول الله هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الجناة هم من تربوا في أحضان هذا النظام ومدرسته الوهابية التي تخرج مثل هذه النماذج التكفيرية ــ الدموية.
ان هذا الحادث الخطير الذي راح ضحيته ثمانية شهداء بينهم طفل صغير من ذوى الاحتياجات الخاصة في حسينية المصطفى بقرية الدالوة بمحافظة الاحساء ينذر بوقوع تطورات خطيرة للغاية في ضوء ما تشهده المنطقة من تصاعد حدة التوتر الطائفي والمذهبي الذي هو منشأه الفكر الوهابي المنطلق من السعودية وقد يفتح الباب على حراك شعبي عارم يكلف نظام آل سعود كثيرا واذا ما اراد النظام ان يتلافى هذا الموقف فعليه ان يتعامل بجد مع هذه الحادثة كنظام مغلق ويبدأ فورا بسلسلة اجراءات اصلاحية في النظام السياسي والغاء التمييز بين المواطنين واطلاق سراح سجناء الرأي لان القيام بمثل هذه الاجراءات واعطاء الحقوق المشروعة لابناء الشعب هي التي تسد ثغرة الارهاب والعنف وفي غير ذلك فان الارهاب سيعشعش في البلد وليس من السهولة قمعه بالمطاردة والسجن.
يبدو ان النظام السعودي الذي بعث بعد هذه الحادثة باشارات وردود فعل متناقضة، اما جاهل بما حدث واما متعمد بالتجاهل لتمرير سياساته القمعية مستغلا هذه الحادثة لامور اخرى يضمرها في نفسه. واذا اراد حقا ان يقوم بمعالجة اساسية لمحاربة الارهاب في المملكة فعليه استئصاله من جذوره الفكرية التي تعمل ليل نهار في مدارسها الوهابية بالسعودية وتصدر خريجيها الى مختلف انحاء العالم حيث اكثر التفجيرات الارهابية التي تشهدها الدول المتازمة او غيرها تقوم بها عناصر من جنسيات سعودية والامر الاخر والمهم للغاية هو دور قنوات الفتنة التي يقف خلفها نظام البترودولار السعودي ونموذجها قناة "وصال" التي كان ثمن اغلاق مكاتبها وبثها من الرياض من قبل وزير الاعلام السعودي عبدالعزيز الخوجة هو اقصائه من منصبه بقرار من الملك عبدالله وبعد ساعات فقط من اغلاق القناة التي كان لها الدور الاساس في التحريض والشحن الطائفي لارتكاب مثل هذه المجزرة الفظيعة.
السؤال المحير الذي يطرح نفسه كيف يمكن حل هذا اللغز فابواق النظام تصرخ بان السلطات تلاحق من أسمتهم باتباع القاعدة واعتقالهم وملك السعودية يغضب على وزير اعلامه لاغلاقه احد منابر الفتنة التي تنتج الارهاب ويعزله عن منصبه في حين ان الرجل استدل بشكل عقلاني ومنطقي لقراره بالقول: "ان الوزارة لن تسكت ازاء أي وسيلة اعلامية تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره".
اذن من نصدق اليوم الشعارات التي ترفعها السعودية لمحاربة الارهاب!! ام الممارسات العملية على الارض لاستمرار الارهاب!!