kayhan.ir

رمز الخبر: 96284
تأريخ النشر : 2019June21 - 22:17

وقف مبيعات الاسلحة خداع ليس الا !


امير حسين

تساؤلات كثيرة تدور اليوم على ألسنة الرأي العام الاقليمي والعالمي حول جدوى وجدية وصدقية النداءات الاخيرة التي رفعت في بعض العواصم الغربية لوقف مبيعات الاسلحة للنظامين العدوانيين السعودي والاماراتي اللذان يستخدمان هذه الاسلحة ضد المدنيين في اليمن. والسؤال الاساسي الذي يطرح نفسه اليوم لماذا في هذا التوقيت مع إن عدوان التحالف السعودي يمضي عليه اليوم اكثر من اربع سنوات والجميع يعلم ان اليمن بلد فقير وامكاناته متواضعة وان بنك اهدافه كانت محدودة وانتهت في الاسابيع الاولى من العدوان ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم تبق الا الاهداف المدنية التي كانت تتعرض للقصف المستمر وبدعم فاضح من الدول الغربية فأين كانت هذه الاصوات طيلة هذه الفترة؟

فمن المؤكد أن هذه النداءات لها أهداف محددة وهي بالتأكيد لم تكن إنسانية كما يزعمون. أنها تلميع للصورة ولملمة لفضائح الغرب في دعمه لجرائم العدوان والأكثر من ذلك هو الحفاظ على سمعتهم وسمعة إقتدار منظومات اسلحتهم التي أنهارت امام القوة اليمنية المتواضعة وهذه تشكل ضربة لهم في الصميم ولمبيعاتهم المستقبلية لأن الجيشين السعودي والاماراتي لم يحسنا استخدام هذه الاسلحة.

فأساس تحرك الكونغرس الاميركي الذي تزامن مع قرار محكمة بريطانية بايقاف بيع السلاح لدول التحالف السعودي البغيض هو انتصار لابناء اليمن اللذن اثبتوا عمليا عدم فعالية السلاح الغربي وعجزه امام ارادتهم في الميدان.

ومصادقة مجلس الشيوخ الاميركي بالاغلبية وبحزبيه الديمقراطي والجمهوري على وقف بيع الاسلحة لدولتين تدوران في الفلك الاميركي وتعملان لصالحه أمر مستغرب ونادر وهذا يستدعي التوقف عنده وهو يأتي في سياق العمل لتحسين صورة بلدهم وليس كما يدعون لغايات انسانية على ان اليمن يشهد اسوأ كارثة انسانية في العالم، لكن الحقيقة أنهم باتوا واثقين بأن أدواتهم قد فشلوا في تحقيق أي من أهدافهم العدوانية وأن الشعب اليمني وعبر ابنائه في اللجان والجيش استطاعوا أن ينقلوا المعركة الى الاراضي السعودية اضافة الى أنهم اوجدوا معادلة الردع في المعركة ووجهوا ضربات موجعة للمطارات والمنشآت السعودية التي باتت مكشوفة الظهر وأن حماتها دخلوا اليوم على خط الوساطة لانقاذ ادواتهم المهزومة والمأزومة.

ورغم التصويت للكونغرس في منع بيع الاسلحة الى السعودية الا ان السلاح الاميركي لازال يتدفق على هذا البلد وان حكومة تيريزاماي هي الاخرى اعترضت على قرار المحكمة البريطانية وقالت انها تشعر بخيبة امل وسوف تسعى لاستئناف الحكم.

والمضحك المبكي في الموقف الفرنسي الذي يواجه اعتراضات من منظمات غير حكومية لوقف بيع السلاح لدول العدوان على اليمن هو تبريره السخيف والهزيل بان باريس لديها ضمانات بان الاسلحة التي تبيعها للسعودية والامارات لا تستخدم ضد المدنيين!! انها مهزلة من مهازل التاريخ ان يحكم العالم مجرمون يضحون بالانسانية وقيمها من اجل مصالحهم ومصالحهم فقط، غير ان الدم اليمني المظلوم والمسفوح كشف صورة الغرب على حقيقته الاجرامية لدعمه العلني للعدوان ونفاقه بالمتاجرة بقضايا حقوق الانسان، وليس ببعيد أن نشهد كيف سيقتص ابناء اليمن من أعدائه.