عشرات ملايين المسلمين في ايران والعالم يحيون ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع)
طهران - كيهان العربي:- احيا عشرات ملايين المسلمين من عشاق أهل بيت الرسالة والامامة في كافة انحاء العالم أمس الثلاثاء ذكرى عاشوراء الامام الحسين حفيد رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة وأهل بيته وأصحابه الميامين المنتجبين، حزنا على مصابهم الجلل باستشهادهم عام 61 للهجرة على يد الطغمة الباغية الظالمة والمنحرفة السلطة الاموية واتباعها الخوارج المجرمين والمصائب الكبرى التي حلت آنذاك .
وبهذه المناسبة الاليمة شهدت غالبية الدول الاسلامية والكثير من دول العالم، مراسم خاصة لاحياء هذه الذكرى الاليمة والفاجعة الكبيرة التي لم ينجو من وحشية من ارتكبوها حتى الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز الاشهر الستة من العمر عطشاناً ظمأناً؛ حيث اقترفت قوات الطاغية الاموي يزيد الفاسق الفاجر شارب الخمر ومداعب القردة أبشع أنواع الاجرام الدموي وأقبح الافعال وهو ما نشاهده اليوم ايضاً بما يفعله الارهاب التكفيري الدموي الاموي المجرم في العراق وسوريا واليمن وباكستان ولبنان وبعض البلدان الاسلامية الاخرى برعاية البترودولار الخليجي وفي مقدمته السعودية وقطر والامارات.
وبهذه المناسبة شهدت الجمهورية الاسلامية في ايران، من ادناها الى اقصاها أمس الثلاثاء، العاشر من محرم الحرام، اقامة مراسم العزاء في ذكرى عاشوراء استشهاد أبي الاحرار وقدوة الثوار امام اباة الضيم وسبط الرسول الاكرم الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) وصحبه الابرار بكربلاء الاباء و جددوا العهد بالسير على خطاه و هم يهتفون عاليا: "هيهات منا الذلة" و "لبيك يا حسين" .
وقد لبست الجمهورية الاسلامية في ايران وطيلة الايام العشرة الماضية من شهر محرم الحرام ثوب الحزن والعزاء بمناسبة عاشوراء الامام الحسين (ع)، وتوجهت الجماهير المؤمنة أمس وفي مواكب عزاء وحزن ورثاء الى المرقد الطاهر لثامن أئمة أهل بيت الرسول الاكرم (ص) الامام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) والى مرقد شقيقته السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في قم المقدسة فيما شهد مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم (عليهما السلام) في مدينة شيراز وحرم السيد عبد العظيم الحسني (ع) في بلدة ري جنوب طهران مراسم مماثلة، اضافة الى باقي المراقد المشرفة لأبناء الائمة في شتى ارجاء ايران الاسلامية.
وأحيا ابناء الشعب الايراني المؤمن في هذه الليالي العظيمة مراسم عاشوراء شرح فيها الخطباء دور الامام الحسين (ع) في صيانة الاسلام المحمدي الاصيل الذي شهد انحرافا من قبل طاغية عصره يزيد بن معاوية و أبى الاستسلام أمام الظلم والجور فقدم دماءه الزاكية وابنائه الابرار واصحابه الاوفياء حفاظا على هذا الدين العظيم الذي يزداد اليوم عظمة وشوكة وانتشارا ببركة تلك الدماء الطاهرة التي اريقت في كربلاء المقدسة مثل هذا اليوم في عام 61 هجرية .
كما رعى قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، مراسم احياء ذكرى استشهاد سيد الشهداء وقائد الاحرار واسوة اباة الضيم الامام ابي عبد الله الحسين (ع)، في حسينية الامام الخميني /قدس سره/ بالعاصمة طهران ، بحضور حشد من المسؤولين والالاف من مختلف شرائح الشعب الذين شاركوا في هذه المراسم.
