هولاند لم يستوعب الدرس بعد !!
مهدي منصوري
اعتقد ان الرئيس الفرنسي هولاند لم يقرأ الوقائع والاحداث ولم يطلع على النتائج خلال الفترة المنصرمة او انه قرأها واستوعبها جيدا، ولكن عنجهيته الخرقاء اخذت تستبد به بحيث لم يعد يفكر بماذا يقول ويفعل، وعندما نستطلع ما حدث لاميركا في العراق وبعد ان شنت هجومها الغادر على هذا البلد من اجل ليس فقط احتلاله بل الاستقرار فيه ولمدة قد تزيد عن قرن من الزمن كما اعلن ذلك السناتور ماكين نجد انها لم تستطع ان تقاوم في البقاء رغم انها كانت تملك السيطرة التامة على جميع الاوضاع في العراق سوى عدة سنوات قليلة وعندها وقعت في حالة الاضطرار الذي اجبرها على ترحيل جنودها وترك هذا البلد مهزومة لكي تحافظ ولو شيئا بسيطا على هيبتها في المنطقة والعالم.
وقد تركت هذه الهزيمة الاميركية صدى كبير ا لدى كل الاوساط الدولية والاقليمية وكذلك بلغت تداعياتها الى داخل الادارة الاميركية التي وصل فيها الى حد الانقسام. ولذلك فان تباطؤ اوباما وتردده الكبير في التدخل البري في العراق هو الخوف من الخوض تجربة ثانية ستكون اكثر فشلا من الاولى مما سيضعه امام موقف صعب جدا لانه لم يستفد من التجربة السابقة وقد يقع في الفخ مرة ثانية.
ومن خلال ذلك نجد ان اميركا التي تحسب الف حساب قبل ان تقوم بتوريط جيشها في تدخل بري في العراق قد نكون نتيجة واضحة لديهم الا وهي ان تنقلب الصورة بحيث ان السلاح سيوجه للجيش الاميركي وبصورة اقسى واقوى من السابق الا ان الملفت في الامر والذي يدعو للاستغراب وهو ان الرأي الاميركي اليوم تلفه حالة من الحيرة والارباك بحيث انعكس ذلك عن تخوفه وتردده في ان يقع في المستنقع العراقي مرة اخرى، غير ان الذيل الفرنسي بدأ يتحرك وبصورة تدعو الى التساؤل الا وهو دعوة الرئيس الفرنسي الذي وصلت شعبيته الى الحضيض لدى الفرنسيين واصراره على التدخل البري في العراق مبررا بذلك الضعف الذي يلف الجيش العراقي وانه غير قادر على حسم المعركة مع الارهاب.
ولكن نقول لقد غاب عن ذهن هولاند او انه لا يريد ان يرى الواقع على الارض او بالاحرى وبهذا التصور الاهوج يريد ان يحقق هدفا لم تحققه داعش التي تنال الضربات الساحقة والماحقة على يد القوات المسلحة العراقية مدعومة بقوات غيارى العراق من ابناء الحشد الشعبي والتي تمكنت ان تحرر الكثير من المدن والقصبات وبنفس الوقت الحقت الهزيمة المرة بارهابيي داعش والذي اعترف بها صراحة البغدادي في احدى رسائله الى قواعده والتي اكد فيها ان قوات الحشد الشعبي قد تمكنت ان تخترق منظومتنا الاستخبارية بحيث استطاعت ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها ان توجه لنا الضربات الواحدة تلو الاخرى.
اذن فماذا يريد هولاند من دعوته هذه يمكن القول وبصورة واضحة ولا تقبل الغموض والتأويل انه يريد ان يدفع عن تنظيم داعش الارهابي الانهيار وان يعيد اليه قدرته من جديد كما فعل في عين العرب.
ولكن جاء الرد من قبل الحكومة العراقية صارما وقويا الا وهو رفض هذا التدخل غير المرغوب فيه من قبل هولاند المهزوم شعبيا، وبنفس الوقت وجهت الحكومة العراقية وعلى لسان رئيس الوزراء العبادي عند لقائه وزير الدفاع البريطاني صفعة اخرى وقوية عندما أكد له ان القوات العراقية قادرة على دحر تنظيم داعش ، مما يعكس وبصورة واضحة وشفافة ولكي يفهمها كل الذين يتامرون على العراق وشعبه ، ان العراقيين وبما لديهم من قدرات وامكانيات عسكرية يستطيعون ان يدحروا الارهابيين ويعيدونهم الى الدول التي جاؤوا منها او انهم سينالون جزاءهم العادل وهو مواجهة الموت الزؤام الذي يتجرعونه كل يوم من قبل القوات العراقية وغيارى العراق من ابناء الحشد الشعبي الابطال.