وقد احيا عشرات الالاف من ابناء الشعب الايراني من ابناء السنة وكذلك الارامنة والمسيحيين ذكرى عاشوراء الامام الحسين 0ع) واهل بيته واصحابه البررة في العاصمة طهران والعديد من مناطق البلاد الاخرى ومنها مدينة سنندج مركز محافظة كردستان (غرب البلاد)
حيث الاشقاء السنة والشيعة في مراسم عزاء السبط الاصغر للنبي الاكرم (ص) وحفيده الحبيب الامام الحسين بن علي عليهما السلام لتعزيز الوحدة الاسلامية بين الاخوة والتصدي للمؤامرات الشيطانية التي يحوكها الاستكبار الرامية الى تشتيت الصف الموحد للمسلمين كافة.
كما شهدت المدن المقدسة في العراق أيضا اقامة مراسم مماثلة في كل من النجف الاشرف والكاظمية وسامراء وخاصة كربلاء المقدسة التي غصت بملايين الزوار الذين قدموا من شتى أصقاع الأرض حيث جدد شيعة أهل بيت الرسول الاكرم (ص) العهد والميثاق مع النبي المصطفى واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) للسير على نهجهم والحفاظ على تراث الاسلام العظيم من خلال تقديم الغالي والرخيص وأي شيء أغلى من دم الانسان لهذا الهدف .
وفي الهند اقيمت مراسم عاشوراء الامام الحسين عليه السلام في اغلب المدن الهندية مثل نيودلهي وكشمير ومومباي وسريناغار وكارجيل وحيدر آباد ولكناو وفراناسي وعليكرة ، حيث اقام عشاق الامام الحسين عليه السلام ، مراسم خاصة بهذه المناسبة الحزينة .
وسار المعزون في مواكب حاشدة ومنتظمة وهم يلطمون على الصدور ويرددون اشعار المراثي بالمناسبة الاليمة .
كما اقام الشيعة المقيمون في نيوزلندا ومن شعوب مختلفة مراسم مماثلة من خلال تواجدهم الحاشد في الحسينيات والمراكز الاسلامية في ليلة التاسع من محرم الحرام احياءا لذكرى شهيد كربلاء وصحبه الاخيار عليهم السلام. ففي العاصمة "ولينغتون" أقام المعزون الحسينيون مراسم مراسم تاسوعاء لاحياء ذكرى بطولات وتضحيات الامام الثالث من اهل بيت الوحي الإمام الحسين وصحبه الاوفياء عليه السلام . كما شهدت مدن اخرى في نيوزيلندا مراسم مماثلة مثل مدينة أوكلاند وكرايستجرج وغيرهما .
اما في فنزويلا فقد اقام الايرانيون وبقية الشيعة المقيمون في هذه البلد مراسم تاسوعاء الامام الحسين عليه السلام لاسيما في العاصمة الفنزويلية . و قام المعزون الايرانيون المقيمون في كاراكاس من اليوم الاول من شهر محرم الحرام، بقراءة زيارة عاشوراء وقراءة المراثي والاشعار في مناقب أهل البيت (عليهم السلام). واقام الفنزويليون ذوي الاصول العربية ومنذ اليوم الاول من محرم وليلة التاسع مراسم العزاء الحسيني في حسينية الامام الهادي عليه السلام العائدة للجالية اللبنانية المقيمين في كاراكاس .
وفي الصين اقام عشاق الحسين مراسم خاصة لاحياء ذكرى حامل لواء كربلاء ابي الفضل العباس عليه السلام ، وسكبوا دموع الحزن والاسى على هذا المصاب الجلل . حيث شارك عدد كبير من الجامعيين والتجار وممثلي المؤسسات الايرانية مع عوائلهم في المراسم التي اقامتها سفارتنا ببكين، وتم قراءة زيارة عاشوراء الخاصة بهذه المناسبة بالاضافة إلى القاء الخطب الخاصة لهذه المناسبة وقام عشاق ابي الفضل العباس عليه السلام باللطم وقراءة المراثي الحزينة.
واقام الايرانيون المقيمون في مدن شانغهاي وقوانغتشوا كذلك في ليلة تاسوعاء الحسين عليه السلام وضمن تواجدهم في مقر قنصليات ايران في هاتين المدينتين مراسم العزاء خاصة .
كما شهدت مدن سيؤول في كوريا الجنوبية وبيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية وطوكيو في اليابان مراسم عزاء بمناسبة حلول تاسوعاء الحسين عليه السلام.
وتزامنا مع ايام تاسوعاء وعاشوراء الحسين عليه السلام اقام الشيعة المقيمين في نيويورك ايضا، اكبر المدن الاميركية، بالحضور في شوراع مانهاتن، وفي مواكب منتظمة وفاءا لتضحيات ابي عبدالله الحسين وصحبه الابرار ورددوا الاشعار الخاصة في هذه المناسبة.
واشارت التقارير من نيويورك، بان الالاف من المعزين من عشاق اهل بيت العصمة والطهارة خرجوا في مواكب عزاء منتظمة في شارع المنتزه الواقع في مركز مانهاتن بنيويورك، تخللتها قراءة المراثي والاشعار في مناقب الحسين واصحاب الحسين عليهم السلام. وسجى جمع من الآباء والامهات اطفالهم الصغار الكفن تاسيا بقافلة اسرى كربلاء وتعاطفا مع اهل بيت العصمة والطهارة عليه السلام.
كما قام كذلك عدد من الشباب الشيعة بتوزيع الكتب واقراص CD والكتيبات والبيانات حول حقيقة ثورة الطفوف ، وبيان اختلاف الاسلام المحمدي الاصيل عن الاسلام المزيف مثل اسلام تنظيم داعش الارهابي للمواطنين الاميركيين. وقال احد المواطنين الاميركيين لاحد المراسلين الايرانيين، بعد اطلاعه على محتوى هذه البيانات واستماعه لتوضيحات احد الشباب الشيعة:
كما قام بعض الاشخاص بتهيئة قناني صغيرة من الماء كتب عليها شعارات عاشورائية وتوضيح مختصر حول هذه الواقعة، سعيا لبيان طبيعة وحقيقة الثورة الحسينية للناس. كما قام البعض الاخر ولاجل إلفات انظار الاخرين الى هذه المناسبة، بتوزيع الاطعمة على المشاركين في هذه المراسم .
هذا واقامت الجالية الشيعية في نيويورك في كل ليالي العشرة الاولى من محرم الحرام وبالتواجد في المساجد والمراكز الاسلامية المؤقتة والدائمية، مراسم العزاء لسيد الشهداء عليه السلام.
وبهذه المناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) اقام شيعة أهل بيت الرسول الاكرم (ص) مجالس العزاء على بضعته وسبطه الاصغر في حسينية "الزينبية" بمدينة اسطنبول التركية.
كما لبى ابناء الشعب الأبي في اليمن الجريح نداء عاشوراء وخلدوا الثورة الحسينية كذلك احيا اليمنيون ذكرى عاشوراء بتجمعات في مناطق عدة من البلاد.
وعلى الصعيد ذاته احيا المسلمون في لبنان ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم بمجالس عاشورائية اقامها حزب الله لبنان وحركة امل وغيرها من الحركات والجمعيات الاسلامية بمشاركة مئات الآلاف تلتها مسيرات حاشدة في بيروت وبعلبك وصور انطلقت بعد تلاوة المصري الحسيني.
وفي نيجيريا ارتفعت حصيلة الشهداء الى 23 شهيدا، لدى استهداف مراسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بعبوة ناسفة في ولاية يوبي بشمال شرق البلاد.
وقال شهود عيان ان الهجوم استهدف موكبا لمصلين في منطقة تسوهوار كاسوا بمدينة بوتيسكوم.
وقال احد رجال الشرطة ان الحشد كان كبيرا واصيب عدد كبير منه.
وفي افغانستان، أحيا المسلمون ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في العاصمة كابول وباقي الولايات الأفغانية.
وأقيمت مجالس العزاء والفعاليات الثقافية في المساجد والحسينيات وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي اقليم كشمير المحتل، اعتدت قوات الامن الهندية على مواكب العزاء الحسينية التي اقامها المسلمون في مدن الاقليم.
واعتدت عناصر الامن في مدينة سريناكار بالضرب والشتم وإطلاق الغازات المسيلة للدموع على المواطنين، وشملت الاعتداءات ايضا نزع السواد واليافطات والأعلام وهدم المضائف والأعمال الفنية ومظاهر الإحياء الديني في عدة مناطق حيث فرضت السلطات حظْر التجوال في محاولة لمنع اقامة المراسيم.